شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نابليون والمرأة
ـ الشاعر العربي اللبناني أديب إسحاق تفرغ لترجمة بعض الأقوال للإِمبراطور ((نابليون)) وتلك نزعة ثقافية أو هي من عمق الصلات بين أديب إسحاق ومن إليه مع فرنسا وقد حفظنا عنه وصفاً لنابليون هكذا:
قال لنابليون ذات عشية
إذ كان يرقب في السماء الأنجما
هل بعد فتح الأرض من أمنية
فقال: أرقب كيف أفتتح السما
لقد تخيل نابليون ذلك وجاء خيال العلم بسفن الفضاء والأقمار الصناعية.
إن العلم اليوم قد وضع أمامنا الصورة التي شوهت جمال القمر والأنجم والشموس، بينما خيال الكلدان والفراعين ومن قبلهم ومن إليهم أعطانا صورة الجمال، فعلم الأقدمين نظرة إلى المعاني، وعلم المحدثين تنظير إلى المادة.
وكما حفظنا لأديب إسحاق ترجمة كلمة نابليون ((فتش عن المرأة))، حيث نظم هذه الكلمة هكذا..
إذا رأيت أموراً منها الفؤاد تفتت
فتش عليها تجدها من النساء تأتت
إن نابليون كان إمبراطوراً عظيماً حفزه مركب النقص إلى أن يصل إلى مركب الكمال، فالطموح في نابليون وأمثاله يبتعد به الحد حتى ليصبح هزلهم جداً إذا ما استدام الحظ، وحتى ليستحيل جدهم هزلاً إذا ما خانهم الحظ.
ونابليون أحال جده إلى بعض الهزل حين أحب ((جوزفين))، كان أمبراطور الدنيا يومها وكانت ((جوزفين)) الأمبراطورة على الأمبراطور، لم تحكم باسمه وإنما حكمته. كم كان يود أن تفرغ لسلطان تحكم به الناس الذين كانوا تحت سلطانه، ولكن الأنثى أبت إلا أن تحكم من أحبها، كأنما هو قد مضه الحب، أما هي فقد أمضته حين أذاقته العذاب بسلطان المتعة وما أرخص المتعة حيث لا يكون الحب، وإنه ليدوم الحب ولو لم تكن متعة. فالمتعة قد تذيب حرارة الحب، أما الحب فإنه ليشتعل إذا لم تكن المتعة.
ونابليون مرة أخرى نسي أن الرجل يظلم المرأة بهذا الحكم، فالقوة فيه حين يراها تتخاذل أمام الضعف بتورم الاحتراق في وجدانه فيشعر بهوان القوة وتخاذلها أمام ضعف المرأة الذي هو سلاحها القوي. فالضعف في الأنثى مصيدة الذكر، والقوة في الرجل سلاح صائد. وكثيراً ما ينبو السلاح في أيدي الصيادين!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :642  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 559 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج