أرى الذل - كُلَّ الذل - أن يسأل الفتى |
قريباً لئيماً، أو شحيحاً تَمَرَّدا |
فإن هو أعطى ما سألتَ على أذى |
تمنيتَ أن لو ما مددت له يدا |
وإن هو أبدى العذر عُدْتَ بِغَصَّة |
وأخرى تبيت الليل - منها - مُسَهَّدا |
وأعجب من لؤم القريب وشحه |
إذا جئتَ تبغي منه دَيْناً مؤكدا |
وأعجب من هذا - وفي وسعه إذا |
أراد قضاء الأمر - إن يَتَبَلَّدا |
وأعجب - لا مَنّاً - لسابق واجب |
صنعتَ، فما أغنى - لدى حاجة - جدا
(1)
|
كفى المرء علماً بالحياة وأهلها |
تجاريب، لا تمضي، وقد عاشها سدى |
وعلم الفتى بالشر ما قام حجة |
على الخير في نفس ترى الخير سَيِّدا |
(فوضع الندى في موضع السيف بالعلا |
مضر كوضع السيف في موضع الندى) |
ولكن وضع الخير في كل حالة |
أحبُّ إلي الأخيار صَدْراً ومَوْرِدا |
وأولى بمن يولي الجميل محبباً |
إلى الناس أن لا يرجو الناس مقصدا |
* * * |