شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال (1)
بقلم: عبد الله الجفري
ـ لا أدري.. لماذا أحزن بعد أن تكون قهقهاتي تجلجل في مساحة كبيرة؟!
لست من الذين يغوون النكد، ولكني تعلمت تلك العبارة السائدة في مجتمعنا، نقولها بعد الإفراط في الضحك، وهي: ((اللَّهم اعطنا خير هذا الضحك)).. وكأنَّ الضحك/ الفرح: ليسا من حقوقنا، ولا حتى في طبيعتنا.. ويغالي البعض فيعتبر كثرة الضحك: قلة أدب!!
إنني لا أسخر من فرح الآخرين بضحكاتنا، ولا حتى بضحكات الموتورين منَّا على أحزاننا.. لكنني ـ بحق ـ أشفق على أحزاننا التي تتراكم من أن نمتهنها إلى حد: القهقهة!!
* * *
ـ قيل لمحزون مستغرق في الشرود: متى ستضحك يا هذا الإنسان؟!
ـ أجاب: حينما يفيض حزني، مشبَّعاً بالبوح!!
* * *
ـ يبدو أن هذا الذي يجري في شوارع ((جدة/العروس)): أصبح (عادة) تمارسها كل عام ((أمانة جدة)) التي بدأت مع بدء الاختبارات قَفْل أجزاء من الشوارع، وترقيع بعض آخر، و.. بعد الامتحانات: أطل موسم الإجازة وتدفق (المصطافون) في رطوبة جدة، من أجل عيون بحرها.. فزادت مساحات (تقفيل) أو تضييق)الشوارع، مع ازدياد أعداد السيارات، وأعداد (الساهرين) في الشوارع حتى طلوع الشمس!!
* * *
ـ هناك ((أطباء)) اختصاصيون/ استشاريون أيضاً.. للقلب، للأنف والحنجرة والأذن، للعين.. إلى آخر ذلك.
لكني لم أجد طبيباً تخصص في أمراض:
(الكلام المُعدي والمستعصي) الذي تفشَّى بيننا!!
* * *
ـ في حوار مع ((صاحب أشهر صالون أدبي)) ـ كما وصفَتْه ثقافة (الجزيرة): عبد المقصود خوجه.. نشرت (لائحة) بأسماء: ((أبرز مكرَّمي الاثنينية ))، ولاحظت أن اللائحة أسقطت اسمي كواحد من المكرَّمين، وإن رفَض المحرر أن (يخلع) عليَّ صفة (الأبرز)، وأنا لا أدَّعي منحة ((البروز)) هذه، ولا أركض لانتزاعها كيفما اتفق في زمن إغداق الصفات والألقاب بعيداً عن القيمة الحقيقية!
وللاعتراف بفضل عميد الاثنينية/الوجيه (( عبد المقصود خوجه ))، فإنني أهتبل هذه المناسبة وأشير إلى: (الاثنينية) في شخص عميدها، قد كرَّمتني مرتين/لا مرة واحدة.. فكان التكريم الأول: بمناسبة حصولي على جائزة الإبداع العربي من ((منظمة التربية والثقافة والعلوم)) عام 1984، وكان التكريم الآخر: بعد عودتي من رحلتي الاستشفائية وإجراء عملية لتجديد شرايين القلب في أمريكا!
أسجل هذا الامتنان، معتزاً وحافظاً للجميل الأجمل بالوفاء، ولو كان لغير الـ (أبرز)!!
* * *
ـ (بعض الكلام): عمود يكتبه في صحيفة (الوطن): تركي العسيري: أجد فيه ((كل الكلام))..
وهذا ((الكل)) يتمثل في: صدق الطرح، وصراحته، وفي نقاء الكلمة التي يُشرعها كضلفة نافذة متعاطفة مع الشمس!
مثل هذا الكاتب (الجديد): نحتاجه مكرراً في أكثر من صحيفة!!
* * *
ـ تحوّل إنسان هذا العصر إلى: (متفرد).. متهم باليباس، وبالغموض، وبالقسوة.
وبذلك كله.. هو متهم أيضاً بالإرهاق النفسي بسبب عجزه عن تحريك الوضوح والتعامل به لخدمة بساطة الإنسان القديمة فيه وعفويته!
إنني (الإنسان).. أحاول بكل آهة: الإعلان عن محبة الإنسان للإنسان/محبة مطلقة، لكن الأشياء الجميلة في عصرنا هذا أصبحت ـ وحدها ـ هي: التضحية، والحزن، و.. الحب بعد الموت!!
* * *
ـ آخر الكلام:
ـ من دعاء الحبيب المصطفى/صلى الله عليه وسلم:
ـ رب ذا الجلال والإكرام: لك وجَّهت وجهي فاقبل إليَّ بوجهك الكريم، واستقبلني بمحض عفوك وكرمك وأنت راضٍ عنّي.. برحمتك يا أرحم الراحمين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :306  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 124 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.