شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال (1)
بقلم: عبد الله الجفري
ـ تعريفان أُعجبت بهما في وصف هذا ((الإنسان/الرجل)) المضيء بالخُلق، وبالمبدأ، وبالحصافة: الأستاذ/فهد العلي العريفي.. وقد حبسني عذر قهري عن التشرُّف بحضور مناسبة تكريمه في (( اثنينية )) صديقنا/عبد المقصود خوجه، لأساهم في تلك الاحتفالية بجهد صادق المحبة لكنه لا يرقى إلى إضاءاته: قيمة، وكلمة، ومحبة.
ـ وأول تعريف.. جاء في كلمة أستاذنا الأديب الكبير/عبد الكريم الجهيمان في حديثه عن ((العريفي)).. فقال عنه: (إنه لا يعيش لنفسه).
ـ أما التعريف الآخر.. فهمس به ذلكم الرشيق اليوم في ظهوره، الأديب/عبد الله الماجد، الذي سمَّى/فهد العريفي: (ابن الوطن الفارع)!
* * *
ـ إن ((أبا عبد العزيز))/فهد العريفي: أحسبه في مسيرته الفكرية، كان يعرف أن ((الوقت)) ديكتاتور ظالم، أو لعلّنا نحن الذين تعاملنا مع ((الوقت)) بهذه القيمة التي جعلته في حياتنا، وحتى لأحلامنا: متسلطاً.. نحاول في لحظاته وساعاته أن نحظى بصفوة الزمان، وبضحكة الألوان، أو حتى بما رسمته شاعرة عربية في صورة: (مسرَّة الحزن).
لكنَّ هذا الرجل الذي تحسبه ـ كلما ناظرته أو حدَّقت في وجهه ـ متأملاً، تشرد به نظراته إلى البعيد.. كأنه رسام يضع الألوان على خطوط الغد، لكن (الغد) في تأملات ((فهد العريفي)): ليس نجمة، ولا باقة ورد.. لكنه يحرص أن يربط الأحداث، ويتحدث دائماً عن (الانتماء) بمعنى: العشق للوطن، والهمسة للزهرة، والغضبة من أجل حق الوطن والإنسان فيه.. دون أن يمتهن (حلمه) العريض الشاسع، كأنه أحد السواقي التي تمتح الماء من البئر لتروي عطش الأرض/النفس/الحلم!!
ـ ومن أصداء احتفالية (الاثنينية) المقصودية بالأستاذ/فهد العلي العريفي.. استوقفتني كلمات أراد بها قائلها/فهد العريفي: تكثيف إضاءة الكلمة على بعض السلبيات في واقعنا الثقافي والصحافي.. ومما قاله:
ـ ((يعاني كثير من رؤساء تحرير الصحف: الخوف على أنفسهم (ويقصد: خلعهم من رئاسة التحرير عقاباً على خطأ ارتكبوه)).. وأضاف: ولذلك تجدنا في الوطن العربي بعامة في مؤخرة الصحف التي تعمل بصدق وحرية كلمة))!
ـ وأحسبنا مدعوين لتطوير وسائل إعلامنا، ومنها: صحافتنا.. فقد قالت الأحداث العالمية المتلاحقة كلمتها، وقال غزو الفضاء ـ فضائيات وإنترنت ـ كلمته التي تستبيح كل الأسرار.. بل ولعلّها أحياناً تضرُّ حين حَجْب خبر أو حدث عن الناس، فتكثر الأقاويل، وتتعدد الإشاعات والتأويلات.. فنساعد على إضاعة الحقيقة، ونخدم بما نحسبه (سرِّية): هؤلاء الذين يصطادون في الماء العكر، ويبتكرون الروايات والأخبار!
* * *
ـ آخر الكلام:
ـ من كلمات ((فولتير)):
ـ الناس.. لا يمكن أن يتساووا جميعاً في القوة.
ولكنهم يمكن أن يتساووا بالحب!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :372  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 117 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.