شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مخاصمة النجاح
في تعليقه على نجاح جاكسون في التعاون مع الرئيس حافظ الأسد بحيث أطلقت سوريا في النهاية الأميركيين الذين كانت تحتجزهم بتهمة التجسس على ما أذكر، قال الرئيس رونالد ريجان: (لا يمكنك مخاصمة النجاح). وبهذا التعليق القصير أعترف ريجان بالنجاح الذي حققه جاكسون مؤكداً في نفس الوقت أنه كان يمكن أن يقف موقفاً آخر لو أن رحلة جاكسون إلى سوريا لم تحقق غرضها.
واليوم وقد نجح الرئيس الأمريكي رونالد ريجان في الانتخابات وأصبح متاحاً له أن يقتعد كرسيه وراء مكتبه في البيت الأبيض وأن يهيمن على مقدرات ومصائر الدول والشعوب، مما يعني نجاحاً هائلاً وبأقل دعم من أصوات اليهود والصهيونية العالمية فإننا هنا في المملكة نجد أنفسنا مضطرين أن نقول ((لا بد لنا من مخاصمة النجاح)).
نهنىء الرئيس ريجان بطبيعة الحال، ونلقي معه نظرة على السنوات الأربع القادمة التي نتوقع أنه قد وضع لها استراتيجية في التعامل مع مشاكل العالم، ولكن مع التهنئة نريد أن نقول إن نجاحه يظل بالنسبة لنا مسؤولاً عن قضية الشرق الأوسط وجوهرها قضية الشعب الفلسطيني الذي آن له أن يرى كيف يمكن أن يكون النجاح الذي تحقق للرئيس ريجان سبيلاً إلى التعامل مع هذا النجاح في تخفيف انحياز أمريكا إلى إسرائيل وفي نفس الوقت انتهاج سياسة عادلة ومدروسة لحل قضية شعب لا يزال يعيش في الخيام وينتظر اليوم الذي يسترد فيه ما اغتصبته إسرائيل من الأرض.
طوال السنوات الأربع الماضية تلاحقت خسائر السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وتلاحقت في نفس الوقت احتمالات خروج هذه القضية من فلك النفوذ الأمريكي، أو الحل الأمريكي على فلك آخر لا يجهل الرئيس ريجان أنه لا ينتظر شيئاً لاحتواء القضية سوى أن تعود أمريكا خلال السنوات الأربع القادمة إلى نفس الخط السياسي الذي ظلت مطوقة به وفيه.
خروج أمريكا من هذا الطوق وقدرتها على التعامل مع قضية الشرق الأوسط حرة مستقلة بعيداً عن نفوذ اللوبي الصهيوني هو السبيل إلى أن تظل القضية في فلكها وضمن قدرتها على الحل إذا كانت تنوي حقاً أن تصل إلى هذا الحل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :571  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 154 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.