شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( مداخلة الدكتور عبد الله المعطاني ))
ثم تحدث الدكتور عبد الله المعطاني رئيس قسم الأدب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين..
- تقول العرب: إذا أردت أن تكسر عنق رجل فامدحه في وجهه، ولعل الاثنينية - كما تفضل الأستاذ عبد المقصود - هي مداخلات علمية، إضافة إلى هذا الإطراء وهذا التكريم، وهذه الحفاوة التي تفضل بها الأساتذة، وللأسف.. إنني لو استقدمت من أمري ما استدبرت لما اخترت أن أكون مختصاً في النقد الأدبي، لماذا؟ لأن هذا الاختصاص موضوع إحراج، إما أن تمدح وإما أن تقول غير ذلك؛ والإنسان بطبيعته مفطور على حب المدح.. يهوى الثناء مُبَرِّزاً ومُقَصِّراً، وحب الثناء طبيعة الإنسان، إلاَّ أن هناك من الموضوعيين ومن العلماء ومن الأدباء من يعتقد - أو من يتيقن - أن أي مداخلة - أو أي نقاش - هي ليست مدحاً بقدر ما هي مداخلة علمية، قد تفيد الحاضر أو قد تفيد السامع. ألقى أحد الشعراء قصيدة.. ومن ضمنها بيت يقول:
تنح عن الدنيا فليس لمعجز
ولا عالم إلاَّ الَّذي خط بالقلم
 
- فقال له صبيٌ: ما يفعل مفعل مع فاعل؟ قال: وكيف تقول أيها الفتى؟ قال أقول: (تنح عن الدنيا فليس لعاجز) قال والله لقد طلبها عمك ليالي فلم يجدها.
- من هذا المنطلق سوف تكون مداخلتي وأنا أرْثي لمن يختص في النقد الأدبي، لأنه سوف يفقد الناس، إما أن يمدحهم وينال رضاهم وإعجابهم - وقد يُقدِّمون له من الحفـاوة والتكريم أكثر مما يستحق - وإما أن يقول الحق ويصبح في موضع لا يُحْسد عليه.
- لعلي أداخل من تحدث عن شعر الأستاذ العبيد، وأخص بالذكر المختص في النقد الأدبي وهو الدكتور العفيفي، فما سمعته من النصوص لم أستطع أن أجد فيه شيئاً.. وإنما هو شعر عادي، وإن تحدث عن مناسبات تاريخية فهو شعر يجعل الناقد يحتار كيف يحاور هذا النص؛ ولعل النصوص التي سوف يأتينا بها الأستاذ العبيد أجمل وأحسن من هذا النص، أو من هذه النصوص التي استمعنا إليها.
- وهناك من خلط كثيراً حينما تحدث عن الشعر، فقال الرومانسية والتاريخ والكلاسيكية الجديدة، وهذه مصطلحات لها مدلولاتها، وأعجزت كثيراً من النقاد ولا أدري ما المقصود بالتاريخ؟ هناك سياقات تاريخية يستبصر بها الناقد في تفسير النص، ولكن أن يكون هذا النص تاريخياً ويخرج عن أدبيته.. أنا أعتقد أن في هذا شيئاً من التجاوز، إضافةً إلى أن الناقد لا بد أن ينظر إلى النص من حيث لغته، فاللغة هي التي أعجزت النقاد وما زالوا منذ نشأة النقد الأدبي حينما تعامل النقاد المسلمون مع النصوص القرآنية المبدعة أو المعجزة؛ وبعد ذلك انطلقت النظريات النقدية وتحدثوا عن لغة النص حديثاً جميلاً، تستطيع من خلاله أن تتذوق هذا النص، فحينما مثلاً يقول بشار بن برد:
وجيش كجنح الليـل يزحـف بالحصـى
وبالشوك والخَطَّي حمرٌ ثعالبه
غدون لــه والشمس فـي خـدر أمـها
تطالعنا والطل لم يجر ذائبه
 
- إلى أن يقول:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا
وأسيافنا ليلٌ تهاوى كواكبه
 
- هذه لغة جميلة لغة عملاقة، حينما أتحدث أنا عن هذا النص لا أتحدث عنه من حيث تاريخيته أو من حيث كلاسيكيته، أو رومانتيكيته، وأدخل في متاهات ومصطلحات لا قبل لها؛ وإنما أتحدث عن لغته الراقية والرائعة، التي حينما أعرضها يشدو لها السامع وتطرب لها الآذان؛ وشكراً لكم والسلام عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :853  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 13 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج