| مَاذا عَلَيْنَا لَوْ بَدَأْنَا حُبَّنَا؟ |
| مِنْ تَحْتِ سَطْحِ الماءِ.. والشُّطْآنِ؟! |
| نَهْنَى بِوَصْلٍ هَادِىءٍ ومُعَطَّرٍ |
| بِنَوَافِحِِ الأَزْهَارِ.. والرَّيحَانِ! |
| بَيْنَ الصُّخُور السَّاكِنَاتِ على المَدَى |
| في ضَجْعَةٍ بشَوَاطِيءِ المَرْجَانِ |
| مِنْ غَيْرِ أَحْقَادٍ ولا طَفْحٍ بِنَا |
| مُتَوَسِّدِينَ الحُبَّ في الوُجْدَانِ |
| نَمْضي ولا نَخْشَى عُيُوناً تَشْتَهي |
| أَلا يَظَلَّ عَلَى الوَفَا.. قَلْبَانِ |
| فَنَذُوبَ حُلْماً قُرْمُزِيًّا واهجاً |
| في غَفْلَةِ الأَنْظَارِ والآذَان |
| ِيا حبَّذَا لو أَنَّنَا غِبْنَا عَنِ الْـ |
| أَحْقَادِ والأَنْغَالِ.. والأَضْغَانِ! |
| كَيْ نَرْسُمَ الحُبَّ النَّقِيَّ بِزَوْرَقٍ |
| ضَلَّ الطَّرِيقَ.. وتَاهَ في الخُلْجَانِ |
| لا شَيء يَحْكُمُهُ سِوَى نَبْضِ الهَوَى |
| في دَفَّتَيْهِ.. وصَبْوَةِ التَّحْنَانِ |
| مُسْتَرسِلاً كالنُّورِ جَيَّاشَ الرُّؤَى |
| في خَافِقَيْهِ مَجَادِفُ.. الألْحَانِ |
| يَهْفو لِصَوْتِ رَبَابَةٍ حَنَّتْ إلى |
| عُمْقِ المِيَاهِ.. بِشَدْوِهَا الفَتَّانِ |
| فَالْبَحْرُ إِنْ شِئْنَا مُنَاخٌ وَاعِدٌ.. |
| يَأْوي إليهِ ذُوُو الهَوَى الحَرَّانِي |
| يَسْتَنْطِقُونَ الحُبَّ في أَحْشَائِهِ |
| فَيْضاً مِنَ الإِحْسَاسِ لِلْحَيْرَانِ |
| وَأَنَا وَأَنْتِ نَقَرُّ فِي أَعْمَاقِهِ |
| كَمَحَارةٍ جَذْلى بِشَطِّ أَمَاني |
| وَنَغِيْبُ عَنْ عَيْنٍ تُلاحقُ خَطْوَنَا |
| فَتُصِيبُنَا.. بِالذُّعْرِ.. والسُّلْوَانِ |
| لِنُشَارِكَ الأَسْمَاكَ فِي لَهَوَاتِهَا |
| وقَوَاقِعَ الأَصْدَافِ.. والحِيتَانِ |
| فَالنَّاسُ جُلُّ النَّاسِ في أَخْلاَقِهِمْ |
| شَرْخٌ أَصَابَ الخَفْقَ بِالأَحْزَانِ |
| يَتَسَابَقُونَ لِطَحْنِهِمْ فِي غَيَّةٍ |
| مُسْتَنْفَرِينَ لِجَفْوَةٍ.. وَطِعَانِ |
| أَخْلاَقُهُمْ حَادَتْ إلى سَقْطِ الغَوَى |
| في غَفْلَةٍ عَنْ صَادِقِ الإيْمَانِ |
| فَنَرى حَيَاةَ النَّاسِ رَكْضاً لاهِثاً |
| لِلْجَاهِ.. أَوْ لِلْمَالِ.. والعُمْرَانِ |
| لا يَشْبَعُونَ مِنَ المَتَاعِ كْأَنَّهُمْ |
| جُبِلُوا على الإِسْقَاطِ والخُذْلاَنِ |
| فهُنَاكَ تَحْتَ المَاءِ خَلْقٌ آخَرُ.. |
| لا يَحْتَفي بالمَكْرِ.. والبُهْتَانِ.. |
| يَبْدو مُرِيحاً في حَمِيدِ خِصَالِهِ |
| أَزْكَى وَأَنْقَى مِنْ بَنِي الإِنْسَانِ |
| لا نُدْبَ فِيْهِ على المَدَى فَخِصَالُهُ |
| كَالسُّحْب صَافِيَةً مِنَ الأَدْرَانِ |
| لا رَكْضَ فِيْهِ إِلَى المَتَاعِ فَإنَّهُ |
| خَلْقٌ بَرِيءٌ عَاطِرُ الأَرْدَانِ |
| نَسْتَكْنِهُ الأَحْلاَمَ عَبْرَ رِِحَابِهِ |
| شَفَّافَةً كَشَقَائِقِ النُّعْمَانِ |
| فَنَهيمُ في كَنَفِ التَّأَمُّلِ سَاعَةً |
| لِنَرَى عَجِيْبَ الكَوْنِ في أَلْوَانِ |
| فَنَفِيضُ بالشُّكْرِ الجَزيلِ لِخَالِقٍ |
| جَلَّتْ لَهُ الأَسْمَاءُ عَنْ أَقْرَانِ |
| سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الخَلاَئِقَ كُلَّهَا |
| نَبْضاً وَحِسًّا.. دَائِمَ الحَرَكانِ |
| كُلٌّ يُسَبِّحُ لِلإِلَهِ بِقَلْبِهِ |
| في صُورَةٍ تُنْبِي عَنِ الشُّكْرَانِ |
| فَهُنَاكَ أَنْمَاطٌ لِكَوْنٍ طَاهِرٍ |
| يَسْمو بِهِ الإِحْسَاسُ عَنْ نُكْرَانِ |