(( كلمة الأستاذ زاهد قدسي ))
|
ثم تحدث الأستاذ زاهد إبراهيم قدسي فقال: |
- بسم الله الرحمن الرحيم |
- طبعاً أنا لن أستطيع أن أقول سطرين مما قاله الأستاذ عبد الله بغدادي، ولكني سأتحدث إليكم بحديث تعودتم سماعه مني عبر المذياع وقبل أن أتحدث عن الأخ عبد الله كعكـي، أشكر أخـي وحبيب الجميع الأستاذ عبد المقصود خوجه، فقد كرم الشخصيات والشعراء والأدباء والرسامين والفنانين، وهو اليوم يكرم الرياضيين. وتكريم الأستاذ عبد الله كعكي هو تكريم لنا جميعاً كرياضيين. ونرجو منه إن شاء الله أن يواصل تكريم الفئات الأخرى، حتى يكون هذا المجلس جامعاً شاملاً لكل النوابغ أو الأوائل والمبدعين. |
- لو أردت أن أتكلم عن الأستاذ عبد الله كعكي فسأضطر إلى تقسيم مراحل حياته إلى ثلاثة أقسام أولاً: لاعب كرة قدم، ثانياً: حكمٌ رياضي، ثالثاً: إداري. |
- كان الأستاذ عبد الله كعكي كرياضي نابغاً في زمانه، وكـان يمكن السعودي الوحيد الذي يلعب كرة بين مجموعة إخواننا السودانيين. كما نعرف بأنه كان يشارك إخواننا السودانيين في بعض الفرق الرياضية، وكذلك يشارك إخواننا المصريين. ولقد أدميت له الأكف بالتصفيق لفنه الرفيع. |
- وكان الأخ عبد الله كعكي فناناً سابقاً لأوانه، وقد مارس لعبة كرة القدم قبل أن تبدأ الحركة الرياضية الرسمية في المملكة العربية السعودية، والتي بدأت عام 1377هـ عندما شغل صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل منصب وزير الداخلية والرياضة. وبدأ بتنظيم الحركة الرياضية في البلد، وأحضر لها خبراء من الخارج، وعين أول مدير لرعاية الشباب. وكان الأستاذ عبد الله كعكي أحد خمسة ابتعثوا لأول مرة لدراسة فن التحكيم في القاهرة، ومنهم الأستاذ محمد طرابلسي الذي أصبح مديراً لرعاية الشباب، والأستاذ عبد الحق مال، الذي كان في الحقيقة أول مدير لرعاية الشباب في المملكة العربية السعودية، وكانت رعاية الشباب حينئذٍ عبارة عن قسم صغير لا يتعدى موظفوه أربعة في وزارة الداخلية. وكنت أحد رواده، وكان الأستاذ عبد الله أحد موظفيه. |
- وبعد عودتهم كانوا يقومون بتحكيم بعض المباريات الودية التي كانت تقام قبل تنظيم الحركة الرياضية، وقد انسحب أربعة منهم من ميدان التحكيم، وبقي الأستاذ عبد الله كعكي حكماً وقد شارك الأخ عبد الله كعكي في تحكيم المباريات النهائية على كأس جلالة الملك منذ عام 1377هـ حيث كان أول مراقب للخط. |
- وفي عام 1384هـ أقيمت مباراة بالرياض بين الهلال والاتحاد وحكمها الأستاذ عبد الله كعكي كأول حكم سعودي، وكنت أقوم على مجريات المباراة. ويومئذٍ قلت الجملة المعروفة "ما بعنا بالكوم إلاّ اليوم" لأن هذه المباراة انتهت بضربات الجزاء، وسجل فيها ما يزيد على 9 أهداف من ضربات الجزاء. |
- عبد الله كعكي كان حكماً نزيهاً استدعاه الاتحاد العالمي لتحكيم مباراة بين السودان وبين الحبشة كما حكم في تصفيات الأولمبياد، وبعد نهاية المباريات كتبت الصحف السودانية عنه وقالت: لقد حكم حكم هذه المباراة بالكتاب والسنة، وامتدحته لعدالته والمقدرة الكبيرة التي أظهرها كأول حكم سعودي يمثلنا في خارج المملكة العربية السعودية. |
- استمر عبد الله وكنا نفتخر به، كنت يومئذٍ أشغل وظيفة مدير تحرير مجلة الرياضة. واستمر لسنوات طويلة فـي التحكيم وكان أستاذاً للحكام المستجدين رعاهم وشملهم برعايته وأعطاهم زبدة خبرته في مجال التحكيم. |
- ثم انتقل عبد الله كعكي بعد ذلك وانتقلنا كلنا تحت رئاسة أستاذنا الكبير الأستاذ عبد الله بغدادي، عندما انتقلت الرياضة من رعاية الشباب إلى وزارة المعارف. وبقينا في لجنة رئيسها عبد الله بغدادي وعضوية عبد الله كعكي، وأنا وصالح سنبل رحمه الله وجميل قمصاتي وعبد الرزاق متبولي أعضاء واستمرينا نؤدي خدمات جليلة للمنطقة ككل (المنطقة الغربية) وبعد أن انتقلت رعاية الشباب من المعارف لوزارة العمل، عين مديراً لرعاية الشباب بالمنطقة الغربية، واستمر حتى وصل إلى مدير عام المنطقة الغربية. |
- والأستاذ عبد الله كعكي كان مشهوداً له بالإِدارة لم يمثلنا كحكـم في خارج المملكة فقط، ولكن مثلنا كإداري مثل البعثات الأولى التي حضرت اللجان الأولمبية. فعبد الله كعكي حضر مع الدكتور صالح بن ناصر الذي يشغل الآن نائب الرئيس العام لرعاية الشباب دورة الأولمبياد في طوكيو، ويقوم بمصاحبة كثير من الفرق الرياضية كإداري. ترك أثراً طيباً كلاعب وكحكم وكإداري، ولم تستغن عنه الدولة حتى بعد تقاعده فقد كلفته بمهمة كبيرة، وهي مراقبة اللاعبين في المنطقة الغربية، ليكون كخبير لرعاية الشباب في المنطقة الغربية، والعين التي تكتشف المواهب. |
- نتمنى أن يشمل التكريم كل الناس والمجالات الأخرى التي يتحفنا بها أخي وحبيب الجميع الأستاذ عبد المقصود خوجه وشكراً لحضوركم أيضاً، لأن هذا تكريم لنا كرياضيين في هذا الحفل. |
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
|