والذي يبدل الحيارى هداة |
غير من ضل سَعْيُه وأضلا |
ذاك من باركت يد الله فيه |
وبه فاهتدى وأهدى، وأبْلى
(1)
|
هو أحرى بأن يُكَرَّم فينا |
إنه كان للمكارم أهلا |
ليت من جَمَع العروبة طرا |
في عرى وحدة ولملم شملا |
فغدت أمة يعز بها الشر |
ق، إذا ما ادلهم خطب وجلاّ |
وهي لما تزل رهينة أغلا |
ل، رماها بها زمان تولّى |
فهي تمضي نحو التحرر منها |
واحداً واحداً، وغلا فغلا |
فلقد عاشت العروبة شعباً |
أرهقته الأيام عسفاً وذلا |
طمع الطامعون فيه فأصلو |
ه شتاتاً أصاب نجداً وسهلا |
فرقة بعثرت ربوعهمو الفيحا |
ء فأمسى كيانهم مضمحلا
(2)
|
وإذا الطامعون قد نسجوا الرايا |
ت ومدوا على المرابع ظلا |
فرضوها حماية وانتدابا |
بهما الشر في الشعوب اسْتهَلا |
أكلوا خيرها وخلوا لأهليـ |
ـها فتات السماط سقماً وجهلا
(3)
|
وسقوهم حثالة الكأس إذ هم |
نهلوا أعذب الموارد نهلا |
ثم ساموهمو النكال صنوفا |
ومشوا في الديار تيهاً ودلا |
وحياة الإنسان أغلى الذي يحميـ |
ـه لكن كرامة المرء أغلى |
ضل من يحسب الِطريق إلى المجـ |
ـد يسيراً كما يشاء وسهلا |
إنما المجد وردة حَفَّها الشو |
ك فمن رام نيلها عز نيلا |
رب أعمى لها مناج على البعـ |
ـد تغنى بها كمجنون ليلى |
والذي شامها فأفعم حباً |
ووعى حسنها تكبد سبلا |
ليس من شيد القصور وأعلا |
ها كمن شاد في الفخار وعلّى |
ذاك عقباه للفناء كما تفنى وهـ |
ذا بخالد الذكر أولى |
* * * |