| الحلقة - 4 - |
|
إبراهيم: وأريد أن أزف بشرى ثالثة.. |
|
فاطمة: ما هي يا أخي، إن جعبتك مليئة بالبشائر. هات.. |
|
إبراهيم: سيتولى عقيل بن أبي طالب عقد القران في ليلة الجمعة القادمة إن شاء الله.. |
| (وتزغرد فاطمة وتقول فاطمة): |
|
فاطمة: يا لها مفاجأة سارة. ألم يكن عندك علم بها يا عائشة.. |
|
عائشة: وأبيك والشيء الذي يحيرني هو السرعة. |
|
فاطمة: أنظري يا عائشة.. |
|
عائشة: ماذا أنظر أيضاً.. هل من مفاجآت أخرى..؟ |
|
فاطمة: بلى.. بلى.. |
|
عائشة: ما هي؟ |
|
فاطمة: والدك إنه قادم.. فاسمحي لي بالانصراف فلعلّ لديه ما يريد أن يحدثك به كما أني سأذهب لأهنأ نفسي للاحتفال بيوم زفافك. |
|
عائشة: مع السلامة. لا تنقطعي عن زيارتي فإنني في حاجة إليك أكثر من أي وقت مضى. |
|
فاطمة: سأفعل.. وعلى العين والرأس.. |
|
عائشة: سلمت يا بنت العم.. مع السلامة.. |
| (يدخل عثمان والموسيقى تصاحب دخوله ويقول): |
|
عثمان: هيه عائشة.. أراك وحدك.. |
|
عائشة: لم أكن وحدي يا أبي.. |
|
عثمان: من كان عندك.. |
|
عائشة: فاطمة ابنة عمي. |
|
عثمان: أين هي الآن.. |
|
عائشة: ذهبت قبل مجيئك إلى بيت خالها.. |
|
عثمان: ليتني أدركتها قبل ذهابها فلها عندي بشارة.. |
|
عائشة: ما هي؟ |
|
عثمان: عريس.. |
|
عائشة: من هو؟ |
|
عثمان: من شباب المسلمين الذين فروا إلينا أخيراً.. |
|
عائشة: كيف عرف فاطمة.. |
|
عثمان: طلب أن يصاهرني فأخبرته أن لي ابنة وحيدة مخطوبة لابن عمها، فسألني إن كان عند أحد من أقاربي من تصلح له فتذكرت فاطمة.. |
|
عائشة: أذكرتها له؟ |
|
عثمان: لا يا بنيتي ولكني وعدته بأن أفتش له وأخبره. |
|
عائشة: خيراً فعلت يا أبتاه.. |
|
عثمان: أترين فاطمة تقبل التزوج من غريب. |
|
عائشة: لا أدري لأن الموضوع مفاجأة لي وسيكون مفاجأة لها أيضاً ولكن. |
|
عثمان: ماذا.. |
|
عائشة: ولكن السؤال هو.. كيف الفتى؟ |
|
عثمان: شاب في الخامسة والعشرين من العمر صحيح البدن قوي البنية. حلو القسمات. حنطي اللون لا عاهة به ولا علة. |
|
عائشة: وأصله. |
|
عثمان: من قريش ومن أقارب عقيل بن أبي طالب.. |
|
عائشة: المؤهلات والصفات مكتملة والرأي لفاطمة يا أبي أولاً وأخيراً.. |
|
عثمان: صدقت. ألا تتوسطين في الأمر فتوفرين عليَّ الوقت.. |
|
عائشة: وما سر اهتمامك بالأمر يا أبتاه. |
|
عثمان: أريد أن يعقد قرانك وقران الفتى القرشي ليلة الجمعة القادمة.. |
|
عائشة: ولم هذه السرعة؟ |
|
عثمان: لأن عقيل بن أبي طالب ومن معه سيقومون بجولة في مناطق البنط للدعوة إلى الإسلام وسأكون معهم.. |
|
عائشة: حسناً.. سأرسل في طلب فاطمة لتكلمها أنت بنفسك فالموضوع من الأهمية بمكان. |
|
عثمان: لا بأس. افعلي. بورك فيك.. |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت عقيل بن أبي طالب يقول): |
|
عقيل: ما كنت أظن أن حامد المزني له هذا الإلمام الجيد بتخطيط المساجد وبنائها أنه في الحقيقة رائع لقد أثار اليوم إعجاب الجميع ولا سيما أهل هذا البلد. |
|
سهيل: لعلّه من دواعي سرورنا واعتزازنا أن تنبت بلادنا مثل هذا النابغة على أن شيئاً ما يحيرني بالنسبة لحامد هذا. |
|
عقيل: ما هو يا سهيل.. |
|
سهيل: ما هي الدوافع التي حدث به إلى ترك بلاده والمجيء معنا مع أنه يملك صنعة يمكنه أن يخدم بلده بها.. |
|
عقيل: يخيل إلى أنه خرج للدعوة والجهاد في سبيل الله وأنه عرف بذكائه أن الإسلام سينتشر وبانتشاره تصبح الحاجة ماسة إلى إنشاء مساجد وبذلك يفيد ويستفيد. |
|
سهيل: الحقيقة عبقري لماح وتقديره كان في محله. |
|
عقيل: لعلّه من حسن حظنا أن يكون بيننا مثل حامد فقد وفر علينا بالأمس جهوداً نحن بحاجة لاختزانها للمستقبل.. |
|
سهيل: لقد كان أكثرنا تحمساً لتعمير المسجد.. |
|
عقيل: آمل بعد عودتنا من رحلتنا في سبيل الدعوة للإسلام أن نجده وقد فرغ من رفع قواعد المسجد.. |
|
سهيل: إن شاء الله.. |
|
عقيل: هل أخذتم في التجهيز لرحلتنا المنتظرة؟ |
|
سهيل: بلى يا عقيل فالأخ عثمان الزيلعي قد أخذ على نفسه ترتيب جميع مستلزمات الرحلة. |
|
عقيل: جزاه الله خيراً ولكن يجب أن نساعده كما يجب أن نتولى نحن تجهيز بعض الأشياء التي نحتاجها وقد لا يعرف عثمان أننا نحتاجها. |
|
سهيل: صدقت تولى مسعود ذلك وهو كما تعلم خبير بمثل هذه الأمور. |
|
عقيل: بورك فيه. قل لي. |
|
سهيل: أقول لك ماذا؟ |
|
عقيل: كيف وجدت البلد يا سهيل التاجر؟ |
|
سهيل: المجال واسع لكني لا أستطيع أن أعطي حكماً صحيحاً إلا بعد أن تتم جولتنا المرتقبة لبقية مناطق بلاد البنط. وعلى فكره. |
|
عقيل: ماذا عندك أو في فكرك؟ |
|
سهيل: ما رأيك لو غيرنا اسم هذه البلاد؟ |
|
عقيل: ولكنه اسم تاريخي قديم عرفت به منذ عهد الفراعنة واليونان والرومان. |
|
سهيل: ولكن هذه البلاد ستصبح إسلامية بإذن الله وستتطهر من الشرك والوثنية فيجب أن تتطهر من اسمها الوثني. |
|
عقيل: رأي سديد يا سهيل ولكن.. |
|
سهيل: ولكن ماذا.. |
|
عقيل: لا أملك أنا وأنت حق تغيير الاسم بل يجب أن نأخذ رأي قادة هذا البلد قبل كل شيء وفي مقدمتهم زعيمها عثمان الزيلعي. |
|
سهيل: ولكن لم لا نختار اسماً أو أكثر من اسم ونخضعه لرأي الجماعة. |
|
عقيل: لعلّنا نفكر في هذا الأمر بعد عودتنا من رحلتنا سالمين بعون الله تعالى. |
|
سهيل: فليكن ما تريد. |
|
عقيل: لقد تأخر عثمان عن عادته في المجيء إلينا. |
|
سهيل: الغائب حجته معه. |
|
عقيل: ربما شغل بالتفتيش على عروس لخالد.. |
|
سهيل: ذكرتني بابن أبي طالب. لقد ألح خالد عليّ في متابعة موضوع زواجه من ابنة الأخ عثمان.. |
|
عقيل: عثمان يعرف واجبه. ولن يهمل طلباً كهذا. ولئن تأخر في قضائه فمرد ذلك إلى حرصه على أن يكون الطلب كاملاً مستوفياً جميع الشروط. |
|
سهيل: انظر هناك يا بن أبي طالب. |
|
عقيل: ماذا انظر؟ |
|
سهيل: عثمان يغذ في سيره إلينا.. |
|
عقيل: إنه كعادته دائب الحركة متجدد النشاط بالرغم من تقدم سنه. |
|
سهيل: لعلّه يحمل إلينا أنباء عروس خالد.. |
|
عقيل: كنت أتمنى أن تكون عائشة ابنة عثمان من نصيب خالد فهي كما سمعت من خيرة بنات هذا البلد وأكملهن جمالاً وخلقاً وتقي وصلاحاً.. |
|
سهيل: ما كل ما يتمنى المرء يدركه.. |
|
عقيل: صحيح.. ولكن مما لا شك فيه أن عثمان سوف يجد لخالد العروس الصالحة. |
|
سهيل: إن شاء الله.. |
| (يدخل عثمان وهو يلهث ويقول): |
|
عثمان: السلام عليكما.. |
|
عقيل
وسهيل: وعليك السلام.. |
|
عثمان: لقد تأخرت من عادتي في القدوم إليكما فأرجو المعذرة.. |
|
عقيل: لا لوم ولا عتاب فقد عذرناك ولا سيما ونحن نعرف سبب تأخرك. |
|
سهيل: في كل تأخيره خيرة.. عسى إنك وفّقت في مسعاك.. |
|
عثمان: أقول إن شاء الله لأن الفتاة ابنة أخي المرحوم.. |
|
عقيل: أهي أخت إبراهيم.. |
|
عثمان: بلى يا بن أبي طالب.. |
|
عقيل: وإني أزكيها وإن لم أعرف شيئاً عنها طالما هي أخت إبراهيم وابنة أخيك ولعمري أنه من حسن حظ خالد يا سهيل.. |
|
سهيل: الحمد لله.. الحمد لله.. |
|
عقيل: إذن فسنعقد قرانها مع قران ابنة عثمان.. |
|
سهيل: على بركة الله.. |
|
عقيل: ولا سيما وأننا سنعتمد بعد الله على إبراهيم وخالد وحامد المزني في الإسراع في تعمير المسجد لعلّنا نستطيع بعون الله الصلاة فيه بعد عودتنا من رحلتنا.. |
|
سهيل
وعثمان: إن شاء الله.. إن شاء الله.. |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عائشة تقول): |
|
عائشة: لا شك أنها كانت مفاجأة لك يا فاطمة.. |
|
فاطمة: وأية مفاجأة يا عائشة. لقد ألجمتني فلم أستطع كما رأيت أن أجيب عمي على طلبه. |
|
عائشة: ولكنه اعتبر سكوتك إقراراً.. |
|
فاطمة: إنه يعلم في قرارة نفسه أني لا أخرج على إرادته وإنني طوع بنانه إنه لا يريد لي إلا الخير.. |
|
عائشة: ما في ذلك شك. ولكن ما وقع النبأ على إبراهيم..؟ |
|
عائشة: إبراهيم علم به قبلي فقد استشاره عمي قبل أن يفاتحني في الأمر.. |
|
عائشة: إذن إبراهيم كان موافقاً.. |
|
فاطمة: بلى يا عائشة بلى. |
|
عائشة: أتراه يعرف خالد هذا؟ |
|
فاطمة: أجل إنهما يعملان معاً في بناء المسجد وقد توثقت الصلات بينهما وكم من مرة سمعته يثني على خالد ويمتدحه.. |
|
عائشة: وأنت هل رأيت خالد؟ |
|
فاطمة: كنت ألمحه عندما يزور أخي أو عندما أمر بقرب المسجد الذي يشتغل فيه مع أخي.. |
|
عائشة: قولي لي يا فاطمة.. |
|
فاطمة: ماذا أقول لك؟ |
|
عائشة: هل أنت راضية في قرارة نفسك بالعريس أو أن حياءك من عمك وأخيك يستر صورة الحقيقة في نفسك.. |
|
فاطمة: صدقيني إنني راغبة راضية كل الرضا.. |
|
عائشة: لقد أشعت السرور في نفسي.. مبروك.. ألف مبروك.. |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بأمواج البحر وتلاطمها بالسفن نسمع بعدها صوت إبراهيم يقول): |
|
إبراهيم: تعال يا عمي تعال.. |
|
عثمان ما وراءك يا إبراهيم.. |
|
إبراهيم: سفن وركاب.. |
|
عثمان: أهم من العرب أم من غيرهم.. |
|
إبراهيم: لا أستطيع الجزم لأن السفن ما تزال بعيدة عن مدى بصري.. |
|
عثمان: يا مرحبا بهم يا مرحبا أياً كانوا.. |
|
إبراهيم: حتى لو كانوا من المشركين.. |
|
عثمان: هؤلاء لهم السيوف والحراب. |
|
إبراهيم: أأنقل الخبر إلى عقيل بن أبي طالب؟ |
|
عثمان: أسرع يا بني أسرع وسألحق بك بعد أن احتاط للأمر ولعلّ القادمين من الأعداء.. |
|
عائشة: كفانا الله شر الأعداء يا أبتاه. إن قلبي يحدثني أن ركاب السفن من العرب المسلمين.. |
|
عثمان: عسى أن يصدق حديث قلبك يا بنيتي.. |
|
عائشة: إني واثقة يا أبي فالذين يملكون السفن في هذه الأيام هم العرب المسلمون ولا أحد سواهم. |
|
عثمان: حسناً سأذهب لاتخاذ الاجراءات اللازمة للطوارىء.. |
|
عائشة: أبي أنتظر قليلاً فإبراهيم قادم إلينا وهو يركض.. |
|
عثمان: لعلّه يحمل أخبار سارة إلينا.. |
|
عائشة: إن شاء الله.. |
| (يدخل إبراهيم وهو يلهث ويقول): |
|
إبراهيم: البشرى يا عماه.. |
|
عثمان: بشّرك الله بالخير. ما وراءك.. |
|
إبراهيم: ركاب السفن من العرب المسلمين.. |
|
عثمان: الحمد لله هيا بنا نستقبل القادمين ومن ثم نستكمل الاستعدادات اللازمة لزفاف عائشة وفاطمة ليكون عرساً لم تشهد بلادنا مثله إن شاء الله.. |
|
|