شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عن الموسيقى
ـ قبل أيام مضت، وفي حفلة التكريم التي أقامها الابن عبد المقصود خوجه للموسيقار طارق عبد الحكيم، ألقيت كلمة لأبرح الحفل حين أديت واجبي لأستريح فقد كنت مرهقاً، قلت:
إن هذا الموسيقار ((طارق عبد الحكيم)) ظالم ومظلوم في وقت واحد.
فهو ظالم إن قالوا إنه للموسيقى في هذا البلد قد خلق، ومظلوم إن قالوا إنه اختلق. والإنصاف أن يقال إنه تخلّق فخلق! حيث فتحوا له الطريق فانفتح له باب الموسيقى دون تعويق.. ذلكم أن هذا البلد عريق في الغناء، حتى لقد أغنى اللغة الشاعرة ذات الجرس والرنين بما سجله أبو الفرج الأصفهاني في كتابة ((الأغاني)) كأنما طارق عبد الحكيم قد عرج إلى العرج ووج والعقيق، فلم يتعارج به الانتماء إلى العراق يوم كان العراق يحرم الغناء.
فالبيئة النشأة هي التي تطبع إنسانها وقد طبع مغنياً ولم أعرج على ذكر أخيه الفقيد هاني، ذلك الفتى الذي كان في الطليعة في أهل ((المجرور)) فقد كان هاني ثقفياً سفيانياً كأنما المثناة مازالت تثني عليه، يرحمه الله.
إن الموسيقى في هذا البلد، وفي مكة والمدينة قد استعرقت إلى أعماقه، وقد عرفت أن نسبة كبيرة من شباب المدينة يجيدون الأنغام حتى لو تكلم إنسان بكلام عادي كان منهم من هو مغرم بأن يرجع هذا الكلام إلى نغم من الأنغام. فقد رأيت من الجيل الذي قبلنا ((البناني)) وعبد الستار بخاري والشيخين كامل توفيق وأسعد توفيق وعمر عبد السلام الحداد المثقف ثقافة موسيقية عالية. وفي مكة سمعنا حسن جاوة وسعيد أبو خشبة، ولا أنسى أن محمد سرور الصبان وحمزة شحاته وطلعت وفا وغيرهم كانوا يجيدون الأنغام، يأنس بهم صحابهم حين يضرب بعضهم العود أو حين يغني الآخرون.
وتبع هذا الجيل محمد علي سندي والآخرون الذين نطرب لهم حين نسمع لهم.. طلال مداح ومحمد عبده وابتسام لطفي وغيرهم.
فالموسيقى.. الغناء ما زلنا نقول إنه عريق في سمع إنسان هذه الأرض وعلى لسانه وحتى يطرب منه جنانه.
إن طارق عبد الحكيم ذكرته بذلك التحريف الذي اضطر إليه حيث غنى هذين البيتين حرف منهما الشطر الأخير. هما في الأصل هكذا:
أذكرونا مثل ذكرانا لكم
رب ذكرى قربت من نزحا
واذكروا صبا إذا غنى بكم
شرب الدمع وعاف القدحا
فقد حرف الشطر الثاني من البيت فجعله هكذا:
(ذاب وجداً وتمنى الفرحا)
أحرجه ذكر القدح فإذا هو حين حرف
للشعر قدح!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :677  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 554 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.