| يَا حَائِرَاً لَمْ يَدْرِ ما لَفْحُ الهَوَى؟ |
| أَوْ يَدْرِ مَا يَتَكَبَّدُ.. العُشَّاقُ! |
| هَلْ في شِغَافِكَ ذَرَّةٌ مَحْمومَةٌ؟ |
| تَصْلى.. بِنَارِ الشَّوْقِ حِينَ يُذَاقُ؟ |
| أَمْ أَنْتَ لا تَقْوى على حَمْلِ النَّوَى |
| فَأَسَرْتَ قَلْبَكَ والرُّؤَى تَشْتَاقُ؟ |
| إنْ كُنْتَ لا تَدْري بِأَنَّكَ مُفْعَمٌ |
| ونَوَابِضُ الإِحْسَاسِ فِيكَ تُراقُ |
| لا تَجْرَعِ الكَأسَ المُلَيِئَةَ بِالأَسَى |
| وَاكْتِمْ شُجُونَكَ فَالْهَوَى حَرَّاقُ! |
| أَهْلُ الهَوَى يَدْرونَ مَا كُنْهَ الهَوَى |
| في مُقْلَتَيْهِمْ لَفْحُهُ.. دَفَّاقٌّ |
| أَمَّا الجُفُونُ فَلا تَسَلْ عَنْ قَرْحِهَا؟ |
| مُتَسَهِّدَاتٌ مَا لَهُنَّ.. طِبَاقُ! |
| وإذا أدْلَهَمَّ اللَّيْلُ أَمْسَتْ لاَ تَرَى |
| غَيْرَ الذي تَهْوَاهُ.. أَوْ تَشْتَاقُ |
| قَدْ شَفَّهَا لَيْلُ الغَرامِ.. صَبَابَةً |
| وَأَهَاجَهَا دِفْءٌ لَهُ.. إِحْرَاقُ |
| تَشْدُو بِألْحَانِ الهُيَامِ تَوَلُّهاً |
| ويُعِيدُهُ رَجعاً لَهَا.. الإِطْرَاقُ |
| تسْتَنْبضُ الإحْسَاسَ في صَمْتِ الدُّنَا |
| وبِمُقْلَتَيْهَا.. طَيْفُهُ.. بَثَّاقُ |
| مَنْ يَهمْسِ النَّجْوَى لِطَرْفٍ دَاعِجٍ |
| حَاشَا يَكنُّ بِخَفْقِهِ الإطْلاقُ |
| دَوْماً تَرَاهُ مُنَاجِياً في صَمْتِهِ |
| مَا عنَّ طَيْفٌ شَارِدٌ.. طَرَّاقُ |
| فَيحِنُّ كالمِزْمَارِ إنْ شَفَّ الهَوَى |
| يِشْدو بِأحْلامٍ لَهُنَّ.. مَذَاقُ |
| ويَجِيشُ مِنْ كَمَدٍ بِهِ وتَلَهُّفٍ |
| يَضْرَاهُ في نَبْضٍ لَهُ.. رَقْرَاقُ |
| هَذَا لَعَمْركَ شَأنُ رُوَّادِ الهَوَى |
| جَرْعُ الصَّبَابَةِ والدُّمُوعُ تُرَاقُ |
| يَغْشَاهُمو لَيْلٌ كئِيبٌ صَمْتُهُ.. |
| ولوَاعِجُ الذِّكْرَى بِه تَنْسَاقُ |
| تَذْرو على خَلَجَاتِهِمْ بَوْحَ الهَوَى |
| وتُذِيقُهمْ ـ لَفْحاً لَهُ ـ إبْرَاقُ |
| يَمْضُونَ في حُلُمٍ جَميلٍ.. رَاقِصٍ |
| عبرَ الطُّيوُفِ إذا بَدا الإرْهَاقُ |
| يَتوسَّدُونَ الليلَ لَحْظَةَ هَاجِعٍ |
| مُتَأَمِّلِينَ وَمَا بِهِمْ.. إزْهَاقُ |
| فَاللَّيْلُ لِلعُشَّاقِ.. صَمْتٌ هَامِسٌ |
| تَرْعَاهُ في شَجْوٍ لَهُمْ.. أَحْداقُ |
| فَإذا أَجَنَّ رَأَيْتَ لَوْعَ شِغَافِهِمْ |
| مُسْتَنْفَرَاتٍ.. مَا لَهُنَّ.. وِثَاقُ |
| يَتَسَامَرونُ على النُّجومِ إذا بَدَتْ |
| وعلى الظَّلاَمِ إذا بَدَى.. الإمْحَاقُ |
| يُلْقُون بالأشْجَانِ عَبْرَ تَسَامُرٍ |
| وتَجَمُّعٍ تَهْنى بِهِ.. الأعْمَاقُ |
| يَتهَامَسُون بنَجْوةٍ قَدْ شَفَّهَا |
| وَهَجُ الحَيَاةِ.. وَسَمْتُهَا البَرَّاقُ |
| يُفْضُونَ بالطَّفْحِ الكَلِيمِ إذَا دَجَى |
| لَيْلٌ عَلَيهمْ.. سَادِرٌ.. غَسَّاقُ |
| كَيْ يَرْسِمُوا لِلْحُبِّ لَوْحَةَ شَاعِرٍ |
| بَليَ الحَياةَ.. وَمَا بِهِ إشْفَاقُ |
| يَسْتَلْهِمُ الأطْيَافَ شِعْراً غَارِداً |
| في خَافِقَيْهِ أَرِيجُهُ.. عَبَّاقُ |
| ويَسُوحُ في كَنَفِ الرِّيَاضِ مُنَاجِياً |
| لا يَعْتَريهِ اليَأْسُ.. والإرْهَاقُ |
| تَتَصَدَّعُ الأشْبَاحُ دُونَ رَِغَابِهِ |
| مُسْتَلْهِماً بالشِّعْر حِيْنَ يُسَاقُ |
| في نَاظِرَيْهِ تَوَلُّهٌ وتأَمُّلٌ |
| يُشْجي الحَيَاةَ خَيَالُهُ الغَدَّاقُ |
| يَسْتَنْطِقُ الأطْيَارَ في وُكُنَاتِهَا |
| شَجْواً بِهِ تَرْنُو لِمَا تَشْتَاقُ |