شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وميض
السياحة والآثار.. في (الاثنينية) (1)
بقلم: عبد الله فراج الشريف
الآثار في بلادنا والجزء الأكبر منها إسلامي الهوية، يتعلق ببداية ظهور الإسلام، ثم بتعاقب عصوره بعد ذلك، ظلت زمناً طويلاً مهملة، تلقي المواقف عليها ضلالاً كثيفة، علّها في أكثر الأحيان تواريها عن الأنظار، إما عن طريق إزالتها كلية، أو بالتمويه على مواقعها حتى لا يمكن الاهتداء إليها، وحتماً هذه الآثار تشمل دوراً، كالدار التي ولد فيها سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم أو الدار التي ضمته مع زوجه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأولاده منها، الذين ولدوا في تلك الدار، ودار الأرقم التي احتضنت الدعوة في بدء انطلاقها، أو مواقع ارتبطت بالأحداث كغار حراء وغار ثور ومواقع معارك فاصلة في تاريخ الإسلام كموقع بدر وأُحد والأحزاب، أو مساجد مشهورة.
وكل هذه المواقع تعرضت إما للإزالة أو التمويه عليها حتى لا تعرف، ونشر في المجتمع من أجل هذا ثقافة تحرِّم العناية بها وتشكك في أنها المواقع المقصودة، والحجة التي ترفع إزاء ذلك، هي الخشية أن تكون هذه الآثار وسيلة ابتداع، وكلما طالب أحد بالاهتمام بهذه الآثار جوبه بأنه يدعو لبدعة، وأنه يريد أن تتخذ هذه الآثار وسيلة ضلال وشرك، وقد علمنا أن الأمم إسلامية وغير إسلامية من حولنا تهتم بآثارها، لأنها جزء من تاريخها وتراثها الذي تحافظ عليه. وقد كان للآثار في بلادنا هيئة ألحقت بوزارة المعارف، وظلت زمناً طويلاً تعاني وهي تقوم بعملها، في ظل معارضة لها من البعض، الذين ظنوا أنه محرم لا يجوز القيام به، وفي ظل إمكانات قليلة، لا تتيح لهذه الهيئة أن تقوم بجليل أعمالها.
واليوم ونحن نحتفي بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه في اثنينية الوجيه الأديب عبد المقصود خوجه، وهو الرجل المسؤول عن السياحة في بلادنا، وقد ضم إلى الجهاز الذي يرأسه سموه هيئة الآثار.. فإنا نتوق أن تصبح هذه الهيئة فاعلة، وأن تسعى للمحافظة على كل آثار البلاد إسلامية أم غير إسلامية، ومن غير المستحيل الجمع بين الاهتمام ومنع أي ابتداع يتعلق بهذه الآثار، وسموه بما عرفناه عنه من ثقافة واسعة ومتنوعة، وبما حازه من تجربة في الحياة تعددت جوانبها لهو القادر بإذن الله على معالجة هذه المشكلة بالصورة التي ترضي طرفي المعادلة في هذه القضية، التي طال الزمن على إهمال معالجتها بالصورة التي تجعلنا نرتقي إلى المكانة اللائقة ببلادنا حضارياً، مع قدرتها المرنة على أن تحافظ على ثوابت هذا الدين الحنيف وقيمه.
إن صاحب السمو الذي نشأ في بيت ثقافة ومعرفة بين يدي والد هو في هذا الوطن رمز لحكمة جعلته أقرب الناس لنخبة هذه البلاد من العلماء والمفكرين والمثقفين، وإن هيئة السياحة التي يرأس سموه جهازها الرسمي، هي من أهم الهيئات التي يتطلع المواطنون إليها، لتمنح بلادهم المكانة اللائقة بها عالمياً، ولتوفر لقطاع عريض من أبناء هذه البلاد فرص عمل تحفظ لهم كرامتهم، وإن احتفاء الاثنينية بسموه اليوم يبرز لسموه ما تحمله له النخبة المثقفة في هذا الوطن من تقدير وإجلال، وما تنتظره من عمل جاد للارتقاء بمرفق السياحة وهيئة الآثار حتى تبلغ بلادنا فيهما المرتبة التي تؤهلها لولوج الساحة العالمية ونحن نقدم للعالم أرقى الخدمات السياحية في بلادنا، التي ستجتذب إليها أفواج السياح من مختلف أقطار العالم، يطلعون على حضارتنا وثقافتنا ويكونون لنا سفراء إلى بلدانهم، ولتجلو عن آثار هذه البلاد ما غيبها عن الأنظار، وأن سموه لأهل لذلك كله، ونحن في انتظار. ما ستقوم به هيئة السياحة بإشراف سموه لتحقيق آمالنا فهل سنفعل؟ ذلك ما نرجوه، والله ولي التوفيق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :439  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 139 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.