شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشَّرَارَةُ (1) .. وَالجَزِيرَة..
فَتَجّلَّتْ.. والصُّبْحَ.. لَمْ يُزْهِهَا الصُّبْحُ.. فَمَا زَالَ لِلَّيالِي سُرَاهَا (2)
فَمَعَ الْهَجْمَةِ الْعَظِيمَةِ في الشَّهْرِ عَظِيماً.. أَعْزَّهَا.. أَغْلاَهَا
في الْتِهَابِ الْهَجِيرِ.. في العَاشِرِ أَجََتْ رَمْضَاؤهُ بِصَلاَهَا (3)
بَيْنَ صَوْمٍ مُبَارَكٍ.. وَصِيَام
عَنْ هَوَانِ النُّفُوسِ طَالَ انْطِوَاهَا
كَانَتِ الْهَجْمَةُ.. اسْتَقَامَتْ عُبُوراً
وَاجْتِياحاً في مَدِّهَا.. وَمدَاهَا
قَدْ هَفَتْ صَوْبَهَا الْجَزِيرَةُ رُوحاً
وَقُلُوباً.. وَمَسْمَعاً.. وَشِفَاهَا
كُلُّهَا قَدْ تأجَّجَتْ.. كَشُوَاظٍ
مِنْ لَظى.. لاَ تَحُسُّه قَدَماهَا (4)
كَالأَعَاصِيرِ.. كَالسُّيُولِ تَعَدَّتْ
وَتَخَطَّتْ.. في دَفْعِهَا.. مَجْرَاهَا
إنَّهَا صَرْخَةُ الْمَلاَيِينِ.. قَدْ طَالَ بِهَا الصَّمْتُ.. فَاسْتَحَرَّ نِدَاهَا
هَلَّلَتْ.. كَبَّرَتْ.. يَرِنُّ بِهَا الصَّوْتُ رَهِيباً مُحَبَّباً في سَمَاها
هُرعَتْ كُلُّهَا.. يَقُودُ.. وَيَحْدُو
رُوحُ إسْلاَمِهَا الْخُطَى مِنْ خُطَاها
وأُصُولٌ تَشَابَكَتْ في فُرُوعٍ
وَدِماءٌ تَمَازَجَتْ بِدِماهَا
قَدْ تَلاَقَتْ فِيهَا الْجَزِيرَة دَوَّى
بَيْنَ أَعْرَاقِهَا صَدَى آبَاهَا
فَاشْرَأَبَّتْ.. تَمُدُّ مِنْهَا رِقاباً
عَالِيَاتٍ.. نَصَّتْ عَلَيْها الجبِاهَا
تَتَسَاوَى في كَوْنِهَا الْوَاسِعِ الصَّدْرِ..
خُدورٌ تَعيشُ وَسْطَ فَلاهَا
وَقُصُورٌ تَزْهُو.. وَسُمَّارُ لَيْلٍ
وَكُهُولٌ قَد اسْتَعَادَتْ صِبَاهَا
وَشَبَابٌ.. وَصِبْيَةٌ مَلَّتِ اللِّعْبَ..
وَعَافَتْ أشْياءَها.. وَدُمَاهَا
إنَّهَا هَجْمَةُ الشَّرَارَةِ نَارَتْ
فَأَنارَتْ قَنَاتَهَا بِلَظَاهَا (5)
وَتَنَادَتْ بِهَا الْعُرُوبَةُ تَشْدُو
خَيْرَ أَلْحَانِهَا.. وَرَجْعَ صَدَاها
تَتتالى أَنْغَامُهَا.. تَتَعَالَى
بَيْنَ جَولاَنِهَا.. وفي سِينَاهَا
حَثْحَثَتْهَا لِمَجْدِهَا.. لِعُلاَهَا
رُوحُ ((بَدْرٍ)) بِنُورِهَا.. بِفِدَاهَا (6)
وَدَعَتْهَا لِلْثَأْرِ مَا زَالَ حَيًّا
مِنْ حُزَيْرَانِهَا الَّذي أخْزَاهَا
فَجَلَتْهَا الْفَيْحَاءُ رُوحاً تَسَامَى
في ذُراهُ إلَى مَرَاقي ذُرَاهَا
حِينَ دَوَّتْ أَرْجَاؤُهَا حَيْثُ رَوَّتْ
بِدِمَاءِ الأَعْدَاءِ قَلْبَ ثَرَاهَا
بِالصَّنَادِيدِ.. لَمْ يَزَالُوا عَلَى الْعَهْدِ..
رُجُوماً.. مَا أَخْطَأَتْ مَرْمَاهَا (7)
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :869  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج