شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صلاةُ الفجرِ في المسجدِ الحرامِ (1)
تحرى انبلاجَ (الفجرِ) و (الخيطُ أسودُ)
وفي قلبِهِ نَجوى التُّقى تَتَرَدَّدُ
وخفَّ إلى (مَولاهُ) يلتمسُ الهُدى
وما كان يَسعى إنما انقضَّ يَحفِدُ
تُسابِقُهُ (الأقدامُ) وهي طليقةٌ
ويَحفِزُهُ (الأيمانُ) وهو (مُقيَّدُ)
* * *
مضى (الليلُ) إلا نصفُهُ مُتجافياً
بجنبيهِ إذ حَلس (المضاجعِ) يَهجدُ
فما غلبتْه عينُه عن (فَريضةٍ)
ولا باتَ في (غيرِ الفَضائِلِ) يَسهدُ
أخو خَطَراتٍ تَحسَبُ (الشمس في
الضُّحى) شبيهاً بها أو أنَّه هو (فَرقَدُ)
* * *
تمارى بهِ (الشيطانُ) رَكضاً بخيلِهِ
وفي (رَجِلِه) شرُ الذي هو يرعدُ
فما هي إلا طاعةُ اللَّهِ وحدَهُ
تُناديهِ: أقْبِلْ أيُّها (المُتعبِّدُ)
* * *
وينهضُ في أجفانِهِ سِنةُ الكرى
وفي كُلِّ عُضو وثبةٌ وتَشهُّدُ
وينظرُ في كَبدِ السماءِ (كَواكباً)
(مَصابيحَ) منها (للرُّجومِ) مُسدَّدُ
إذا هي ألقتْ في الدياجي شُعاعَها
رأيتَ بها (القهارَ) كيف يُمَجَّدُ
كأني بهِ والذكرُ يَملأُ قلبَهُ
(مَلاكاً) سِوى أنَّ (ابنَ آدم) يُجهَدُ
* * *
وها هو في عَرضِ الطريقِ لسانُه
بتسبيحِ (رب الناسِ) لا يتعقَّدُ
تُحيطُ بهِ من رَحمةِ اللَّهِ هَالةٌ
منَ (النورِ) فيما ينتويهِ ويَقصِدُ
* * *
ويملِكُهُ الإحساسُ في كُلِّ نَبضةٍ
خُشوعاً ويَمضي (للصلاةِ) ويَسجُدُ
* * *
مشى وكأنَّ الأرضَ تُطوى أمامَهُ
وطافَ (ببيتِ اللَّهِ) والقومُ هُجَّدُ
ودوّىَ أذانُ الصُّبحِ من كُلِّ مَرقَبٍ
كأنَّ به (أمُّ القُرى) تَتَحَرَّدُ
وسالتْ (رُبى الوادي) بكُلِّ مُهللٍ
عليه من اللأَّلاءِ بُآءٌ مُجَدَّدُ
يَخافُ ويَرجو اللَّهَ وهي (عقيدةٌ)
ويَلتمسُ (الغُفرانَ) وهو مُوحِّدُ
فما ابتدأتْ دُنياهُ إلا لِتنتهي
إلى (الخُلدِ) والعَوْدِ المُخلَّدِ أحمدُ
* * *
رنا فتجلتْ كعبةُ اللَّهِ حَولَهُ
مُهدلةَ الأستارِ وهي تَأوَّدُ
عليها ثيابُ الخزِّ لا هي سُندسٌ
ولا هي دِيباجٌ ولا هي (مَجسدُ)
ولكنَّها روحٌ من اللَّهِ سَابغٌ
يَفيضُ بإشعاعٍ بها الروحُ تَنجدُ
تُطيرُ حَفافِيها القلوبَ وتنتحي
إلى الملأ الأعلى وتَهنى وتَسعَدُ
* * *
وأقبلَ تِلقَاءَ (الصَّفا) في وَقارِهِ
(إمامٌ) كأن الدينَ فيه مجسَّدُ
يُرتِّلُ في (المِحرابِ) آياتِ ربِّهِ
(مَثانيَ) غُرّاً قد تَلاها (مُحمَّدُ)
إذا ما اقشعرتْ من صَداها جُلودُنا
خَررنا كما يَهوى إلى الأرضِ مِقعَدُ
* * *
كأنَّ صفوفَ (المؤمنينَ) وراءَه
(مواكبُ) في الفِردوسِ تَدنو وتبعُدُ
أو أنَّ قلوبَ المُخبتينَ تَجاوبتْ
خمائلُ فيها الصادحاتُ تُغردُ
* * *
ألا إنَّها (سِرُّ الحَياةِ) وإنَّما
بها المرءُ يَنأى عن هَواهُ ويَصمُدُ
وما خيرَ عيشٍ يُغمِضُ المَرءُ جَفنَهُ
عليه إذا فاتَ (الرَقيبانِ) مَشهَدُ
* * *
سواءٌ عَلينا أنْ نُؤدي (صَلاتَنا)
(أذابَ لجينٌ) أم (تجمَّدَ عَسجَدُ)
فيا فَالِقَ الإصباحِ أنت وليُّنا
وفيكَ استقَمْنا أنَّك اللَّهُ تُعبَدُ
إعِنَّا على التَّوفيقِ واهدِ قُلوبَنَا
إلى كلِّ ما فيه بكَ الخيرُ يُنشدُ
ومكِّنْ لنا فيما بِهِ الحقُ يَعتلي
وما أنتَ تَرضاهُ وما هو يَصعَدُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :689  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 468 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.