اللهَ.. في الدم.. والشهيد وأمه |
وبنيه يصرخ في عروقهمو الدم |
للثأر.. يا لَلْثأر.. يوم فجيعة |
للظالمين.. وللبلاد المغنم |
اللهَ.. في الدم قد أطل ظلامة |
فجرت بها أيدي الطغاة وأجرموا
(1)
|
وإذا قسى قلب الغوى فلم يعد |
لله شيء فيه ولا يتأثم
(2)
|
اللهَ للشعب الذي ضحت له |
تلك القرابين التي تتقدم |
حسب الظلامة أن تؤجج أمة |
لا أن تكون كما أراد المجرم |
ولربما انتفضت مشاعر أمة |
فتحطم الصنم الذي يتحكم |
وأرى الدمَ المطلولَ أبلغَ دعوة |
للمجد تدفع بالشعوب وتَقْحَم |
وأراه أفصح ناطق في أمة |
فاعجب لأفصح ناطق هو أبكم |
والسيف أبلغ في الحوادث حجة |
يعيا البيان لها وينبكم الفم |
فإذا ضربت به وإن تضرب به |
أولى على شعب جفاه القيِّم
(3)
|
والشعب من أجل الحياة كريمة |
يزجي ضحايا المجد لا يتبرم |
لا تحسبوا الشهداء أمواتاً وقد |
سكنوا القلوب وفي الضمائر خيّموا |
يحيا الشهيد بها حياة مخلد |
يفنى الزمان وذكره لا يصرم |
روح الشهيد تَظَلُّ من عليائها |
أبدا. تُطِلُّ على الربى وتُحَوِّم |
فكأنما انطلقت من الذات التي |
كانت تُحَدُّ بها.. إذا هي أعظم |
يخشى الظلوم الشعب وهو بظلمه |
- من بعد ظلم - للعداوة يضرم |
ضلوا إذا حسبوا القضاء على امرئ |
يقضي على احساس شعب يُظلم |
الظلم يوقظ في الشعوب ضميرها |
وأَحَرُّ ما يوري ضمائرها الدم |
والموت نافذة الخلود فربما |
موت تعيش به الشعوب وتُرْحَم |
ولقد تعز بموت فرد أمة |
فإذا به الفرد الأعز المَعْلَم |
من مات في ثوب الشهيد فإنما |
يحيي مشاعر أمة ويُعَلِّم |
وأراه يخلق من عظام رفاته |
أملاً تعيش له البلاد وتحلم |
ما مات في الدنيا فتى بظلامة |
إلا أفاق على العويل النُّوم |
ولربما انقلبت مآتم أمة |
عرساً، وقام على الظلوم المأتم |
ولربما لم يلق من يرثى له |
حتى ذويه، عليه لم يترحموا |
يا من بكيت على الشهيد تحرقا |
لا تبك. هذي روحه تتبسم |
هي من فدتك رضيّة وسخية |
لتعيش أنت وأنت حر مُكْرَم |
تدعوك للثأر الذي ترضى له |
فإذا أخذت بحقها لا تندم |
* * * |