شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أعجوبة
ـ وهذه الأعجوبة تحكيها سيدة أصلها من اليونان. أخرجتها الحرب العالمية الثانية هي وأسرتها يفرون من قنابل النازية والفاشية ذهبوا إلى رومانيا لعلّها تصبح بعيدة عن هذه القنابل وحتى إذا أطمأنوا في ضاحية من ضواحي رومانيا حول بوخارست لحقت بهم الغارات، وكانت غارة. فقذفت الطائرات حمولتها من القنابل تلقيها جزافاً دون تحديد الهدف. فسقطت كثرة من هذه القنابل على المقبرة.
وماتت قبل هذه الغارة بيومين عجوز من الأسرة هي أم زوجة أخيها، فدفنوها في هذه المقبرة وكان إلقاء القنابل أشد ما كان على هذه المقبرة. فنسفت جسراً وبعثرت القبور، تطير التوابيت في الهواء حتى إذا انتهت الغارة ونزلوا إلى فناء البيت، فإذا هم يجدون العجوز التي دفنوها قبل يومين قد عادت إلى البيت.
وكانت أعجوبة تنسج حولها الخرافات، مع أنها ليست أكثر من مصادفة، وأجلت الحرب هذه الأسرة إلى نيوزيلندا، إلى بعيد، ثم إلى أبعد، فقد ضاق عليها سبيل العيش، فتذهب هذه السيدة مهاجرة إلى الولايات المتحدة.
إنها قصص كثيرة. فقد دمرت الحرب العمار والنفوس، ولكن هؤلاء الغربيين أو هم الأوروبيون ومن إليهم ما زالوا يبنون للحرب، فكم أحسنوا إلى الدنيا كلها بهذه المدنية. وكم أجرموا على الدنيا كلها بهذا السلاح دمر المدنية مرتين ودمر النفوس. ولا ندري ماذا سيكون حين تشتعل نار الحرب الثالثة؟!
فهل يعيش إنسان بعدها يحكي حكاية عودة العجوز إلى فناء البيت؟! أم ستكون الإِجابة كما قالها الدكتور طه حسين. سألوه مرة لماذا لم تسافر هذه السنة إلى أوروبا، أتخشى أن تشتعل الحرب الثالثة؟!
فقال حين تشتعل الحرب الثالثة فإن ما سيجري على أوروبا هو كالذي على كل بلد آخر.
أو كما هو قول اينشتاين: ((إذا وقعت الحرب العالمية الثالثة فإن البقية من بني الإِنسان سوف يتقاتلون بالحجارة)). يعني تبدأ الإِنسانية عصراً حجرياً كبدايتها الأولى حين يضيع كل شيء!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :612  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 562 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج