فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
(12) (1) لقد تلفن لي بوقت مبكر من صباح ذلك اليوم.. يريد أن يشركني في فرحته التي كانت واضحة في رجرجة صوته. وعذوبة ألفاظه.. ولذع حرارة مخرجها المرح.. والمرح كالتربة لا تكمل لذته بالكتمان أو الفردية فيه. فأنت عندما تنسجم مع منظر رائع.. أو عندما تتحقق لك رغبة نادرة لا يمكن أن تحس إحساساً تاماً بأثرها ومداها في نفسك إلا إذا تحدثت عنها مع إنسان آخر لتلمسها حقيقة حية يتردد صداها في نفسك. وإذا كان الشاعر المعرب عن فلسفة المشاركة في التراب والعياذ بالله قد قال: ـ فلا بد من شكوى إلى ذي مروءة يواسيك أو ينسيك أو يتوجه فإن صاحب الفرحة كذلك يضيق بها.. خبراً مكتوماً بينه وبين نفسه.. وهو يشتهيها بالتأكيد إعراباً متحركاً منتشراً بين محبي الخير له من الناس يشاركونه الفرحة وكأنها منهم ولهم.. بل وبين حساده ومبغضيه يكبتهم بها خبرا زاهياً ينعكس على وجوههم وجوماً وكآبة في الأصل واصطناعاً للسرور ينافقونه به. ولا أطيل ـ أكثر مما أطلت ـ فقد أخبرني المتلفن لي صباحاً الخبر مؤرخاً لإدراك بطبيعة المؤرخ فيه.. وخلاصته.. أنه قد حصل على الإذن له بإصدار مجلة لم يتعين مركزها تماماً.. وإن كان يغلب على ظنه أنها ستكون أدبية بحتة أو مجلة جامعة.. ماتعة.. وزاد على ما قال أنها ستكون مجلتي أنا وبالطبع مجلة أمثالي من القراء.. والأدباء.. واستدعى الموقف بطبيعته وبحكم ما بيني وبين صاحب الخبر والمجلة التي لم تزل في ذمة الأيام أن أقول ما لا بد منه في مجال كهذا. وفي صباح هذا اليوم جاء ذكر تلك المجلة.. فقال محدثي إنها لم تر النور حتى الآن.. فحمدت الله لحساب صديقي صاحبها ـ أو صاحب فكرتها على الأصح ـ إنه لم يصدرها مكتفياً بفرحتها معنى دون تنفيذ. ويقيني أن العبرة ليست في تعدد المجلات والصحف لدينا كمًّا متصلاً.. بل إن العبرة دائماً أبداً فيها بالكيف وبالنوعية.. لا بالكم ولا بالتكرار.. وبصفة صاحبها الموقر ابن بلد قح فيكفيني أن أذكره بالمثل الشعبي القح الموضوع والقائل: لقمة من الطيب.. ولا عشرة من اللاش! * * *   [1] المصدر: جريدة عكاظ 5/4/1387هـ ـ 11/7/1967م.
طباعة تعليق  القراءات :708  التعليقات :0
صفحة 51 من 168

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج