| كُلُّ شِعرٍ، وإنْ شَفى في (بيَانهِ) |
| دونَ هذا المَدى، وَدونَ رِهَانِه |
| عَظُمَتْ نِعمةٌ من اللَّهِ تنمو |
| في "سُعودِ" و "عَصرِهِ" و"أوانِهِ" |
| تشرئبُّ الأبصارُ فيها، وتَعلو |
| هَامةُ المَجدِ، في ذُرى بُنيانِه |
| أيُّ يومٍ -هذا- على الدَّهرِ باقٍ |
| و(جَلالٍ) زهى على أقرانِه؟؟! |
| كُلَّما شئتُ أنْ أُمثِّلَ معنىً |
| طَارَ قَلبي – يَزُفُّ في خَفَقاتِه |
| لم يَرُقْني بِموقِف مستجادٌ |
| أو معادٌ يُملُّ في (مَلوانِه) |
| بل كأنَّ السماءَ، والأرضَ حولي |
| موكبٌ يستجيشُني بِلِسانِه |
| رَاعني فيه أَنَّهُ (الحَلقُ) طُراً |
| و(التَّحايَا) تَرِفُّ في إيمَانِه |
| في عبيرٍ من الزُّهُورِ، ورجعٍ |
| كالنَّسيمِ العَليل في تَحنانِه |
| قمتُ فيه على تَفاهةِ شِعري |
| هاتفاً بالثَّناءِ عن "حَسَّانِه" |
| ليتَ شِعري، أفي اللُّغاتِ غِناءٌ |
| عن شٌعورٍ يَمورُ في عُنفُوانِهِ؟؟!! |
| طلعةُ الشَّمسِ، وَهي في الرأد أهدى |
| من حديثِ الضُّحى – ومن تِبيانِهِ |
| إيهِ! ياطَيْبةَ الرَّسولِ، وطُوبى |
| أنتِ للّهِ "رَوضةٌ" من جِنَانِه |
| أرجٌ عَابِقٌ، ونورٌ مُبينٌ |
| بَهَرَ المشرِقَينِ، في إبَّانِه |
| مدَّهُ اللَّهُ للفَرادِيسِ جِسراً |
| و"سِراجاً" يَشِعُّ من فُرقَانِه |
| أنتِ مَثوى "النَّبيِّ" حِسا، ومعنىً |
| ورؤىَ طَيفِهِ، ولهوى جِنانِه |
| يَرشِفُ الصبحُ من ثناياك غَراً |
| سرَّ إشعَاعِهِ وصَفْوَ دِنَانِه |
| ويكادُ الدُّجَى - وراءَك - يَعدو |
| واجفَ القلبِ، هارباً من جِرانِه!! |
| مُشفقاً أن يُلمَّ مِنكِ بِأُفُقٍ |
| (نبويٍّ)، ولو ثَنى من عنَانِه |
| يا نَبِيَّ (الهُدَى) عليكَ (صَلاةٌ) |
| و(سلامٌ) مُرقَّرقٌ في جُمَانِه |
| وعلى (صَاحِبَيْكَ) و(الآلِ) تَترى |
| مارسَتْ (بالعَقيقِ) شُّمُّ رعانِه |
| ما عساني أقول؟ و(الوَحيُ) يُتلَى |
| بك في (مورِهِ) وفي (رَحمانِه)؟؟!! |
| أفأرقى إليكَ بالشِّعرِ وَصْف |
| بعد (آيِ التَّنزيلِ) – أو ألحَانِه |
| (سورةُ الكوثرِ) الوجيزةُ أغنتْ |
| عن (عَروضِ الخَليلِ) أو أوزَانِه |
| إنَّما (الدَّمعُ) من جُفوني (لَفظٌ) |
| و"المَعاني" سكَبْتُها في (جِفانِه)!! |
| وإذا لم أطِقْ لِعيي (بثاً) |
| كان حبي الشفيعَ في مِيدانِه |
| عاذِري فيكَ أنَّ قَدْرَكَ أعلى |
| وبِحسبي (الإخلاصَ) في أرنانِه!! |
| ثم ما عِشتُ دونَ (هَدِيكَ) أرغى |
| مزيداً (بالصحيحِ) من عِرفَانِه |
| عَمرُكَ اللَّهُ يا "أبا الفَهدِ" وهنَأ |
| "بالبِناءِ العَتيدِ" واستِحسَانِه |
| بالذي تأرَزُ العِبادُ إليهِ |
| ويَشِعُّ "التَّوحيدُ" من عِمداَنِه |
| إنّهُ في (الخُلودِ) آيةُ صِدقٍ |
| كَسُطُوعِ النَّهارِ في بُرهَانِهِ |
| (قُربةٌ) للسُّعودِ تَربو، وهذا |
| صَرحُهُ المُشْمَخِرُّ، في طَيلَسَانِه |
| شاده مَرمراً، وغشَّاه تِبراً |
| واسبطرَّ (الإسلامُ) في (عِمرانِه) |
| (لأبِيهِ العظيمِ) فَضلُ ابتداءٍ |
| وله ما أتَمَّ في حسبَانِه |
| إنَّ "عبدَ العزيزِ" طابَ ثَراهُ |
| لا يُنسى شُكرهُ على إحسَانِه |
| في (سُعودٍ) يبقى، ويسطعُ بدراً |
| ويُعيدُ (التَّاريخَ) في رِيعَانِه |
| غبرتَ قَبلَهُ (الأُناسيُّ) شتَّى |
| (مسجدٌ) (ذَرعُهُ)، رهينُ مَكانِه |
| وجَلا اللَّهُ ضيقَهُ "بسُعودٍ" |
| وارتَضاهُ، لدعمِهِ، وصِيَانِه |
| حيثُ لم يذخُرَ "الملايينَ" فيه |
| باذلاً ما يرِيعُ في (مِيزَانِه) |
| هو رمزٌ على (تُقَاهُ) وكنزٌ |
| يومَ يُجزى الأضعافَ عن بنيَانِه!! |
| ولقد تعلمُ البَرايا – جميعاً |
| أنَّه كالعُبابِ في فَيضَانِه |
| (ثانيَ القِبلتَينِ) و(القُدسُ) أدرى |
| بجُدى كَفِّهِ، وجودِ بَنَانِه |
| جادَه الغيثُ من يديهِ مَلئاً |
| من دنانيرِهِ – ومن عِقيانِه |
| وحَباهُ بكُلِّ غالٍ، ومَهما |
| كان مقدارُهُ على – إمعَانِه |
| وانتحى (المسجد الحرام) حثيثاً |
| في (تَصامِيمهِ) وفي (إيمانِه) |
| زانَ "أمَّ القُرى" فأغنى، وأقنى |
| ليرَى (المِشعَرينِ) رأى عَنَانِه |
| لا (نداءَ) إلا التَّهالِيلُ فيها |
| وسِوى (الحمدِ) صاعداً في عَنَانِه |
| وحفَا فِيهُما (الخَمائلُ) عَبقَى |
| بين (وشيِ) الرَّبيعِ أو أُقحوانِه!! |
| ووريفُ الظِّلالِ يَمتَدُّ رَحباً |
| (للمصلينَ) شَائِقاً باستِنَانِه |
| (الرواقُ) الفسيحُ، و(البيتُ) منه |
| (بهجةَ النَّاظرينَ) في (أركانِه) |
| تتهادى (الأستارُ) منه اغتباطاً |
| ويفوحُ العَبيرُ من أردَانِه |
| وتُزاحُ القصورُ عنه (بعيداً) |
| ثم يُجنى الضِّياءُ من أفنَانِه |
| ويضمُّ "الحجيجَ" لو كان ضعفاً |
| بعدَ تحشِيدِهِ، وبعدَ احتجانِه! |
| ذلكم، و(البيوتُ) للَّهِ مثنى |
| وفُرادَى، أثيرةٌ في (كِيانِه) |
| كُلُّ حَيٍّ، وكُلُّ رَيِعٍ، ونجعٍ |
| (بالمحاريبِ) يَزدهي - و(أذانِه) |
| لا تَرى العينُ من قَذىً فيه، إلا |
| كُلَّ مستبصرٍ – إلى (دَيَّانِه) |
| ذلك الفَخْرُ – لا يُكابرُ – حقاً |
| يَقصُرُ الوصفُ دونَه في حِسانِه |
| أكبرتْهُ (مساجدُ اللَّهِ) طُراً |
| من (ثلاثٍ) نِيطتْ إلى رِضوانِه |
| لا تُشدُّ الرِّحالُ، إلا إليهَا |
| وبها "البيِّناتُ" في (قُرآنِه) |
| أذِنَ اللَّهُ – بالحياةِ – لِشعبٍ |
| يتجلَّى الطموحُ في (فِتَيانِه) |
| كنسورِ السَّماءِ، كالبَرْقِ ومضاً |
| كالفِرندِ الصَّقِيلِ في لَمعَانِه |
| إيهِ ما الشِّعرُ وما يَظنُّ فَريقٌ |
| أنَّه الهَذْرُ، أو رُقَى شَيطانِه |
| إنه (الحكمةُ) وما يَظنُّ لا تُمارى |
| (بهُدى اللَّهِ) – وابتغاءِ أمانِه |
| يَحسَبُ الجَّاهِلونَ كُلَّ (القَوافي) |
| شَقشقاتٍ من الهوى، أو هوانِه |
| وهي في (المَجدِ) – ما جَلتْهُ عروسٌ |
| في (حُلاها) و(فلذةٌ) من جِنانِه |
| أتُرانا – ونحنُ أشهادُ صِدقٍ |
| نَجْحَدُ اللَّهَ فضلَهُ في امتِنَانِه؟!! |
| أنصَفتْنا – لو استطاعتْ – جواباً |
| هذه (الرَّاسِياتُ) من أكونِه!! |
| ألفُ شهر، وألفُ عَامٍ، توالتْ |
| شاحاباتٍ من الضَّنَا وضِنَانِه!! |
| لم يُشَيَّدْ خِلالَها – وهي دهرٌ |
| ما بناهُ "السُّعودُ" في أوطانِه |
| (أُحدٌ) أو (ثبيرٌ) في إثِرِ (رَضوى) |
| كلُّها النَّاهلاتُ في أحضانِه |
| ومُتونُ (السَّراةِ) قبلَ (العَوالي) |
| ألسُنٌ لا تَغُبُّ عن شُكرانِه |
| وسواءٌ في عَطفِهِ – كلُّ قُطرٍ |
| من قُرى شعبهِ، ومن بُلدانِه |
| يستوي في جُداه – شرقاً، وغرباً |
| ذو (مشاريفهِ)، وذو (أكنَانِه)!!! |
| يا مليكي الذي أُحبُّ، وأفدي |
| ومنى شَعبِهِ، وبُشرى زَمانِه |
| لا أرى (البُحتِريَّ) إلاَّ – انبهاراً |
| رافعاً من يَديه في إذعَانِه |
| أين مِنه، ومِن (جَريرٍ) و(كَعبٍ) |
| دَركْ هذا المَدى، وكسبُ رِهَانِه |
| ما كهذا الجَّمَالُ في الأرضِ (صَرحٌ) |
| هو لِلَّهِ وحدَه في ارتهانِهِ |
| أثر خَالد، (لعهدِ سُعودٍ) |
| مُشرقٌ سِرُّهُ على (إعلانِه)!! |
| قد حَمِدنَا السُّري إليه صبَاحاً |
| وسَبكنا الشُّموسَ في (مِهرَجَانِه) |
| أيُّها الحَافِظُ (الرسولَ) اقتراباً |
| وفي (هُدى شَرعِهِ) وفي (جِيرانِه) |
| مَحضَتْكَ (المدينةُ) الحُبَّ، حَتى |
| لَترى الحُبَّ من وراءِ اكتِنَانِه!! |
| بَوَّأتْكَ (الأقدارُ) في الشعبِ (عَرشاً) |
| بين أرواحِهِ – وفي أبدانِه |
| أنتَ منه (ضياءُ عينيهِ) إلاّ |
| أنَّهُ منك (فيصلٌ) في حَنانِه |
| أيُّها الحَاشِدونَ حَولَ (المُصلَّى) |
| عن شِمالِيِّهِ، وعن أيمَانِه |
| أيُّها الوَافِدونَ من كُلِّ مِصرٍ |
| في (مصابِيحِهِ) وفي (غَرانِه) |
| أيُّها المُسلمونَ – مَرحى، ومَرحى |
| (بسعُودٍ) وفَأْلِهِ، واقتِرانِه |
| نَبِّئوا النَّاسَ خَلفَكُم ما رأيْتُمْ |
| وسَمِعْتُمْ، من عَدلِهِ وأمانِه |
| وانشُروهُ على البَرايَا سَلاماً |
| من رَوابي (اللِّوى) وأكنافِ (بانِه) |
| هوَ لا ريبَ (أمَّةٌ) في (إمامٍ) |
| وهو (حَامي الحِمى) بِحدِّ سِنَانِه |
| خيرةُ اللّهِ في (المُلوكِ) وأَنَّى |
| يُدركُ (اللاَّحِقُونَ) فَضلَ عَنَانِه |
| مستَهِلٌّ بِراحتَيهِ، كريمٌ |
| وحَليمٌ على جَلالةِ شَانِه |
| يَسعُ (المُؤمنينَ) بِراً، وبِشْراً |
| ويلمُّ الشَّتَاتَ في (عنوانِه)!! |
| وتنامُ العيونُ، وهو (المُعَنَّى) |
| في رِضا رَبِّهِ، وفي سُلطانِه |
| عِشتَ يا مِعقلَ (الشَّريعةِ) ذُخراً |
| ومَنَاراً نُهدي عَلى وَهَجَانِه |
| ولك النَّصرُ، والبَقاءُ طَويلاً |
| ما شَدا بُلبلٌ على أَغصانِه |