شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شمعة مضيئة
التكريم الأوفى للمعلم (1)
بقلم: حسين عاتق الغريبي
ـ كالعادة في كل عام، استضافت اثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه المعلمين المتميزين في منطقة مكة المكرمة التعليمية (جدة ـ بنين)، بمناسبة اليوم العالمي لتكريم المعلم.. وذلك مساء يوم الاثنين 24/8/1424هـ.
ولست هنا في مجال وصف تلك الأمسية الشائقة التي جمعت عدداً كبيراً من رجال التربية والتعليم، وتحدث فيها بعضهم عن المعلم وأحقيته بالتكريم جزاء ما يقدمه من جهود مضنية في سبيل تربية النشء وتعليمه.. وكانت كلمة راعي (الاثنينية) ومؤسسها جديرة بالإعجاب والتقدير، وبوصف الأستاذ عبد الله الثقفي مساعد مدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة لها بأنها بمثابة (منهج تربوي) تستحق الدراسة لما ورد فيها من آراء تربوية وتعليمية سديدة.
ـ الذي أود أن أشير إليه هنا.. وقد تحدثت به في مناسبات عديدة: أن أجمل تكريم للمعلم يأتي من خلال وفاء الطالب لمعلمه وتقديره له طوال العمر.
ـ نعم.. كل هذه الصورة الرائعة التي نراها في حفلات التكريم التي تقام من أجل المعلم نسعد بلحظاتها، ونتطلع إلى استمرارها.. لكن الصورة الأبهى ـ في اعتقادي ـ هي تلك التي يعايشها المعلم وحده ويستمتع بصفائها، من خلال العلاقة الحميمة التي تربطه بتلميذه (رجل المستقبل).
فالمعلم (الناجح) المحب لمهنته المخلص لها، يتعامل مع تلاميذه، معاملته لأبنائه فلذات كبده.. يغدق عليهم من فيض عطفه ورعايته ما يجعلهم دائمي الفكر الحسن له لدى أسرهم ومعارفهم، فينال بذلك السمعة الطيبة التي تدعم مكانته في كل محفل، فتصبح له علاقاته الجيدة مع أولياء الأمور الذين يقدّرون ـ بلا شك ـ معاناته وأسلوبه الحكيم في تربية الأبناء وتعليمهم.
وعندما يحال (مثل هذا المعلِّم) إلى المعاش، ويصبح عدداً من طلابه في مراكز وظيفية متنوعة في المجتمع، فإنه سيجد التواصل الممتع لتلك العلاقة الوثيقة التي بنيت إبان ممارسته للتعليم. هذا التواصل يعكسه وفاء التلميذ لمعلمه الذي يظهره كلما رآه، أو وجده بحاجة إلى خدمة يسعد بتقديمها له.
ـ قال محدثي، وهو معلم متقاعد : إنني أشعر دائماً بسعادة غامرة تحيطني بها تلك اللفتات الطيبة التي أجدها من طلابي بالأمس (رجال اليوم) لأروي لك هذا الموقف النبيل المعبر عن وفاء الطالب وتكريمه لمعلمه:
ـ حدث مرة أن كنت في صالة المغادرة بالمطار حائراً ألتمس من يعينني على توفير مقعد في الطائرة ـ حيث كان حجزي على الانتظار ـ وفجأة لمحت شاباً تذكرت أنه كان أحد تلامذتي في المرحلة الابتدائية، اقتربت منه، وما إن شاهدني حتى نهض ليسلِّم عليَّ بحرارة كأنه أحد أبنائي، وسألني عن حاجتي، فأخبرته بها. وما هي إلاَّ دقائق حتى أنهى إجراءات سفري، وودّعني مبدياً استعداده لأي خدمة أريدها في مجال عمله. وبطبيعة الحال كان معظم الواقفين في الطابور في حالة تبرُّم من هذا التصرف الذي قام به الموظف، لكن الفتى الطيب لم يتركهم على هذه الحالة، بل قال لهم بصوت واضح:
ـ لا تعجبوا ولا تغضبوا فهذا معلِّمي بالأمس له علي واجب الاحترام والتقدير خصوصاً في هذا اليوم الذي احتاجني فيه، ألا تلزمني خدمته؟!
فردَّ الجميع بصوت واحد: بيَّض الله وجهك.. هذا أقلّ ما تفعله.
ـ لقد تكرر معي الكثير من مواقف النبل والعرفان بالجميل من طلابي الأوفياء.. أليس هذا منتهى التكريم الذي يسعد به المعلم في بقية حياته؟!
ـ قلت لمحدثي: إنك يا عزيزي تستحق كل التقدير، فما بذرته بالأمس في الحقل الأخضر، تحصده اليوم (وفاء، وتكريماً، وعوناً في تسهيل أمورك)، وإنك لواجد كل الخير، لأنك زرعت حب الخير في نفوس طلابك.. أحببتهم فأحبوك.. وأعنتهم صغاراً ليخدموك كباراً.. تمثلوا بك فأصبحوا مواطنين صالحين.. فهنيئاً لك السعادة التي أنت فيها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :389  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 136 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج