شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين))
الأخ الصديق العزيز الكريم أبا صالح الدكتور محمد صالح الشنطي، التقينا في أيام خلت لوداعك وشكرك وتقديرك، فأنت كنت بيننا نحو أربعة عقود، وكنت وفياً لرسالتك، وكنت ملتزماً، فأنت ذو خلق كريم وتعامل إنسان وفي، أدب نفسك وأدب درسك، سمتان فيك، ويصاحب ذلك خلق دمث.. عرفتك في حائل عبر زياراتي للنادي الأدبي هناك، ودعوتني إلى دارك العامرة، وشاركت في نشاط النادي الأدبي الثقافي مرات.. وأجرى معك المنتدون عندنا حوارات، وكانوا أحياناً أشداء معك، ومنبر هذا النادي عصي وشرس أحياناً.. غير أن أدبك الجم، لم يخرجك عن سمتك السوي، فكنت تحاور بخلق بعيد عنه الانفعال والغضب لأنك سوي، وكنت أشفق عليك وأنا قريب منك، لكنك لزمت المسلك الذي يتغلب على الهجوم بأناة وتؤدة، لذلك أحبك وقدرك محاوروك، أزعم أنني كنت في مقدمتهم، أما إتقان درسك والتزامك الكريم بأداء رسالتك في التعليم في مدارسنا وكلية المعلمين، في تبوك وحائل، فإن القوم يحفظون لك يداً طولى، ويحسبون لك وفاءك والتزامك وأدب نفسك ودرسك.. وأقول غير مبالغ، إنك تركت لنا فراغاً حين غادرت، وهكذا الرجال المخلصون، آثارهم لا تُمحى، ويبقى صيتهم الثري يتردد في المنتديات التي تقدر المخلصين من الرجال وتذكرهم بخير، لأنهم قيمة ومروءة وسماحة نفس وطبع سجيح، وبقيت الذكرى العطرة يا أبا صالح وأنت البعيد داراً، والقريب في نفوس الرجال ويذكرونك بما أنت له أهل، لأنك للفضل أهل..
ويفضل صاحب "الاثنينية" كعادته، بالاحتفاء بالرجال وكلهم قريب منه، لأنهم ذوو محاسن وسمعة يشاد بها، وإنه لوفاء من أهل الوفاء لرجل وفي، ولرجل عمل فأحسن العمل، فالواجب جزاء الإحسان بإحسان مثله أو أكثر، وأردد مجدداً مع أمير الشعراء رحمه الله:
إنما يقدر الكريم كرام
ويقيم الرجال وزن الرجال
وأعتذر إليك يا أخي في هذه الكلمة العجلى التي لا تكافئ وفاءك وما يجب لك علينا، وقد أحببناك في الله، وذكراك الفوّاحة محفورة في نفوسنا ومشاعرنا.. زادك الله من فضله وأكثر من أمثالك، لأداء أعز وأغلى رسالة قيمة، وذات قيمة، إنه بث المعرفة بإخلاص ووفاء والتزام كريم، شكراً أبا صالح من الأعماق حفظك الله ورعاك..
أما درسك الأدبي الثر والثري الجامع للأدب شعراً ونثراً وقصة ورواية، عبر تلك السنين، فأزعم أنك في مقدمة الدارسين، الذين حفلوا بغنىً مترع، ذلك لأنك محب، فكانت تلك المؤلفات تعبيراً عن ذلك الحب، وكانت وفاءً بوفاء، وتقديراً بتقدير، وسيبقى ما كتبت عن أدبنا مرجعاً، بذل فيه مؤلفه جهوداً وسهراً، فأخلص التدريس، وأدّى أمانة ما قرأ ووعي، فكل شكرٌ لا يؤدي شيئاً، لكن أقلَّ ما فيه أنه اعتراف بالجميل..
عبد المقصود خوجه: الأخ الكريم سعادة الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني الأكاديمي المعروف وأستاذ الأدب والنقد في جامعة الملك عبد العزيز ورئيس النادي الأدبي الثقافي في جدة والعضو البارز في المجلس العام للاثنينية يرعى هذه الأمسية بفضل علمه وكريم فضله فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :556  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 88 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج