شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحية وبعد
الشيخ محمد العبودي (1)
بقلم: د. عبد الرحمن الشبيلي
إنه صاحب الرقم الأول أو يكاد، بين المؤلّفين السعوديين المعاصرين في غزارة الإنتاج، والتأليف، فلقد أصدر حتى تاريخه ما ينوف على (130) كتاباً، مع ما يقرب من (100) مخطوط تنتظر الطبع.
كان جُلُّ تأليفه فيما يسمى أدب الرحلات، فهو لم يُبق بلداً واحداً في العالم على ما أظن إلا ومرّت عليه قدماه، إذ مكنته وظائفه الحالية والسابقة من أن يجوب الدنيا بجهاتها الأربع وقاراتها السبع، يتفقد أحوال الأكثريّات والأقليّات المسلمة، ثم يبادر فور عودته إلى تدوين معلوماته وانطباعاته، يسجّل أدق التفاصيل عن عادات الشعوب، ويوثّق أوضاعها، حتى أصبح بحق: الخبير السعودي الأول بأحوال المسلمين في العالم ومعرفة جغرافية بلدانهم، وصار لديه حتى الآن (160) كتاباً نصفها مخطوط والنصف الآخر مطبوع في ثقافة الرحلات، بدأها بكتابه (في إفريقيا الخضراء) المطبوع في بيروت سنة 1388هـ (1968م).
ومن بين كتبه المخطوطة على سبيل المثال: ثلاثة عن سيبريا، وأربعة عن رحلاته في روسيا، وأربعة عن جولاته في جمهوريات الموز، وسبعة عن سفراته في دول البلقان، وثلاثة في رحلات الكاريبي، وثمانية عن أمريكا الجنوبية وهكذا.. وهو يخص إذاعة القرآن الكريم ببرنامج أسبوعي يروي فيه تجاربه وانطباعاته في تلك الرحلات.
أما المجال الثاني الذي أبدع فيه فهو تراث الأمثال الشعبية والألفاظ العامية، التي تناولها في نحو عشرة كتب، صدر آخرها قبل أيام معجماً من أربعة أجزاء للكلمات النجدية القديمة المنقرضة والباقية والمتجددة، ولعلّ كتابه عن الأمثال العامية في نجد المطبوع في القاهرة عام 1379هـ (1959م)في خمسة مجلدات هو أقدم مؤلفاته على الإطلاق، وقد قدّمه العلاّمة حمد الجاسر.
وهو في منهجه التأليفي لا يجمع الأمثال والمصطلحات فحسب، لكنه يبحث في أصولها، فيرجع الفصيح منها إلى منبته، ويُبين حال الدخيل منها والمعرّب.
ووضع الشيخ العبودي يده بيد الشيخ الجاسر لإصدار المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية الذي شاركت في تأليفه قمم الباحثين، فألف الجزء الخاص ببلاد القصيم، في ستة مجلدّات صدرت في سنة 1399هـ (1980م) مطبوعة في الرياض، وقد أعيد طبعها بعد عشرة أعوام.
أما المجال الرابع الذي اهتم به فهو الأنساب، حيث يُعد الشيخ العبودي أحد المراجع في معرفة الأسر والقبائل، وبخاصة في منطقة القصيم، وقد وضع كتاباً في هذا الميدان (من عدة أجزاء) بين مخطوطاته العديدة التي تنتظر الطبع وسيكون بعنوان: ((معجم أسر القصيم)).
لكن الشيخ العبودي، وهو الأهم، قبل أن يكون رحالة وباحثاً لغوياً ونسَّابة ومحقّقاً جغرافياً، هو رجل تعليم وتربية، والمحتسب الداعي إلى الله، ففي سبيل الدعوة والتبليغ جاب الآفاق، وأسهم في برنامج هذه البلاد لنشر الدعوة المحمدية إلى الخير والمحبة والسلام،
وعلى أساس من الرفق واللين وتبسيط الأمور وضرب المثال الحسن، كما ألف مجموعة من الكتب التي تحمل نفحات من الإيمان وقبسات من سكينة القرآن الكريم.
أشرف معالي الشيخ العبودي على الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة لمدة أربع عشرة سنة (بين عامي 1380هـ و 1394هـ) ثم أصبح أميناً عاماً للهيئة العليا للدعوة الإسلامية، وفي عام 1403هـ عُيّن أميناً عاماً مساعداً لرابطة العالم الإسلامي، وهو المنصب الذي يشغله الآن.
والشيخ محمد بن ناصر العبودي من مواليد بريدة بالقصيم عام 1345هـ وله من الأولاد ثلاثة أبناء: هم ناصر وخالد وطارق وست بنات، والكل من أم واحدة، فأبو ناصر، بالرغم من وجوده في محيط يكثر فيه المعدّدون، يلتزم بالتوحيد ويتمسك به عقيدةً ومسلكَ حياة.
وإذا كان قد فاتني مع الأسف حضور تكريمه في صالون عبد المقصود خوجه (سنة 1406هـ) وفي نادي القصيم الأدبي (سنة 1421هـ) فإنني أتطلع إلى المشاركة في تكريم الوطن له في مهرجان الجنادرية بعد أيام بإذن الله.
وفَّقه الله في حلّه وترحاله، وأمدّ له في حياته ليواصل جهاده الدعوي وجهده العلمي، وجزاه عما قدّم لدينه وأمته ووطنه خير الجزاء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :427  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 138 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.