شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الْفَجْرُ وَالْفَرْحَةُ وَمَوْلِدُ النُّور
وَأَتَى الْفَجْرُ.. صَادِقاً.. ذَاتَ لَيْلٍ
يَهْزِمُ اللَّيْلَ.. مُشْرِقاً.. تَيَّاهَا
زَفَّ فِيهِ الْوَادِي الْمُهَلِّلُ عُرْساً
قَدْ جَلَتْهُ السَّمَاءُ.. فِي عَلْيَاهَا
وَتَنادَتْ لَهُ الْمَلاَئِكُ.. بُشْرَى
بِالْبَشِيرِ الْهَادِي الْخَلاَئِقِ.. طَاهَا
فِي ضِيَاءٍ.. أَنْهَارُهُ عَمَّتِ الْكَوْنَ.. فَسَادَتْ أَرْجَاءَهُ.. ضِفَّتَاهَا
نَاشِرَاتٍ بِالنُّورِ.. أَجْنِحَةَ النُّورِ.. رَفِيفاً أزَانَهَا.. وَرَهَاهَا (1)
فَالرَّوَابِي الْخَضْرَاءُ.. مَالَ بِهَا الْغُصْنُ.. شَجِيًّا.. لِلْغُصْنِ مَاسَ.. وَتَاهَا
رَفْرَفَ الزَّهْرُ فِي سَنَاهَا.. مُطِلاًّ
بِفَمِ الْوَرْدِ.. بَسْمَةً.. وَشِفَاهَا
وَتَجارَتْ أَحْلَى الْعَصَافِيرِ.. تَرْوِي
زَقْزَقَاتٍ.. أهْدَتْ لَهَا أحْلاَهَا
وَتَغَنَّتْ قُمْرِيَّةُ الدَّوْحِ.. شَدْواً
ذَابَ فِي حَبَّةِ الْقُلُوبِ.. شَجَاهَا
رَدَّدَتْهُ حَمَائِمُ الْبَيْتِ فِي الْبَيْتِ..
هَدِيلاً بِهِ اسْتَفَاضَ جَوَاهَا
وَالْبَطاحُ الْفِسَاحُ مَاجَ بِهَا الْبِشْرُ طَرُوباً.. طَلْقَ الْمُحَيَّا.. احْتَوَاهَا
فَأَشَارَتْ إِلَى الْمَسِيلِ بِطَرْفٍ
لاَمِعِ اللَّحْظِ: بَهْجَةً.. وَرَفَاهَا
فَجَرَى هَانِئاً.. يُصَفِّقُ بِالْمَوْجِ..
يُلاَغِي صَفَاتَهَا.. وَحَصَاهَا (2)
وَاسْتَوَى الرَّمْلُ ـ يَضْحَكُ الرَّمْلُ بِالْقَاعِ.. نَدِيًّا.. مُعَانِقاً حَصْبَاهَا
وَهَفَا الزَّرْعُ رَاقِصاً.. بَاسِمَ الْفَرْعِ.. وَرْيقاً.. فِي غِبْطَةٍ حَيَّاهَا
بَيْنَ رَيْحَانِهِ.. تَنَفَّسَ عِطْراً
وَخُزَامَاهُ.. هَفْهَفَتْ بِشَذَاهَا (3)
* * *
وَالْجِبَالُ الشَّمَّاءُ.. عَاجَ بِهَا الزّهْوُ.. يُحَيِّي هَامَاتِهَا.. وَالْجِبَاهَا (4)
فَتَعَالَتْ.. وَقُورَةً.. عَنْ تَعَالٍ
ذَخَرَتْهُ.. لِيَوْمِهَا.. خُيَلاَهَا
قَامَ مَا بَيْنَها.. خَطِيباً.. قُبَيْسٌ
فِي دُنَى مَكَّةٍ.. يَرُجُّ حِوَاهَا (5)
وَتَرَنَّى بِهَا حِرَاءٌ.. وثَوْرٌ
كَحَبِبَيْنِ بَاهَيَا مَنْ تَبَاهَى (6)
يَْرْمُقَانِ السَّمَاءَ في نَظْرَةِ الْحَمْدِ..
تَنَدَّتْ في عينِهَا، دَمْعَتاَهَا
يَرْقبانِ الأَيَّامَ.. هَلَّتْ مَعَ الْفَجْرِ.. وَحَلَّتْ بِصُبْحِهَا.. بِضُحَاهَا
* * *
إنَّهَا فَرْحَةُ الطَّبِيعَةِ.. كُبْرَى
سَبَّحَتْ.. بَيْنَ آلِهَا.. آلاَهَا (7)
مَوْلِدٌ وَشَّحَ الْعَوَالِمَ بِالنُّورِ:
رِضَاءً.. وَالكَائِنَاتِ رَفَاهَا
فَرْحَةٌ، تَغْمُرُ، الوُجُودَ احْتَوَاه
مَوْلِدُ، المْصُطْفَى.. سَناً، فَاحْتَواهَا
كَرَّمَ اللَّهُ بَيْتَهُ حَيْثُ، شَعَّتْ
بَيْنَ، وَادِيهِ طَلْعةٌ لَنْ تُضَاهَى
فَازْدَهَى الْبَيْتُ.. وَاكْفَهَرَّتْ مِنَ
الرُّعْبِ.. وَأَحْنَتْ أوْثَانُهُ أقْفَاهَا (8)
خَانِعَاتٍ.. ذَلِيلَةً.. رَاعَهَا الأَمْرُ دَهَاهَا مِنْ، رَوْعِهِ مَا دَهَاهَا
كَالِحَاتِ الْوُجُوهِ.. قَدْ هَالَهَا الْخَطْبُ.. غَشَاهَا مِنْ هَوْلِهِ مَا غَشَاهَا
* * *
وَأَطَلَّ الْوَادِي يُكَبِّرُ لِلَّهِ.. وَقَدْ مَازَ أَرْضَهُ.. وَاجْتَبَاهَا
فَاسْتَنَارَتْ أُمُّ الْقُرَى وَأَنَارَتْ
طَلْعَةَ الْكُوْنِ.. مَفْرِقاً وَجِبَاهَا
حِينَ فَاقَتْ مِنْ نَوْمِهَا، وَأَصَاخَت
بَعْدَ، لأَي.. إِلَى النِّدَاءِ دَعَاهَا
يَوْمَ هَبَّتْ مُهْتَزَّةَ الْعِرْقِ بِالْفَتْحِ.. وَأَصْغَتْ مُعْتَزَّةً بِفَتَاهَا
قَائِلاً: إذْهَبُوا.. فَأَنْتُمْ جَمِيعاً
بَيْنَ، سَاحَاتِهَا.. بِهَا طُلَقَاهَا (9)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1156  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.