كلام فارغ لا خير فيه |
وبورك في صنيع الصامتينا |
كفانا ما سمعنا من كلام |
وليس اليوم يوم القائلينا |
سمعنا الشاعرين وقد تشاكوا |
فلم تجد الشكاة الشاعرينا |
وما لم يجد صاحبه فأحرى |
به أن ليس يجدي الآخرينا |
مضى الزمن الذي كنا نغني |
فنطرب بالغناء السامعينا |
ندل بمجد من سبقوا ونمشي |
على أشلائهم عبر السنينا |
ونقعد عن ركاب المجد كسبا |
ونجتر المفاخر صائحينا |
وذاك لعمر من فقه المعالي |
وعاش لهن شأن العابثينا |
ونحيا في مواطننا مواتا |
وإن عشنا فهزأ الشامتينا |
يُجَرِّعنا الدَّخيلُ كؤوسَ ذُلٍّ |
ويعبث في مصايرنا وفينا |
وما يرعى لنا إلاًّ وحقاً |
ولا يخشى لثورتنا كمينا
(1)
|
يعيش بأرضنا ويعبث فينا |
ويلهو في مسارحنا أمينا |
ونحن بذكر من غبروا سكارى |
ترنحنا سلاف الغابرينا |
وللشعراء في الندوات شعر |
يردده الرواة فهل وقينا |
وما يغني الكلام أخا صغار |
تقاعس عن لحاق العاملينا |
وأنكى ما نعانيه انتكاث |
أضرَّ بنا فنحن به بلينا |
من الشعراء من يبدي السجايا |
معطرة تسر الناظرينا |
وينظمها عقوداً من لُجَين |
تزيِّن جِيدَ قوم فارغينا |
فإن ترفوا خبت نار المعالي |
بأنفسهم، وعاشوا ناعمينا |
ولاذوا بالمعاذير انتحالا |
مبرزة موات القابعينا |
حسبانهم لنا رُوادَ صدق |
لما نحيا به، فبهم شقينا |
* * * |