| يُؤنِّبني على خوفي جُربيٌ |
| تقحّمَ فامتطى الجوَ اختبارا |
| ولو يَدري حقيقةَ ما بنفسي |
| لبدَّلَ لَومه مِنّي اعتذارا |
| قدمتُ إِلى (المطار) وفي فؤادي |
| خواطرُ نقعُها أمسى مَثارا |
| تُحلِّق بي إِلى (الأَفلاك) عَزما |
| وتهبِطُ بي إلى (القاعِ) ادِّكارا |
| تُرددُ بين سَمعيَّ انتهارا |
| أصَختُ إليه كُرهاً واختيارا |
| وناجتني الهواجسُ في هُدوءٍ |
| حذارِ فما تَرى إلاّ اغترارا |
| تمهَّلْ وانظرِ الحمسَ ابتداءً |
| إذا ما النسرُ حَفَّ بِهم وطارا |
| ودأبُ (العقلِ) تفكيرٌ ورَيثٌ |
| ولا سيما إِذا خشي العِتَارا |
| وفاجأني "الرِّفاقُ" بكلِّ جدٍّ |
| أنْ اقدِمْ: قلتُ: لا أجِدُ اضطرارا |
| فَلَجُّوا حيثُ لا أدري اَحقٌّ |
| دُعاءُ (الرَّهطِ) أو بطلٌ أَغَارا |
| وما أنا بالذي في (الجوِّ) أبدُو |
| (كأكنرَ) لا ولا أغدو (كنارا) |
| ولكن جولةٌ فيها (جَديدٌ) |
| كيومِ غدٍ عن الرائي تَوارى |
| وأشجاني التريثُ رَغمَ أنفي |
| كما قد هَالني الأمرُ افتكارا |
| وجازَ بي الخيالُ على (الضحايا) |
| وأَنَّ (الفنَّ) ما بَرِح ابتكارا |
| فرجحَّتُ الوقوفَ فعاجلوني |
| فضقتُ وعدتُ أدراجي فِرارا |
| ولستُ بأولِ النّابينَ عنها |
| فكم لاقيتُ أمثالي جِهارا |
| وكم في (الغربِ) من بطلٍ عظيم |
| تجنَّبَ عن مخاطرِها ازوِرارا |
| على أني اطمأنَّ لها جَناني |
| وقد طافتْ بمن ركِبوا مِرارا |
| فلم أجبُنْ ولكن أدهشتني |
| (مباغتةٌ) تحيط بي اقتدارا |
| ولو أُمهلتُ للشوط المُثنّى |
| لكنتُ بصدرِها العاتي (هَزارا) |
| كهذا "اللاّئمي" لم يَرْقَ فيها |
| بدون تَردُّدٍ حتى استخارا |
| فلما حلّقَتْ (خمساً) و (سبعاً) |
| وكانت كُلَّما انطلقتْ يُحارا |
| تقدمَ حيثُ لا يخشى فأضحى |
| هو (الخمسونَ) عدَّا واشتهارا |
| وسوف يراني (المِقدامُ) يوماً |
| أُسابِقُ فوقَ صهوتها النَّهارا |
| على متنِ الكواسرِ يومَ تعلو |
| (سعوديةً) فتنتظمُ الدِّيَارا |