شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرأي الثقافي
نادي جدة يكرم الموتى في لحودهم (1)
بقلم: عبده خال
يمكن للمرء أن يقول قولاً يؤمن به ولا يكترث لأصداء ذلك القول.
وبعض القول يجعلك تتبلل خجلاً مما قلت.
هكذا وجدت نفسي محرجاً في ملتقى النص الذي يقام بنادي جدة الأدبي.
وهذا الإحراج تسبب فيه الصديق عبد الله السمطي ـ ربما من حيث لا يعلم ـ والذي يعمل داخل صحيفة يعرف تماماً ما يمكن أن يحدث فنياً من اجتزاء أو قص أو خلط في المادة المنشورة ومع هذا فإن القول المنشور يصبح معلقاً برقبتك وليس للقارئ إلا ما نشر.
وقد انطلق الصديق السمطي في استطلاعه الصحفي الذي نشر بالزميلة الوطن أول أمس من سؤال محدد:
ـ ما رأيك في غياب الأدب السعودي عن ملتقى النص بنادي جدة؟!
وكان حديثي طويلاً والذي نشر مبتسراً أو مجتزأ بصورة تجعل الإجابة غير دقيقة ومبتسرة لما قلت ولذلك أجدني أعيد كتابة وجهة نظري بحيث لا نهضم حق نادٍ يعمل بشكل فاعل ويؤسس عملاً ثقافياً عميقاً.. وقد انطلقت في إجابتي عن السؤال بالقول إن السؤال يحمل إثارته الصحفية ولكي لا ننزلق في هذه الإثارة يجب أن تكون الإجابة دقيقة وموضوعية.
مشيداً أن عنوان البحث غالباً ما يكون مخاتلاً ويمكن أن يكون العنوان بعيداً عن مضمون ورقة البحث ويستبطن الحديث عن الأدب السعودي بينما يكون عنوانه لا يشير لمضمونه ولو حدث ذلك فكيف يمكن لنا رفع الحرج عنا حين نتهم نادياً كنادي جدة بتغييب الأدب السعودي.
وافترضت لو أن النادي أراد أن تكون محاور البحث نقدية تعنى بالأدب العربي وهنا نصبح أمام ثلاث رؤى هي:
أولاً: أن مسميات أوراق البحث هي من قبل الباحثين وليس للنادي الخيار في فرض أدب دون آخر ولو حدث ذلك لغدونا مقرري مناهج.
ثانياً: إن الثقافة العربية ألفت أن تقدم في حاضرها ماضيها وحين يفعل نادي جدة الفعل نفسه فهو يخرج عن سياق ثقافة أمة وبالتالي يصبح التكريم لموتى في لحودهم.
ثالثاً: اتساع مفهوم الأدب الذي يبعده عن الإقليمية الضيقة وبالتالي يصبح الأدب جزءاً من الأدب العربي ويصبح من الدلال أن يتواجد باسمه الصريح.
هذا ما وددت توضيحه.
منتقلاً إلى افتتاح ملتقى النص هذا الوليد الذي يعيش في عمره الثاني ويشي بتفتح مشروع جماعة جدة للنقد بحيث يكون سنوياً تحضره هذه الكوكبة من نقادنا الأفاضل ليتحول اجتماعهم إلى فعل ثقافي يحسب لنادي جدة الأدبي في جهده المغاير لما يحدث في أنديتنا الأدبية.
أخيراً أجدني محتفياً بالدكتور محمد عبده يماني حين ألقى كلمته عن تحوّل النص الذي نمتلكه كعبقرية خاصة إلى لغة أخرى هي لغة الحجر.
واحتفائي بالدكتور اليماني كونه رجلاً يطوقك بجميله ولا ينتظر منك كلمة شكر صغيرة لفعله، هذا الرجل الذي يدعم كل حفل ثقافي بالحضور والمؤازرة والتشجيع.
كنت سعيداً به حينما قام الوجيه عبد المقصود خوجه بتكريمي ـ متفضلاً ـ لأجد الدكتور محمد عبده يماني يحضر ليقول كلمة في شاب لا يملك من مقومات الوجاهة سوى حروف ينثرها هنا وهناك..
كان محمد عبده يماني حاضراً ليقول كلمة تمنح شاباً مساحة واسعة من الفرح أجد هذا القول يبخس حقه لكن أعد بالكتابة عن هذا الرائع الذي يسمى محمد عبده يماني.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :479  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 115 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.