شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من أوراقي العتيقة
وقد قدم الرفاعي بهذه الكلمات:
"هذه قطعة كنت حييت بها الشاعر السوري الشهير "أنور العطار" كان صديقاً حميماً، لم يكن طوال بقائه في الرياض يغيب عن ارتياد هذه الجلسة الخميسية. أقدمها للأخوة روادها، ذكرى واحد من مشاهير أصدقائها، ووفاء لوفائه، ولعلها تدفع مطالبة بعض الأخوة الأعزاء الذين يتهمونني – سامحهم الله – بالشعر.. وأنا بريء منه".
هذا نص كتبه عبد العزيز الرفاعي بيده مقدماً لقصيدة عنوانها "أنور العطار"، وأراد أن ينفي عن نفسه الشاعرية، في حين أنه أكد قوة شاعريته بهذه القصيدة. فطبق بذلك تطبيقاً عملياً المثل الذي يقول: "يكاد المتهم أن يقول خذوني" والقصيدة من بحر الكامل التام وهي:
أرأيت كيف يُفَتَّح النُّوار
وتنمُّ عن أرجٍ بها الأزهار
أرأيت إن فرش الأشعـة بالرُّبـا
فجرٌ وإن عـمَّ البطـاح نضـار
أرأيت إن ضم النَّدامَى كاسهـمَ
لَذًّا به صفـوُ الرحيـقِ يُـدار
سكر النَّدامَى كلهم، إلا الـذي
سكب الرحيق، فما عداه خُمـار
أرأيت ما صنَع الخيـالُ بشاعـر
فذِّ الرؤى، تزهو بـه الأشعـارُ
أسلوبه الخمر الـتي لا كأسهـا
نزف، ولا روادها أشرارُ
يعطي كما يعطى السنـا، آثـارُهُ
جُلَّى وتأسر قومَهُ الآثارُ
متدفِّقٌ كالنهر لا أمواجُـهُ
صخبٌ ولا تسيارُهُ هَدَّار
هو شاعرٌ ملءُ الخلـودِ وذِكـرُه
ملء العروبـة، أنـور العطـار
وإذا علمنا أن هذه المقطوعة كتبها الرفاعي في 14-4-1411هـ أي قبل وفاته بسنتين أي أنها لم تكن من مواليد مرحلة الصبا والشباب فما الذي جعله يحجم عن إدراجها مع أخواتها القصائد التي زين بها ديوانه؟ لم نجد مبرراً قادراً على إقناعنا في قبول وجهة نظره إن كانت لهُ ثمة وجهة نظر. على أنني أعتقد أن هذه المقطوعة كانت مختبئة بين زحام الأوراق التي يشغل أدراج مكتبه وأضابيره، ولم يفطن لها، فكان النسيان نصيبها. وها أنذا أنفض عنها غبار الأيام، وأقدمها بجمالها، ونظارتها حسناء بحسنٍ بدويِّ طبيعيٍّ لم يخضع لوسائل التجميل الحديثة التي تزيف الأمور، والتي عبر عنها شاعر العربية أبو الطيب المتنبي حيث قال في قصيدة له:
حسن الحضارة مجلـوب بتطريـة
وفي البداوة حسن غـير مجلـوب
ولن أفسد روعة هذه الأبيات بتحليلها، بل سأتركها دون الإشارة أو الإشادة بما حفلت به بعض أبياتها من صور جميلة، ووصف رائع، ولأتيح للقارئ والمتلقي أن يستمتع بمحض إرادته بقراءته لها، وأن يبحث بعاطفته في أعماقها وشواطئها، وأن يغوص بفكره ليستخرج من جوفها بإمكاناته الميسرة له ما يقدر عليه من اللآلئ والجواهر، والكنوز الثمينة التي لا تقدر بثمن، على ألا يعطي بالاً لبعض ما جاء في المقدمة التي كتبها الشاعر للقطعة أو لنقل القصيدة على رأي من يعتبر القصيدة سبعة أبيات فأكثر، لأن الشاعر في هذه المقدمة بالغ في تواضعه فأنكر شاعريته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :379  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 83 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج