شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قاتل الحضارة
ـ إن أوروبا ومن إليها قد صنعت المدنية بكل الوسائل وبكل الإِحاطة بالعلم، صنعت كل ذلك على أوسع ما تكون وأكمله، حتى كأن الدنيا مدينة واحدة بسرعة المواصلات، فقد تقاربت المسافات ولكن أوروبا شرقها وغربها وأنسالها في الأمريكيتين وأستراليا وما إليها قد صنعوا وسائل التدمير للحضارة، فقد أحالوا كل ما صنعوا للمدنية إلى سبب للتخاصم والخلاف. فاستغلوا العلم المتمدن فأحالوه إلى أسلحة مدمرة.
لقد آمن الإِنسان بوسائل المدنية إذ يعيش معيشة سهلة مترفة ولكنهم أحالوا هذا العيش إلى حياة يلبسها الروع والخوف، ينصبون الصواريخ تجاه الصواريخ، والأساطيل المواخر في البحر تجاه الأساطيل.
وحين منّ الله عليهم بهذه النعمة استحالت بأعمالهم النعمة إلى نقمة، وكل ذلك لا يقتصر عليهم ولا ينحصر فيهم، فهل المدنية قاتلة الحضارة؟!
نعم، لقد فسر ((أينشتاين)) ذلك حين قال:
إذا ما وقعت الحرب الثالثة فسوف لا تجد البقية من سكان الكهوف سلاحاً تقاتل به وإنما سيتقاتلون بالحجارة.
ومعنى ذلك أن يعود الإِنسان ساكن كهف، فلا يجد وسيلة من وسائل المدنية ولا يعرف إن كان في الأرض حضارة.
لقد ضلت عقول العلماء حين سخرهم الساسة لأن يصنعوا هذا البلاء، كل الجمال على هذه الأرض أخذت به زخرفتها وأزينت سيضيع هباء بأعمال صانعي المدنية.
ولكن، لعلّ الخوف الذي يعيشونه يمنعهم من أن يهلكوا به.
إن آسيا وإفريقيا تعيشان الخوف الآمن، أما أوروبا ومن إليها فتعيش الأمن الخائف!
إن هذا الخوف قد تكاثر حين انسحب الاتحاد السوفياتي من المفاوضات حول الصواريخ في أوروبا، فإذا المسيحي في أوروبا يصحو الطفل فيه حيث تصحو تعاليم الكنيسة يخاطب الإلحاد فيعلن أن مسؤولية الكارثة تقع على الاتحاد السوفيتي.
وفاتهم أن الكارثة حين تقع لا يوجد من تحتكم إليه المسؤولية. وفاتهم مرة أخرى أن اليهودية والإِلحاد لا يعرفان المسؤولية، ولا يؤمنان بالعقاب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :624  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 560 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .