نائحَ الوادي على الأَيـكِ الخضـيرْ |
ومغاني السَّفح في الروض النضـيرْ، |
والروابي الحمر في "خولان" والقِــممِ السُّود "بحُوثٍ" و "الظّفيرْ" |
والمجالي الخضر في "صنعا" وفي |
"صعدة" المجد، وفي وادي "نشـورْ" |
وبقاع "الجـوف" والأَدغـال مـن |
"أرحبٍ" أرض المغاويـر الصقـورْ |
و "بِضُوْرانَ" و "سنحانَ" وفي |
"مسورِ" العزِّ، وأربـاض "حَجُـورْ" |
وذُرى "الأهنوم" والشمّخ من |
"كوكبانٍ" و "حـرازٍ" و "حضـورْ" |
و "الزَّرانيق" ومن في "حاشدٍ" |
و "بكيل" مـن فـتىً حـرٍّ صبـورْ |
"يَمنِي" ما قدَّس الله ثرى |
مثلها.. غير ثرى "البيتِ الطَّهـور"! |
* * * |
نائحَ الوادي على الأيـك الخضـيرْ |
نُحْ ونُحْ؛ وانزفْ من الدمع الغزيـرْ |
فالرَّوابي، والمغاني، والقرى، |
والمجالي، وطمَّهـا الخطـب الكبـيرْ |
والثرى الطَّاهر قد دنَّسه |
غزو عدوانٍ مـن الغـازي المغـيرْ، |
من وراء البحر ساقته يدٌ.. |
تعصر الموت وتسْقي، وتُبيرْ، |
كفُّ جبار إلى "فرعون" قد |
وشجتْه صلـةُ الطبـع الكفـورْ.. |
وإلى "أبرهة" يربطُه |
مبدؤ الآثم والباغي الغدورْ |
ساقه جيشاً لهاماً؛ مثلما |
ساقه مـن قبـل جبَّـارٌ جسـورْ
(1)
|
قاتلُ الأملاك من "حِمْير" والصَّيدِ من أحفاد "كهلان" والبدورْ |
وأبو آكل أكباد الورى |
ومبيحُ الفسق جهـراً والفجـورْ
(2)
|
و "المماليك" أتوا في قوَّةٍ |
يزخر الآذيّ منهم بالنسورْ
(3)
|
وأتى من بعد "إبراهيم" في |
جحفل لَجْـبٍ، وأحشـادٍ تمـورْ
(4)
|
كلُّهم للنَّهْبِ قد هبّوا إلى |
أرضنا يحدوهـمُ الوهـم الغـرورْ |
أرضنا قد عرفتهم وارتوت |
بدماهم، ولهم فيها قبورْ.! |
* * * |
"ثورة" قالـوا؛ وعاثـوا جهدهـم |
باسمها، واقترفـوا كـل الشـرورْ |
سرقوا أمجادها، واختلسوا |
ذمَّة الثوّار في كلِّ العصورْ |
ليست "الثورة" جاهاً يُقْتَنى، |
أو هوىً يَغْضَبُ، أو حقـدٌ يفـورْ؛ |
إنَّها أمر بعُرْفٍ وهُدى، |
إنها في الأصل تجديدٌ ونورْ |
عندما يحكم غرٌّ فاسدٌ |
فيهبّ الحرُّ للعدل يثورْ |
عندما يسلب فردٌ قومَه |
نعمة العيش ويطغى ويجورْ |
ساقه "ناصرُ" جيشاً بعدَما |
أخذَ الصَّفعةَ من وجـه "المشـير"
(5)
|
ما بغى كي ينصـر "الثـورة" بـل |
قد بغـى إعـداد شَـرّ مستطـيرْ! |
ولذا لقَّب دبّاباتِه.. |
باسم "نجران" و "نجدٍ" و "عسـيرْ"! |
وهي "إسرائيل" من تدبيرها |
أن يُرَدّى جيشُ مصرٍ فـي حفـيرْ، |
فإذا مـا غـزت "الجـولان" و "المسجـدَ الأقصـى" و "سينـا" و "دمـيرْ" |
لم تجد من يحرس الأرض فقد |
شُرِّدَ الجيشُ "بصنعـا" و "النظـيرْ"؟ |
* * * |
"ثورة" قالوا نصرناها؛ ويا |
خيبة المنصور مـن بئـس النَّصـيرْ |
هلْ مِنَ الثورةِ أن يختلسوا |
ثروة المثري، وإيمان الفقيرْ؟ |
وإذا بالفدم من غوغائهم |
سيدٌ والنذل ذو جاه خطيرْ |
وإذا أوباشهم قد هُرِعوا |
بالنشانات أميرٌ، أو وزيرْ؟ |
وإذا الأَحرار صرعى، وإذا |
شرف الأحرار نهبٌ للمغيرْ؟ |
وإذا الإسلام، والثورة والـحقُّ والعدل تنادي بالثبورْ، |
ذاك ما كان؛ ولكن وطني |
لم يكن بالواهن النَّاسـي الكفـورْ، |
فإذا الأشبـال مـن قحطـان قـد |
زحفوا كالسُّحـب بالهـول تـدورْ |
نسلوا من كل فجٍ، وهُمُو |
يتلظّون فهوداً، ونمورْ.. |
عاهدوا الموت على أعدائهم |
عهدَ عزمٍ "يمنيٍّ" لا يبورْ. |
* * * |
يا أباة الضيم تبَّتْ فئةٌ |
نكثوا العهد ضلالاً وغرورْ، |
وبغَـوا جهـراً، وكفـراً أعلنـوا، |
وأباحوا حرمـة الشـرع الطهـورْ |
ثم باعوا أرضنا، أعراضنا، |
ديننا، واسترخصوا غالـي الأمـورْ؟ |
لم يخافوا الله في طفلٍ، ولا |
حرَّة ثكلى، ولا شيخ كبير، |
و "بأهل البيت" لم يردعهموا "الودُّ في القربى"، ولا نبل الشعورْ، |
جدّلوهم، ورموهم في الفلا |
للسوافي، والضـواري، والنسـورْ. |
* * * |
آه كم يرجف قلبي حسرةً |
ودمي كم يتلظَّى، ويفورْ؟ |
كلَّما طافت خيالاتَهمُ، |
وتوالت في الأماسي والبكورْ |
"أحمد الشاميّ" مـن نسـل الألـى |
أحسنوا الصنع على مرِّ الدهـورْ
(6)
|
مزَّقت أحشاؤه نيرانهم |
وهو ثبتٌ باسـم الثغـر صبـورْ، |
و "أبو طالب" و "العاموه" والندب "زيد"، وكثير من كثيرْ؟ |
من بـني "الكِبْسـي" و "إبراهيـم" و "ابن زبـارٍ" و "المصلّـي" و "الوزيـرْ" |
سيظل الجرح فيهم دامياً.. |
صارخاً يقرض روحـي والضمـيرْ |
* * * |
إنَّها الثورة يا "قحطان" فاشـتملوا الحرب، وهبّوا للنَّفيرْ… |
إنها الثورة يا "عدنان" فاستبقوا الموت وفيئوا للنذيرْ |
للعلى والحق ثوروا؛ واثأروا |
للدم المسفـوك والعـرض الهديـرْ |
أخرجوا "ناصِـرَ" مـن أرضكـم؛ |
وارفعوا راية "تقرير المصيرْ" |