شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رحلة في حياة عبد المقصود خوجه
طموحاتي كانت أدبية ولكني صدمت بواقع حملة الأقلام (1) !
أنا رجل مزيج بين الصحافة والتجارة.. من كليهما نهلت تجربتي في الحياة حررت في الصحافة وتوظفت في مجال الإعلام ثم اقتحمت أبواب العمل الحر.. أقول تجربتي في الحياة لأنني عندما تركت الوظيفة لم تكن ثمة طفرة أو تسهيلات كما هي حال سوقنا المحلية اليوم.. كان ذلك في عام 1383هـ.. فذقت مرارة حمل القلم بعد أن رشفت رحيقه. واصطدمت بواقع الحياة بعيداً عن القلم فازددت إصراراً على النجاح وما التوفيق إلا من عند الله.
دعوني أبدأ بتقديم بطاقتي الشخصية:
الاسم: عبد المقصود محمد سعيد خوجه
الولادة: مكة المكرمة ـ 1343هـ.
التحصيل: خريج المعهد العربي الإسلامي ـ دمشق مع دراسة الآداب ـ جامعة دمشق.
الأعمال:
ـ محرر في جريدة الأيام.
ـ محرر في مجلة الأحد.
ـ مندوب للديوان الملكي في بيروت.
ـ موظف في مكتب الصحافة والنشر بالسفارة السعودية في بيروت.
ـ موظف في المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر كمدير عام.
ـ استقلت من العمل الحكومي عام 1383هـ.
ـ وبدأت أعمالي الحرة.
الطموح الأول:
نشأت على محبة والدي رحمة الله عليه، والإعجاب به بما كان له من دور رائد في عالم القلم وعشت أعشق الأدب، وكان طموحي الأول أن أكون كاتباً وأديباً مثله. وكبر هذا الطموح وأصبحت أحلم بأن أكون صاحب دار صحفية ناجحة، وفعلاً سلكت طريق العمل في الصحافة ولم أستطع أن أحقق طموحاتي فقد بدأت في صحيفة الأيام ومن ثم مجلة الأديب ومجلة الأحد ومجلة المنهل وصحف أخرى ومسؤول في مكتب الصحافة والنشر في السفارة السعودية ببيروت ومن ثم المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر قبل أن تصبح وزارة للإعلام.
ـ خلال مسيرتكم الحياتية.. هل اعترضتكم مشاكل ومعوّقات غير عادية؟ وكيف تغلبتم عليها؟ هذا هو السؤال.. وللإجابة عنه أقول: إنني اصطدمت بواقع الحياة المرير الذي يعيشه أكثر حملة الأقلام، فأثر ذلك في نفسي تأثيراً بالغاً قادني إلى أول طريق النجاح بواقع التصميم الذي لا مستحيل معه متى وجدت الرغبة الصادقة والعمل الجاد وقد سلكت طريق الأعمال الحرة مستقيلاً من عملي الحكومي يوم كان حلماً يراود الكثيرين وخصوصاً الوظيفة المرموقة فزادتني العثرات التي اعترضتني إصراراً على الكفاح والحمد لله على ما أكرم وما أنعم.
رأس الحكمة:
تسألونني عن الأسس التي تعتبرونها قاعدة أساسية في العمل التجاري الناجح فأقول إنها الأمانة وهذه الكلمة بما تعنيه من أبعاد كثيرة تمثل الصدق والوفاء بالالتزام، والصبر بقبول الواقع مهما كان مريراً وحسن التعامل، وأنصح رجل الأعمال سواء كان مبتدئاً أو راسخاً بمخافة الله وهي رأس حكمة كل عمل. أما الخط التجاري الذي سلكته في تعاملي مع الآخرين فهو أن تحب للآخرين ما تحب لنفسك.. فمتى ما تعاملت مع الآخرين على هذا الأساس فستكتنف المعاملة كل المبادئ والأسس السامية. ولنعرّج ها هنا لنتحدث عن نظرتي إلى الطفرة التجارية التي حدثت في المنطقة مؤخراً، وتأثيراتها على حياة الناس وأوضاعهم الاجتماعية حالياً ومستقبلاً فهي حلم وردي لمن استطاع الاستفادة منها وكابوس مخيف لمن أساء التعامل معها. وقد استفادت من هذه الطفرة الفئة التي لا تغرُّها المظاهر الجوفاء.. استفادت من معطياتها والفرصة المتاحة بانية لمستقبلها ومفيدة للوطن والغير. وبذلك حسنت ظروفها العملية والمعيشية والاجتماعية.
أما من تعامل مع الطفرة تعاملاً خاطئاً فقد انعكست آثار هذا التعامل نتيجة لذلك على حياته العملية والمعيشية والاجتماعية سلباً يحتاج معها إلى معاناة طويلة لتعود الأمور إلى نصابها ولو أنها ستكون تجربة مفيدة بالرغم من قسوتها على البعض وفي كل الأحوال أنها مرحلة جيدة في نظري استفاد منها ومن إيجابياتها وسلبياتها المجتمع والوطن وأحب أن أقول إن السلبيات على القليل من وجهة نظري ليست بالخطورة التي يتصورها البعض بالنظر إلى قوة البنية الدينية للمجتمع.
الانفتاح التام:
الوضع الاقتصادي المناسب لهذه البلاد هو الوضع الذي تعيشه البلاد وأعني به الانفتاح التام الكامل كما هو واقعنا والحمد لله أما عن مستقبل الصناعة الوطنية ورؤيتي لهذا المستقبل فهو مستقبل مشرق بإذن الله رغم ما يكتنفه من العقبات يخفف من عسرها مع ما تبذله الدولة في هذا السبيل من دعم وتشجيع وهذا شأن البناء الصناعي دائماً في أي بلد نام كبلدنا إلا أنه يبشر بإذن الله بخير عميم فما نراه ثمرة جيدة لعمل شاق لما قام به صناعيو هذا البلد وما ساندتهم به الدولة من دعم مادي ومعنوي خير.
ومما لا شك فيه أن صناعاتنا تتعرّض لمنافسة شديدة من الإنتاج الخارجي يمكن التغلب عليها بعاملين اثنين، الأول تحسين نوعية الإنتاج للوصول إلى منافسة المستورد من الصناعات الخارجية وانخفاض السعر ليكون منافساً لسعر المستورد مما يشجع المواطن على استعمال إنتاج صناعاتنا الوطنية.
وللدولة في هذا الحقل دور تقوم بأدائه لدعم هذه الصناعات كما أسلفنا إلا أنه يحتاج إلى تكثيف أكبر والأمر كما يبدو لي يحتاج إلى دراسة تفصيلية من الصناعيين أنفسهم تتبناها الغرف التجارية والصناعية في المملكة توضح مشاكل الصناعات المختلفة وما يكتنفها والحلول المقترحة ورفعها للدولة التي لا نشك جميعاً في أنها تتبنى أي سبيل يقود إلى المصلحة العامة.
ولا أريد الحماية الكاملة لضرورة إيجاد التنافس للوصول إلى الأحسن دائماً وإنما أدعو إلى توسيع رقعة التشجيع الحكومي لهذه الصناعات وإنتاجها بالإضافة إلى رفع رسوم جمركية عالية.
أثروا في حياتي:
شخص ما كان له الفضل في توجيهي في بداية الطريق؟ إنه سيدي الخال السيد محمود أحمد حافظ الذي حباني برعايته وتولاني بعنايته بعد وفاة والدي حيث كان عمري أربع سنوات فكان له الفضل الأول بعد الله ووالدتي في تربيتي وتنشئتي وهو رجل علم وفضل ودين حافظ لكتاب الله. متمسك بسنَّة رسوله فأنشأنا أنا وأخوتي على التمسك بكتاب الله ومحبة رسوله. كما أن لمعالي الشيخ عبد الله عمر بلخير دوراً رائداً في حياتي، فهو صديق لوالدي، تعود صداقته إلى ما قبل ولادتي، فقد كان لي خير موجه في الحياة وبالذات في حياتي العملية وقد استفدت من تجاربه الشيء الكثير فجزاهما الله عني خير الجزاء.
نصيحتي:
لرجل الصناعة: متابعة التطور والأخذ به.
ولرجل الزراعة: الاستفادة من تجارب الآخرين والرعاية المباشرة.
وللمستهلك: الإيمان بالصناعة الوطنية لأنها جزء من حب الوطن.
وللتاجر: مخافة الله.
فيما يتعلق بتربيتي لأبنائي وتوجيهي لهم فإن ذلك يتوقف على نوعية مسار الطريق وأحب أن أترك لهم حرية وممارسة الأمور في الأغلب بمراقبة خفية مني لأقيهم العثرات ما أمكن وأفيدهم من تجارب الآخرين وبالطبع إذا لم يكن ذلك فيه إضرار بالغير أو بأنفسهم.
أما فيما يتعلق بأمور مستقبل حياتهم أو بالأمور الأساسية فيها فدائماً أحددها بالاتفاق معهم وأرغب أن يكون هذا التوجيه بشكل مباشر ولكن بلطف دون عنف قبل أن أختم هذا السرد الذاتي دعوني أحكِ لكم أصعب موقف مر علي وربما أطرف موقف كذلك. لقد ارتبكت أموري المادية في بدء حياتي العملية نتيجة سوء تصرُّف أحد الشركاء الذي كانت الفجيعة به أكبر من المال وقد كانت صدمة لا تنسى. ذهبت معها للاستدانة من البنك الذي طلب مني ضامناً ذا سمعة تجارية وقدرة مالية، لأن المبلغ كان كبيراً فذهبت لمعالي الشيخ محمد رضا شارحاً له ما أنا فيه طالباً كفالتي فجابهني بالرفض وكان موقفاً أصعب من موقف الفجيعة في الشريك والخسارة في المال وتمنيت لو ابتلعتني الأرض بدلاً من الموقف المخزي الذي كنت فيه استأذنت بالانصراف إلا أن الشيخ رحمه الله طلب مني البقاء وغادرني للحظات عاد بعدها بشيك بالمبلغ وسلَّمه لي وقبَّلني وقال لي لقد أردت لك درساً لن تنساه لا تطلب كفالة أحد إذا كنت لا تملك ما يوازي الكفالة وأما الحب لك فيستوجب مني أن أقف بجانبك وهذا هو المبلغ كاملاً اعتبره كما شئت وردّه متى ما شئت فكان موقف الرجال وقد أكرمني الله سبحانه وتعالى بالوفاء بما علي، رحمه الله رحمة واسعة وغفر له لي. كلمة أخيرة عن دور رجل الأعمال على الصعيد الوطني. ماذا قدم وماذا يجب أن يقدم.. إن رجل الأعمال مثله مثل غيره من عمال بناء هذا الصرح العظيم ساهم في البناء له طاقاته وإمكانياته ولو أن البعض قد قصر في ذلك إلا أن الكثرة ولله الحمد عنوان مشرق مشرف وما ينتظر رجل الأعمال من عمل أكثر فالطريق طويل وشاق ولا بد من تكثيف الجهد للوصول إلى النتيجة المثمرة التي تعود على الجميع بالخير.
وبالطبع لا يطلب من المواطن أي مواطن مهما كان مركزه أو صفته أو نوعيته أكثر من المواطنة الصادقة بالعمل الصادق المثمر الصحيح وهو ما يعود دائماً بالخير على الوطن والمواطن.
في سطور:
ـ المنتجات الوطنية: عنوان مشرق لرقي الأمة وتقدُّمها.
ـ الربح: سعادة تغمر المرء وتستوجب الشكر لله.
ـ الأمانة: صفة الرجولة الكاملة وقد كان لقب النبي الكريم.. الأمين.
ـ الغش التجاري: انحطاط أخلاقي.
ـ الغنى: طريق معبدة قد توصل إلى السعادة.
ـ الفقر: لو كان رجلاً لقتلته.
ـ الخسارة: عارض يستوجب الحمد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1007  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 47
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.