حسبي من العيش ما استبقى الحياة وما |
يكفي لذلك من رِيّ وإشباع |
فليس غيرهما حظي بمائدة |
حفيلة ذات ألوان وأنواع |
وحسب نفسي من دنياي أن لها |
من الزهادة فيها خير امتاع |
فما تنال من الدنيا وزينتها |
وعيشة رغد فيها، وإمراع |
ومن رؤى ذات إشراق وإشعاع |
وزخرف كسراب الدَوّ خَدّاع
(1)
|
فإن يكن غاية الدنيا السرور بها |
وفرحة تتمشى بين أضلاع |
فإن في الزهد فيها غاي طالبها |
من أقصر السبل لو قد أدرك الساعي |
وإن تكن غاية الغايات معرفة |
يسمو إليها فؤاد الحاذق الواعي |
فما المتاع بفضل ليس يدركه |
إلا ذوو خلق للمجد طَلاَّع |
فقد يَعِزُّ بدنيانا أخستُنا |
فقَّاعةُ الماء قد تطفو من القاع
(2)
|
وإن تكن غاية الدنيا الحياة بها |
وملء جنبيك قلب غير مرتاع |
فما يدوم بها إلا اعتزالك ما |
يسعى إليه بنو الدنيا بإجماع |
* * * |