شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أصوات
لماذا زامر الحي لا يطرب (1) ؟!
بقلم: محمد رضا نصر الله
ـ في الوقت الذي كرَّم فيه الوجيه المعروف عبد المقصود خوجه زميلنا الطيب حمد القاضي.. كانت مؤسسة سلطان العويس في دولة الإمارات، تكرِّم أبرز مفكر أدبي سعودي، هو الدكتور عبد الله الغذامي، تحيةً لجهوده البحثية المتميزة في عالم النقد الأدبي.
إنه لتقليد جميل دون شك.. ومبهج لعناصر المجتمع الثقافي السعودي.. ولكن.. أما كان الأجدر بتكريم هذين وغيرهما من علماء وأطباء ومهندسين وصحفيين وأدباء وفنانين، مؤسسة حكومية كالرئاسة العامة لرعاية الشباب، أو وزارة التعليم العالي أو وزارة الإعلام؟
نعدد هذه الجهات في تكريم مبدعي المجتمع ورموزه، لأنها مناط الاهتمام بهم جميعاً!! دون أن تحسم واحدة منها أمرها مع الثقافة والمثقفين.. والإبداع والمبدعين، فتكون هي وحدها الجهة ذات الاختصاص.
ـ صحيح أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بدت أكثر حماساً في حياة الأمير فيصل بن فهد في تبنّي هذا الأمر، وبلغ به الحماس ـ يرحمه الله ـ في أوائل الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي، أن انتزع لرموز النهضة الأدبية، أعلى جائزة تقديرية من الدولة.. وذلك على خلفية اهتمامه بالشأن الثقافي.. إلاَّ أن هذه المحاولة الجميلة لم تتراكم ـ مع الأسف ـ فتتحول إلى تقليد ثابت، يكون من تقاليد التكريم المادي والتشجيع المعنوي للمبدعين كل في مجاله، مما كان سينعكس إيجاباً على الإنتاج العلمي والثقافي والأدبي في بلادنا.
.. إن بلداً هي مصر، كانت تعاني مواردها القومية من الشح، في سنوات الستينيات والسبعينيات، بسبب المجهود الحربي، إلاَّ أنها على الرغم من ذلك أولت عنايتها بالتنمية الثقافية، فخصصت لذلك برامج تفرغ الأدباء والفنانين، إذْ يمنح الباحث الأكاديمي، وكذلك المبدع في حقول التعبير الأدبي والفني، إجازة لمدة سنة ٍكاملة، يعكفون خلالها على إثراء الساحة بجديدهم، بينما رواتبهم مصروفة، وفوق ذلك يجدون في نهاية السنة، التكريم للرواد منهم بنيل جوائز الدولة التقديرية، ولشبابهم جوائز الدولة التشجيعية.
أما نحن فإن المبدع لا يكاد يجد من يكرم شخصه، ويقدر إنتاجه سوى ثري هنا في جدة.. وآخر في دبي.. وثالث في الكويت!!
ـ إنني هنا لست ضد هذه المبادرات الفردية.. بل إنني أراها حلقة أخرى مطلوبة، في سلسلة الاهتمام بتنمية الثقافة وتشجيع الإبداع.. حيث الأصل فيها يقوم على مبادرة الدولة، فهي أولاً وأخيراً المعنية بإنتاج الأفكار وإبداع النصوص، وتكريم أصحابها.. فهذه مسؤوليتها.. وهكذا جرى العرف، منذ عصر ازدهار دولة الخلافة الإسلامية في بغداد وغيرها من الحواضر والولايات.. حتى عصرنا الحديث، حيث تتبارى دول الشرق والغرب على تكريم المبدعين من أبنائها.. ولن نكون بدعاً بين العالمين، لو كرَّمنا الفنان والشاعر والصحفي، والعَالم والطبيب والمهندس.. فهذا ما ينبغي على بلادنا، خصوصاً وأنها هذا العام تتولى قيادة الثقافة العربية.
فيا ترى.. هل على سنرى رعاية الشباب تتبنى شيئاً من هذا في برامجها سنة 2000م؟! أم أنها وغيرها على هذا الصعيد، ترى أن زامر الحي لا يطرب!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :325  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 98 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.