بينكِ والعراقْ |
تماثلٌ... |
كِلاكُما يسكنُ قلبي نَسَغَ احتراقْ |
كلاكما أعلنَ عصياناً |
على نوافذِ الأحداقْ |
وها أنا بينكما |
قصيدةٌ شهيدةٌ |
وجثّةٌ ألقى بها العشقُ |
إلى مقبرةِ الأوراقْ |
* * * |
بينكِ والفراتْ |
آصِرَةٌ... |
كِلاكُما يسيلُ من عينيَّ |
حين يطفحُ الوجدُ |
وحين تشتكي حمامةُ الروح |
من الهجيرِ في الفلاةْ .. |
كلاكما صيَّرني أمنيةًً قتيلةًً |
وضحكةً مُدماةْ |
تمتدُ من خاصرةِ السطورِ |
حتى شَفةِ الدواةْ... |
كلاكما مئذنةٌ حاصَرها الغُزاةْ .. |
وها أنا بينكما |
ترتيلةٌ تنتظرُ الصلاةْ |
في المدنِِ السُباتْ |
* * * |
بينكِ والنخيلْ |
قرابةٌ... |
كلاكما ينامُ في ذاكرةِ العشبِ |
ويستيقظُ تحتَ شرفةِ العويلْ |
كلاكما أثكلَهُ الطغاةُ والغُزاةُ |
بالحفيفِ والهديلْ |
وها أنا بينكما |
صبحٌ بلا شمسٍ |
وليلٌ ميّتُ النجوم ِ والقنديلْ |
* * * |
لا تعجبي إن هَرمت نخلةُ عمري |
قبل أن يبتدىء الميلادْ |
لا تعجبي... |
فالجذرُ في "بغدادْ" |
يرضعُ وحلَ الرُعبِ.. |
والغصونُ في "أدِلادْ" |
وها أنا بينكما |
شراعُ سندبادْ |
يبحرُ بينَ الموتِ والميلادْ |
* * * |