وفيٌّ فلا ألقاهُ في الحبِ ناقِمَا |
وفي أحسنِ الأخلاقِ يختالُ بَاسِمَا |
سَمَا بِالْمَعَالي والْمُرُوءاتِ والنُّهى |
فما زَادهُ الرحمنُ إلاَّ مَكَارِمَا |
وقورٌ يَزيدُ النفسَ أُنساً وبَهْجَةً |
وكلٌ على آثارِهِ باتَ هَائِمَا |
فيا أيُها الإنسانُ في محْضِ وُدِّه |
أصيلٌ، كَما قَدْ عَاشَ بالجودِ قَائِماً |
* * * |
أُعَانِي مِنَ الضراءِ ما أشبَهَ الدُّجى |
وقد هَادَنَ المَحْزُونُ خِصماً مُلازِمَا |
وتأخذُنِي في وَحدتِي روحُ خَائفٍ |
وعثرةُ حظٍ. تجعلُ الفجرَ قَاتِمَا |
فما كان لي بينَ الأنامِ عداوةٌ |
تُعنفُ من ذنبي. فأرتدُ نَادِمَا |
تحاميتُ مِنْ شكوَايَ فِي وصفِ مَا أَرى |
وَرُبَّ اصطبارٍ كان للداءِ حَاسِمَا |
وفي خافقي بوحٌ عميقٌ وساكنٌ |
أُحَاكِيهِ لا غيري بِنَجْواهُ عَالِمَا |
ومَا أنَا إلاَّ حُرُّ نفسٍ عزيزُهَا |
فكيفَ وسيفُ الدهرِ يَهتزُ صَارِمَا |
وكيف بآمالي تُسامِرُ وَحشتِي |
وحسبِي أُقيمُ الآنَ شجوايَ واجِمَا |
إذا كانت اللأواءُ تُزرى بِخافِقٍ |
فأهلاً بِهذا العذر ضِداً وَظَالِمَا |
فقدْ تُرهِقُ البَلْوَى وتُؤذِي مَدامِعِي |
لَعَلي أَرَى تِلْكَ المَظَنَّةَ وَاهِمَا |
وربّما جَارَ الخليُّ بِظنِّهِ |
إليه ويَعفو اللهُ. إلْفاً. وآثِمَا |
فَليسَ ثَنَائِي وامتِناني لِغايةٍ |
تُعيدُ حيائِي نَازِفاً مُتأَلِمَا |
وَلَكِنَّكَ الإنْسَانُ في كُلِّ مَرَّةٍ |
تُسابِق بالتَسآلِ.. شَهْماً وَرَاحِمَا |
فَمَالَكَ عَندِي غَيْرُ حَمْدِ صَنيعَةٍ |
يُجسدُّها العِرفانُ، رَمْزاً ودَائِمَا |
وَخَيْرُ الَّذِي أَدْعُوه فِي (البَيْتِ) هَا هُنَا |
تَعِيشُ مَدَى الأيَّامِ. ذُخْرَاً وسَالِمَا |
* * * |