شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نبض مرتفع، في نادي الرياض الأدبي
وقد لا يطيب للنوادي الأدبية الأخرى، أن يكون النبض فيها منخفضاً عنه في نادي الرياض، أو أن يوصف نبض نادي الرياض بالارتفاع، فيتوهّم القارىء، أن النبض في النوادي الأخرى منخفض وليس إلى شيء من هذا قصدت، إذ الحقيقة أني أصف النبض في نادي الرياض بالارتفاع، لأني أقرأ عن الاجتماع الذي عقده النادي منذ أيام، ما جعلني أشعر، أن عناصر النشاط فيه تطرح من الآراء لخطوط الشعر ما لا بد - إذا تم - أن يتمخّض عن عطاء يختلف عما أصبح أو كاد يصبح تقليدياً من عطاء النوادي حتى اليوم. وعناصر النشاط، أو هم أعضاء نادي الرياض الأدبي يمكن أن يوصفوا بأنهم قيادات فكرية مرموقة لا تنتظر حركة الفكر منهم أقل من تحريك السطوح الراكدة في ساحة الفكر، ليس في الرياض فقط، وإنما في المملكة كلّها.
ممّا طرحه الدكتور منصور الحازمي - على سبيل المثال - استبعاد فكرة تعدد اللجان في لجنة للشعر، وثانية للقصة، وثالثة للنقد... وفضّل تكوين ما سمّاه (ورشة العمل)، التي تجمع جميع العناصر، لتصب فيها، وتتدفّق مختلف أنشطة العطاء. لأن تقسيم المجموع إلى لجان سوف يفتّت الجهد، ويبدد وقتاً في إشكاليات (نحن أحوج ما نكون إلى تجاوزها).
وألمح الدكتور الحازمي، إلى أن بإمكان عناصر (ورشة العمل) أن تقوم بدراسة الظواهر الاجتماعية في ثقافتنا وتبرزها للعيان... ودراسة مسألة الانفتاح على العالم العربي لمعرفة قضاياه المثارة، ومقارنتها بما لدينا من قضايا وظواهر... بحيث (نتمكن من خلال ذلك تحقيق شخصية مستقلة بنا نعرف بها أدباً وموقفاً)... وأضاف الدكتور الحازمي إلى ذلك مسألة الانفتاح على الغرب، لإيجاد صلات وقنوات، والاستفادة من الجدل الثقافي الحضاري هناك...
ودار الحوار حول ما طرحه الدكتور الحازمي، وانتهى الرأي إلى تكوين لجنتين، إحداهما (لجنة الأدب والنقد) والأخرى لجنة النشاط (المنبري)... ولا بد لي أن أعترف بأني لم أفهم المعنى المقصود من الكلمة التي تصف نشاط اللجنة الأخرى بأنه (منبري)...
بقي أن أقول، إن نادي جدة الأدبي، قد مارس تحركاً ملحوظاً في الموسم الماضي، بالمحاضرات التي يدعو إلى سماعها، إذ يلقيها محاضرون أجلاء... ولا تعدم كل محاضرة من حوار ونقاش... والأرجح أن الأستاذ عبد الفتاح أبا مدين قد استطاب هذا النوع من التحرك، بدليل أنه بدأ الموسم الجديد، بمحاضرات، وعلى نفس النهج، في الحوار والتعليق. ثم في وجبة العشاء الدسمة، التي يتناولها المدعوون بعد كل محاضرة.
أعتقد أن الأستاذ أبا مدين، لا يرى ما يمنع تنويع نشاط النادي، بالخروج قليلاً عن الطريقة التي أصبحت تقليدية نتيجة لتكرارها واستمرارها... كما لا أشك في أن العناصر المتعاونة معه من أعضاء النادي يطيب لهم، هذا الانفتاح الذي طرح فكرته الدكتور الحازمي، على العالم العربي في قضاياه، ومقارنتها بقضايانا... والانفتاح على الغرب لإيجاد صلات وقنوات تستفيد عبرها من الجدل الثقافي الحضاري هناك.
بالمناسبة، كان من جملة ما اقترحته على نادي جدة الأدبي عندما كنت نائباً لرئيسه الأستاذ محمد حسن عواد رحمه الله... هذا النوع من الانفتاح، باستضافة كبار الأدباء والكتاب، في الغرب - دون تحديد بلد أو بلدان - ولكل منهم موقف ووجهة نظر وفلسفة يمكن أن تناقش... والنقاش هو الذي يثري حركة الفكر، بغض النظر عن قبول المواقف أو رفضها.
ترى هل أسمع من يقول: (إنك تذهب بعيداً... وأكثر مما ينبغي)؟؟؟ ولا أجد ما أجيب به سوى أني أتطلّع إلى أن يسمع العالم، أن في المملكة، حركة فكرية... تتعامل مع الفكر المعاصر... وأعتقد أن ذلك مطلب خليق بأن نوليه القليل من التفكير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :584  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 152 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج