غنتْ بأَلحانِ محزونِ معذبتي |
شجيةُ الصوتِ بالآهاتِ والنَغَمِ |
فتانةُ الطرفِ لا تقوى على شجنٍ |
ولا تَرُدُ برأيٍ غيرِ منسجمِ |
وتشتكي تارةً من ظلمِ واقعها |
وما تلاقيه من سهدٍ ومن ندمِ |
تغضي حياءً إذا هلت مدامعها |
بما يفيض عن التعبيرِ بالكَلِمِ |
محجوبةُ السِتر إلا عن مكارِمها |
نَزيهةُ الظنِّ في إغضاء مُحتشمِ |
ربيبةُ الحُسن في الأفلاكِ منزلها |
بدرٌ يُضيءُ بليلٍ حَالِكِ الظُلمِ |
كأنها الصبح إذ لاحت طلائعه |
تميل في رقةٍ بالدلِّ والنِعمِ |
رطيبةُ البان كم ناجيتُ صورتها |
وكم بكيتُ على الوافين للقيمِ |
* * * |
إني رحلتُ ولا أدري بما فعلت |
بِكِ الظروف ولا تدرين ما ألمي |
قاسيتُ في البُعدِ أحزاناً مؤرقةً |
كأنها رقدةٌ في عالم العدمِ |
لا تسأليني فإن العهد أحفظه |
ولا أحيد به في وعد منهزمِ |
إن تعذريني على ما فات لي أملٌ |
فيما لديك من المعروف والكرم |
* * * |