شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التكريم حافز للأفذاذ (1)
بقلم: د. شادية حسن زيني
عضو هيئة التدريس بقسم الأدب جامعة أم القرى
دأبت اثنينية الأستاذ الجليل عبد المقصود خوجه على تكريم الشخصيات الفاعلة، الدافعة لعجلة التقدم والازدهار لهذا الوطن الكريم المعطاء. والتكريم له فعل السحر في النفس الإنسانية، يحلق بها في فضاء الطهر والنقاء، ويحفزها لمزيد من الحماس في ميادين الحياة فتعطي بلا حدود، وتبذل المزيد خدمة لأمتها، ورعاية لمصالح مجتمعها.. فالإنسان المؤمن الوقور، الذي يعرف قيمة العمل، وفضل مواصلة المسيرة في سبل الخير والعطاء، يسير في طرق العلم والعمل، مسير الواثق المطمئن، مخلصاً لربه، ممتثلاً أمره سبحانه في عمارة الأرض، وتنمية الموارد سبحانه في عمارة الأرض، وتنمية الموارد بمختلف أنواعها المادية، والبشرية.. متطلعاً في كل توجهاته إلى الثواب الجزيل المحسوب عند الله عز وجل.
هذا الإنسان هو المثل الذي يستحق أن ينظر إليه الأكياس، ذوو النظرات الثاقبة، مقدرين له إخلاصه ومحسنين مكافأته على جهده. وقد تميّز الأستاذ عبد المقصود خوجه بما خصه الله به من روح عالية وأدب جم رفيع بالمتابعة الحثيثة للساحة الثقافية، وما يسطع من نجومها المخلصة، في ميادين البحث والعمل والإبداع، ومن ثم تكريم كل من بذل وأخلص، مظهراً هذا الجهد، ومبيناً أثر المحتفى به في إرساء قواعد التقدم والتطور، فهو تنمية وازدهار المجتمع، وخدمة العلم والثقافة.
وأنا حريصة دوماً على متابعة اثنينية الأستاذ خوجه لإحساسي بأهمية منهجها، ودقة اختيارها لمن تحتفي بتكريمهم. وقد أثلج صدري وأسعدني، ما نشرته صحيفة المدينة يوم الاثنين الخامس والعشرين من خبر تكريم الاثنينية لأخي وأستاذي، سعادة الأستاذ الدكتور محمود بن حسن زيني، أستاذ الأدب العربي والنقد في جامعة أم القرى بمكة والأستاذ الدكتور محمود حسن زيني أستاذ قدير، قضى ثلاثة وأربعين عاماً في التدريس، والبحث، والمشاركة في مختلف ميادين العلم وخدمة المجتمع.. علاوة على المناصب الإدارية التي تسنمها خلال مسيرته العلمية والعملية، وإضافة إلى ترؤسه لتحرير العديد من المجلات العلمية التي أصدرتها جامعة أم القرى، والنادي الأدبي الثقافي بمكة المكرمة فقد شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية والتربوية، والتعليمية، داخل المملكة العربية السعودية وخارجها كما عمل عضواً في العديد من اللجان الثقافية والإدارية في جامعة أم القرى، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك سعود، ورابطة الأدب الإسلامي، والجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة، ونادي مكة الثقافي وساهم في وزارة الإعلام بالأحاديث التلفازية، والإذاعية والصحافة، كما ساهم في لجنة الترشيح والاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية والأدب.
ثم هو فوق ذلك أستاذ لأجيال من الأساتذة الذين تخرجوا في جامعة أم القرى، ومشرف ومناقش للعديد من الرسائل العلمية في جامعة أم القرى، وجامعات المملكة الأخرى، كما أنه مؤلف قدير قدم الكثير من الكتب والأبحاث العلمية النافعة في التربية والتعليم، والدراسات الإسلامية، والأدبية والنقدية المطبوع منها، وما هو قيد الطبع، والمخطوط.
هذه المساهمات العلمية والعملية الفذة، لم تشغله بحمد الله ومنّه وفضله عن مشاركة المجتمع في الأنشطة المتنوعة، فهو يحفظه المولى عز وجل إمام وخطيب لأحد مساجد مكة المكرمة، ومأذون شرعي، وأب ومربٍ فاضل لأبنائه وبناته، ولأبناء وبنات إخوانه وأخواته رعاهم الله. يشارك الأسرة في اجتماعاتها ومناسباتها، ويتحاور بحكمة ولطف مع أبنائها، مع العطف والرحمة والحب. حتى غدا الأب الرحيم، والقدوة الحسنة، والمستشار الأمين لجميع أفراد الأسرة، والأرحام، كبيرهم وصغيرهم قريبهم وبعيدهم.
وما هذه الإحاطة الشاملة في مشاركة المجتمع بجميع اتجاهاته، ومجالاته وطبقاته إلا دلالة على سعة وشمولية توجُّه الأستاذ الفاضل الدكتور محمود زيني، ودلالة على خلقه الكريم، وتواضعه الجم.. تواضع العلماء العارفين بفضل العلم ومنزلته، المقدرين لأهمية التواصل مع طبقات المجتمع، للمساهمة في بنائه وتطويره وإفادته، وإمتاعه. وهذه دلالة دامغة على أن الأكاديميين ليسوا جميعاً منعزلين عن مجتمعاتهم، يعيشون في أبراج عاجية عالية، بل منهم ـ ومثالي الدكتور محمود زيني ـ من يشاطر المجتمع ويعايشه، مع إسهاماته العلمية المتميزة.
وهذه خصائص خلقية وعلمية جديرة حقاً بعرفان الفضل والاحتفاء وما تكريم اثنينية الأستاذ الأديب عبد المقصود خوجه إلا تأكيد على تقدير هذا المجتمع الخيري لأهل العلم والفضل، وهو تكريم أعطى لذي الحق حقه.
وما حضور هذا الجمع الغفير المتميز لهذا التكريم إلا دليل على صفاء القلوب ونقائها وتميزها، فمن حضر التكريم دل على كرم أصله، وصفاء نفسه، ومحبته لأبناء مجتمعه البارين العاملين في دأب وصمت.
حفظ الله عز وجل لهذه الأمة المجيدة، ولأبناء هذا المجتمع دينه وأمنه وسلامته وعزته ومجده، وزاد من شرف أخي وأستاذي بالحفاوة والتقدير أدباً وعزة، وعلواً ورفعة وفضلاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :324  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 135 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.