شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المُقَدَّمَةُ
حينَ تُصْبحُ الأَيَّامُ حِجَارَةً يَتَقَاذَفُهَا
الإِنْسَانُ.. وحَلَبَةً يَتَصَارَعُ فيها الفِتْيَانُ
وسَاحَةً يَسْحَقُ فيها القَويُّ الضَّعِيفْ
تَتَرَهَّلُ القِيَمُ وتُؤْذِنُ بالبَوَارْ..
***
وَحِينَ تُصْبِحُ الأَيَّامُ رَكْضاً لاَهِثَاً
وراءَ المَادَةِ.. وشَيْكَاً مُزَيَّفاً في بَنْكِ
إِفْلاسِ القِيَمِ والوَازعِ الدِّيني الصَّافي الثَّرِ..
تَتَآكَلُ المُثُلُ وتَسْتَدْني عَاصِفَةُ الدَّمَارْ..
حِيْنَ تُصْبِحُ الأَيَّامُ مَلاَذاً يَأْوي إِليْهِ
أَصْحَابُ النُّفُوسِ الضَّعِيفَةِ لِمُمَارَسَةِ
شَهواتِهِمْ الدَّنِيئَة في غِيَابِ الضَّمِيرِ
الرَّادِعِ تَتَكَلَّسُ الإِرَادَةُ وتَخْلَدُ إلى
العَثَارْ..
***
حِيْنَ تَؤُوبُ النَّفْسُ اللوَّامَةُ إلى طَرِيقِ
النُّورِ تَنْبِضُ فيها أَحَاسِيسُ اليَقِينِ
تَتَفَتَّحُ زُهُورُ الحُبِّ وتَنْفَحُ عَبِيرَهَا
البَرِيءَ مِنْ خَلَجَاتِ النَّفْسِ أَغْصاناً
تَتَسلَّقُ مِنْ نُوَّارُ..
***
حِيْنَ تُصْبِحُ الأَيَّامُ جِسْراً مِنْ زَهْرِ
اللَّوْتَسِ يَعْبُرُ في حَنَايَا النَّفْسِ المؤْمِنَةِ
كَابِحاً جِمَاحَها ولَجَاجَها.. شَهَوَاتِهَا
وَهَفَوَاتِهَا.. عَائِدَةً إلى وِسَادةِ النَّجَاةِ في
شَطِّ الإِيْمَانْ.. تَتَوَالى زَخَّاتُ الضِّيَاءِ
شَلاَّلاً مِنَ الأَنْوَارْ..
***
حِيْنَ تُصْبِحُ الأَيَّامُ مُنْتَجَعاً تَأْوي إليهِ
النُّفُوسُ المُتْعَبَةُ في سَاعَةِ تَجَلٍ وانْبِهَارْ
لاستِنْشَاقِ صُبَابَةِ الأَمَلِ مِن كَأْسِ اليَقِين
تَتَراكَضُ النفوسُ خَيْلاً في سَاحَةِ الانتصارْ
حِيْنَ يَغيبُ ليلُ اللَّهْوِ والمَلَذَّاتِ.. والطَّفْحِ
والشَّهَوَاتِ.. وتُصْلَبُ النَّزَوَاتُ بِمَطْوَاةِ
التَّشَوُّقِ إلى مَرْفَأِ الطُّمَأْنِينَةِ وتُرَى الحَقِيقَةُ
للنَّفْسِ المُهَاجِرَةِ إلى رَكْبِ الأَصْفيَاءِ والأَتْقِيَاءِ
الشُّهَدَاءِ والسُّعَداءِ.. تَنْزَاحُ عَنِ النَّفْسِ رُكَامَاتُ الغُبَارْ..
حِيْنَ يَعُودُ الإنْسانُ في لَحْظَةِ قُنُوتٍ إلى مُحَاسَبَةِ
النَّفْسِ وَرَدِّهَا إلى سَاحَةِ اليَقينِ يَعبُّ مِنْ صَفَائِهِ
وَنَقَائِهِ تَتَوَلَّدُ فيه رَغْبَةُ الاِنصِهَارْ
وحِيْنَ تَجِيْشُ الأَيَّامُ دِفْقَاً في خَافِقٍ هَامِسٍ
مَحْرُومْ.. تَهْتِكُ الزَّيْفَ.. وتَنْخُلُ الظَّلاَمَ
عن نَاظِرَيْهِ.. يَرَى الأيَّامَ زَنْبَقَةً فَاغِمَةً
ناغِمَةً ناعِمَةً حَالِمةً. تَصْبو إليْهَا
خَلَجَاتُ النَّفْسِ في اسْتِكنَاهِ ما وَرَاءَ
المَجْهُولِ في رِحَابٍ من شَفَافِيَّةِ الصِّدْقِ
والإِيْمَانِ بِخَالِقِ الكَوْنِ العَظِيْمِ عِنْدَهَا
يَشِعُّ نُورُ اليَقِيْنِ في سَمَائِهِ
وتَتَفَتَّحُ الأزْهَارْ..
***
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1073  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 66 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.