شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حسين عرب.. ((عالمه الشعري بين الأصالة والقيم والثوابت)) (1)
بقلم: أ.د. محمود بن حسن زيني
ـ الحديث عن شعر الشاعر، لا بد أن يسبقه تعريف بالشاعر في هذا المقام، فلا يحسن أن يقال: (علم في رأسه نار) بل لا بد من الإشادة به، والقراءة المتأنية في ثنايا حياته الأدبية العامرة بفضل الله وإحسانه.
هو: حسين بن علي بن حسن بن عبد ربه عرب، ابن مكة المكرمة البار، منَّ الله عليه بالولادة الكريمة فيها في رجب الخير عام 1338هـ، عربي الأرومة ومن بيت علم وخلق وأدب، كان جده (حسن عرب) من أئمة وخطباء المسجد الحرام، وحسبه ذلك من فضل، أخلفه الله وهو رضيع عن فقد والدته خيراً كثيراً، ونبوغاً في الأدب والشعر، فتفتقت شاعريته منذ نعومة أظافره في (التحضيرية) قبل الابتدائية الفلاحية، وأصبح شاعراً مبدعاً لنشيد (الطيران الرسمي) آنذاك وهو في المعهد العلمي السعودي وقت إنشائه، وهذا المعهد له الفضل بعد الله على كثير من العلماء والأدباء والشعراء في هذا البلد الأمين ومن أوائلهم شاعرنا حسين عرب، لقد تتلمذ لشيوخ الأدب ومنهم الشيخ الفاضل المربي الكبير أحمد العربي وأحمد السباعي وأحمد عبد الغفور عطار رحمهم الله جميعاً وقد بز شيوخه في عالم الشعر بخاصة.
وشاعرنا هذا هو من كبار شعراء العربية المعاصرين بل هو فذ في الشاعرية في هذا العصر، لم يتخذ الشعر حرفة وصناعة، بل وهب الشعرية والأدب، نابغة في شعره تدرك مدى قدراته العجيبة ومواهبه في إنشاء الشعر:
يتلاحق الشعراء في آثاره
سرفاً ولا يدنون منه كفافا
شاعر متمكّن أمكن كما يقول المناطقة يصف نفسه فيقول:
من شاعر لو تغنى با
لشعر فالشعر سحر
تنساب منه المعاني
كأنما أنساب تبر
وتستجيب القوافي
لأمره وهي عسر
وواضح أنه لثقافته العربية والإسلامية أكبر الأثر في أصالة شعره ومكانته، فثقافته واسعة ما بين تاريخية وفقهية وعلمية وثقافية وفنية.
وهذا ما جعل لشعره مذاقاً خاصاً ونكهة فنية رائعة.
هذا الشاعر كان قد أشاد بشاعريته الشاعر الراحل حمزة شحاته رحمه الله.
وشاعرنا حسين عرب من الأعلام البارزين بل هو رمز من رموز الثقافة والفكر والأدب والقلائل في عصرنا الحاضر وله شهرة واسعة في عالم الأدب في العصر الحديث، على مدار سبعة عقود تربع على عرش الشعر، شاعراً متميزاً مبدعاً مفكراً عاشقاً للكلمة الطيبة محباً لها، متمكناً من لغة الضاد والبيان حتى في عقده الثامن والحمد لله ودليل ذلك رائعته التي كرّم بها الأدباء في الجنادرية:
طائر المهرجان بالشعر غنى
فسما شادياً وأبدع لحنا
لقد كرم ((العرب)) نفسه فكرمه قومه محلياً وعالمياً اعترافاً بشاعريته المتميزة كرم في المؤتمر الأول للأدباء السعوديين بمكة المكرمة مسقط رأسه عام 1394هـ وعام 1413هـ ويكاد أن يكون هذا الشاعر فريداً في التكريم لم ينله قرناؤه، والاثنينية كما أراد لها صاحبها الأستاذ عبد المقصود خوجه، الابن البار بأبيه الأديب الشهير محمد سعيد عبد المقصود خوجه، غدت معلماً حضارياً ومصدراً ثراً للأدب والأدباء والثقافة والفكر في عالمنا العربي واحتلت مكاناً مرموقاً، وتزامن هذا التكريم محلياً مع التكريم العربي فمنحته مصر أعظم وسام عندها وهو وسام النيل في العلوم والفنون، أما التكريم العالمي فقد كان في الجنادرية عام 1417هـ لهذا الشاعر شاعر الوطن والقوم فاستحق وسام الملك عبد العزيز مؤسس الكيان والموحد وهو وسام لم يمنح إلا للمتميزين والمبدعين الفائقين، وكرم في ندوة النخيل بالرياض في تلك المناسبة، وكرم في جامعته التي سعى إلى تأسيسها وكان واحداً من مستشاريها، ووفت جامعة أم القرى بواجبها نحوه فكرمته في العام المنصرم 1418هـ عرفاناً بصنيعه وبريادته في عالم الشعر والأدب.
وكرمها برائعة من روائعه الشعرية:
واحتفلت مكة المكرمة بتكريمه في ناديه (نادي الوحدة الرياضي) الذي أعطاه الشيء الكثير من جهده ووفائه، ووفى معالي الدكتور محمد عبده يماني ابن مكة المحب مع رفاقه أبناء مكة المكرمة البررة فكرموه قبل أن يقفل العام الهجري 1417هـ مودعاً وكان قد كرمه الأدباء في الرياض عاصمة الكيان في اثنينية أ.د. محمد بن سعد بن حسين في ندوة النخيل.
ولقد كرمه الأدباء في تظاهرة أدبية ودار حوار أدبي حول شاعريته وأدبه في نادي مكة الثقافي الأدبي الوفي لأبناء هذا البلد ليكرم هذا العلم البارز في عالم الشعر والأدب.
وإذا كانت الباحثة سارة محمد عبد الله الراجحي قد قدمت رسالتها للماجستير من كلية التربية للبنات بالرياض عام 1410هـ ونشرتها حديثاً عن (شعر حسين عرب: دراسة موضوعية وفنية) فإن حلقات البحث العلمي المستمر في الكشف عن أسرار وبدائع الشعراء والأدباء في هذا البلد الكريم بعامة وفي أدب وشعر حسين عرب بخاصة لا تزال جوانب كثيرة منه تحتاج إلى قراءات نقدية متأنية تقف وخصوصاً عند شاعرنا وأديبنا حسين عرب لما له من المكانة الرفيعة والمتميزة في عالم الشعر والنثر والفكر.
ولا يستطيع هذا البحث أن يبلغ الغاية في رسم الصورة الواضحة عن شاعرية الأديب والفيلسوف والفقيه والمفكر حسين عرب فجوانب إبداعاته متعددة مضيئة في شاعريته وأدبه، ولئن لم أدرك هذه الغاية فيكفي أن أبين أنه حلَّق في عالم الشعر وأجاد فيما درست على عجل ديوانه الذي يحتاج إلى دراسات متعمقة متأنية، ووقفت عند جانب أدركت من خلال قراءتي لشعره أنه صبغ شعره ولونه به وحلاّه ووشّاه وجعله مركز الدائرة الذي تشع منه إبداعاته في جميع المجالات والاتجاهات حتى ليخيل لمن يقرأ شعره أنه ذو اتجاهات متعددة وليس ذلك ولكنه اختار مذهباً واحداً واتجاهاً لا ثاني له أبدع فيه شعره والتزم به.
ولست مع من يذهب، وهذا خطأ في رسالة الطلبة عن عرب ـ إلى أنه أنشد الكثير من الأشعار القومية ولكني مع د. حسين الهويمل بأن الشاعر كان يهدف بالدرجة الأولى إلى الالتفاف حول لغة القرآن والوحدة العربية، فذكره لمصر أو دمشق أو لبنان إنما هو من قبيل حبه (الوجداني للطبيعة)وكذلك شعره عن فكرة الجامعة العربية يندرج ضمن (الشعر الإسلامي).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :321  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 119 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.