| الحلقة ـ 2 ـ |
| (موسيقى وضجيج وأصوات مبهمة، وصوت براسكو القائد البرتغالي يقول): |
|
براسكو: حقاً يا ماركو.. إنها جزيرة جميلة.. |
|
ماركو: أجل أيها القائد براسكو.. |
|
براسكو: وما كنت أظن أننا بهذه السهولة نستولي عليها.. |
|
ماركو: سكانها من العرب لم تكن لديهم وسائل الدفاع ولا القيادة.. |
|
براسكو: ولذلك كانوا صيداً هيناً سيدي القائد.. |
|
ماركو: أما تشم هذه الروائح العطرية تنبعث من شجر هذه الجزيرة.. |
|
براسكو: أجل.. أجل.. |
|
ماركو: يجب أن نرسل منها عينات إلى بلدنا البرتغال فقد يستخرجون منها بعض العطور.. |
|
براسكو: لا بد يا سيدي القائد أن أهل هذه الجزيرة قد عرفوا قيمة هذه الأشجار واستثمروها.. |
|
ماركو: أذهب يا ماركو وتجول وأتني بأخبار أصحاب الحرف والصنائع فيها.. |
|
براسكو: سأفعل.. أمرك سيدي.. |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أحد الخطباء وهو يخطب من فوق أحد المنابر ويقول): |
|
الخطيب: أيها الناس أحمد الله إليكم وأصلي وأسلم على نبيه خاتم الأنبياء والمرسلين.. لقد سمعتم ولا شك باحتلال البرتغال النصارى فديار إخوانكم المسلمين في زنجبار.. |
|
أحد الحاضرين: وقد قتلوا الرجال واسترقوا الفتيان والفتيات بعد أن انتهكوا الأعراض وعدموا المساجد والمقدسات. |
|
الخطيب: يجب أن نخرج من هنا إلى دار السلطان نطلب منه المساعدة لإنقاذ إخواننا هناك.. |
| (تخرج الجموع في شكل مظاهرة وهي تهتف..): |
|
الجموع: الويل للبرتغال.. الويل للبرتغال.. |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت المنادي يقول): |
|
المنادي: أيها الناس.. أيها الناس.. عظمة السلطان يدعوكم للجهاد في سبيل الله لتحرير إخوانكم في زنجبار من ظلم البرتغال واستعبادهم وسيكون عظمته في طليعة المجاهدين.. |
|
صوت صادر من مكان بعيد: بسم الله الرحمن الرحيم: وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (سورة التوبة: 41). |
|
المنادي: وقد أمر عظمة السلطان بتحضير السفن اللازمة لنقل المجاهدين فخذوا في أهبة الاستعداد والله معنا.. |
|
أصوات: الله معنا الله معنا.. |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بصوت الأمواج وهي ترتطم على جوانب السفن الشراعية المقدمة إلى زنجبار وصوت ميمونة تقول): |
|
ميمونة: ما أجمل البحر يا وطفاء إذا كانت ريحه رخاء.. |
|
وطفاء: وما أفظعه إذا كانت ريحه عاصفاً يا ميمونة.. |
|
ميمونة: اللّهم أكتب لنا السلامة فسرانا طويل وبحرنا لا نهاية له.. أن أنظري يا وطفاء.. |
|
وطفاء: ماذا أنظر.. |
|
ميمونة: عظمة السلطان.. |
|
وطفاء: إنه يقف كالأسد بين رجاله الأشداء.. |
|
ميمونة: ولا شك أنه ينحرق للقاء الأعداء وسينتقم منهم بإذن الله أشد الانتقام8 |
|
وطفاء: أي نوع من السلاح تجيدين استعماله يا ميمونة.. |
|
ميمونة: الصارم البتار يا أختاه.. |
|
وطفاء: ومن هو معلمك؟ |
|
ميمونة: أخي بركات.. |
|
وطفاء: ويلى ما أشد غبائي كان يجب أن أدرك خبرتك ونت أخت بركات فارس عشيرة النباهنة.. |
|
ميمونة: وأنت يا وطفاء أي نوع من السلاح تجيدين استعماله.. |
| (يضحك ويقول): |
|
وطفاء: سلاح العيون يا ميمونة.. |
|
ميمونة: إنه أمضى سلاح.. |
|
وطفاء: إنني من عناهم الشاعر العربي حيث يقول: |
| كتب القتل والقتال علينا |
| وعلى الغانيات جر الذيول |
|
| (يتضاحكن على صوت ارتطام الموج بجوانب السفن نسمع بعدها صوت بركات يقول): |
|
بركات: أيها الأخوة في السلاح.. عظمة السلطان رسم الخطة وهو يرى أن يبقى نصف أفراد الحملة في السفن مع النساء والأولاد.. أما الرجال الأشداء السريعو الحركة الملمّون بالسباحة فيقومون بالهجوم.. |
|
أصوات: أحسنت وماذا بعد.. |
|
بركات: والرجال الباقون في السفن يحمون ظهرنا بسهامهم.. وحبذا لو انتشروا بدلاً من التجمع حتى تتوزع قوة العدو المرابط على الشاطىء.. |
|
أصوات: فليحيا السلطان.. فليحيا القائد بركات.. |
|
بركات: ها نحن نقترب من شواطىء زنجبار حيث يربض العدو وعظمة السلطان يرغب في أن يكون في طليعة المهاجمين.. وقد اقترحت عليه أن يبقى في السفينة الأولى يدير منها المعركة.. |
|
أصوات: رأي صائب.. |
|
بركات: ولكن عظمة السلطان لم يقبل وقال إنني جئت من بلادي رغبة في الجهاد والاستشهاد في سبيل الله.. ولكني أقنعته بالبقاء في السفينة الأولى لتوجيه المعركة ونحن ننزل لمواجهة العدو.. |
|
أصوات: خيراً فعلت.. |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت القائد البرتغالي براسكو يقول): |
|
براسكو: بلغني أن العرب المتوحشين يتهامسون فيما بينهم أن خطة من جماعتهم المسلمين ستأتي لإنقاذهم.. |
|
ماركو: ولكن من أين بلغهم ذلك.. |
|
براسكو: ربما من أحد القادمين بطريق البر أو البحر من بني جلدتهم.. |
|
ماركو: قد يكون ما تقوله أيها القائد صحيحاً ومع ذلك فأنا غير مصدق وأجزم بأن العرب يروجون ذلك من قبل حرب الأعصاب.. |
|
براسكو: الحيطة واجبة يا ماركو.. |
|
ماركو: رأي سديد يا سيدي.. |
|
براسكو: كذلك يجب وضع بعض السفن المزودة بالرجال في مكان لا يراه المهاجمون حتى إذا ما احتدمت المعركة خرجت هذه السفن وطوقت سفن المسلمين المغيرة.. |
|
ماركو: خطة رائعة.. رائعة جداً.. |
| * * * |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ميمونة تقول): |
|
ميمونة: ما بك يا وطفاء أراك ساهمة شاردة اللب كلما قربنا من شواطىء زنجبار أتخشين القتال أم أن هناك شيء آخر تخشينه.. |
|
وطفاء: أنا لا أخشى إلا الله يا ميمونة ولكن.. |
|
ميمونة: ولكن ماذا؟ |
|
وطفاء: أفكر في أخيك بركات وأنت.. |
|
ميمونة: أفكر في أخيك محمد إنهما يخوضان لأول مرة معركة بحرية.. لو كان اللقاء في البر ما اهتممت بذلك.. |
|
وطفاء: إذن فتفكيري وتفكيرك يلتقيان غير أننا لا نستطيع أن نمنع ما كتب لهما في اللوح المحفوظ.. |
|
ميمونة: صدقت ولكن بركات ومحمد يعرفان أين يضعان قدميهما.. |
|
وطفاء: ولكن البرتغال تمرسوا قتال البحر أكثر من العرب. وهم على البر ونحن على البحر يتحكمون فينا أكثر مما نتحكم فيهم.. |
|
ميمونة: ياه (بدهشة) يا وطفاء.. إنك تتكلمين بلغة القادة الذين تمرسوا قتال البر والبحر وأنا أعلم إلاّ أنك تمرست قتال العيون.. |
| (يضحكان وتقول وطفاء): |
|
وطفاء: لله أنت يا ميمونة.. لقد قد قلبك من صخر.. |
|
ميمونة: وقلبك قد من فالوذج.. أليس كذلك.. فلنخلع من تفكيرنا هذه الهواجس ونتوكل على الذي يقول: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (سورة الحج 40). |
|
وطفاء: صدق الله العظيم.. توكلنا على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه.. |
| * * * |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت براسكو يقول): |
|
براسكو: أأدركت الآن صدق هواجسي يا ماركو.. لقد ظهر المغيرون أمام شواطئنا فجأة وكأنهم عفاريت خرجوا من قمامهم.. |
|
ماركو: صدقت أيها القائد.. لقد ظهروا بسفنهم أمام شواطئنا قبل أن نكمل استعدادنا لمواجهتهم ولكن.. |
|
براسكو: ولكن ماذا؟ |
|
ماركو: سنبيدهم سيدي القائد.. |
|
براسكو: إنني أخشى العكس فنساء المسلمين وما تبقى من رجالهم وأولادهم الذين وضعناهم أمام جنودنا أراهن يرمين بأنفسهن في البحر والرجال يديرون صدورهم لتلقي رماحنا ونبالنا أرأيت مثل هذه الشجاعة؟ |
|
ماركو: لا يا سيدي.. إنها القمة في الشجاعة والعزة والإيمان.. إنهم يعتقدون بأن من قتل منهم بأيدينا سيذهب إلى الجنة.. |
|
براسكو: والآن ما العمل ورجالهم قد نزلوا إلى الشاطىء والتحموا مع جنودنا الذين بدأوا يفرون إلى ثكناتهم.. |
|
ماركو: والسفن التي وضعناها في المخبأ لم تستطع الخروج والالتفاف حول سفن المسلمين الذين احتاطوا لهذه الخطة فأحبطوها.. |
|
براسكو: أرى أن نفر إلى هذه السفن وننجو بأنفسنا قبل أن يبيدنا المغيرون عن بكرة أبينا.. |
|
ماركو: انج بنفسك أيها القائد.. أما أنا فسأقاتل المسلمين مع من تبقى من جنودنا حتى أهلك معهم.. |
|
براسكو: قتلتني يا ماركو.. لقد أغلقت علي سبل النجاة.. |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة تختلط بالزغاريد والأهازيج وصوت بركات يقول): |
|
بركات: الحمد لله على نصره المبين.. |
|
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. فليحيا السلطان.. من هو؟ |
|
|