| جَرى الوادي فبِشرٌ للبوَادي |
| وزهرُ الخِصبِ في (الزَّرقا) بوادي |
| لعَمرُ أَبيكَ ما شاهدتُ أبهى |
| لِعينِ المَرءِ من طَلِّ الغَوادي |
| ولا كالسيل يَجري مِثلَ أفعى |
| تَلَفَّعُ بالبَياضِ وبالسوادِ |
| تُصَببُ من ثنياتِ (المُعَلَّى) |
| ومن صم الجَنادلِ في (جِيادِ) |
| ومرُّ طريقُه يختالُ تِيها |
| كما اختالَ الفَوارسُ بالجِيادِ |
| لقد عمَّ الحِجازَ الغيثُ حتى |
| عَلتْ بالحمدِ أصواتُ الجَّمَادِ |
| هنيئاً يا بَني قَومي مَرِيئاً |
| بما أولاكُمُ ربُّ العِبادِ |
| فهذي رحمةُ المَولى أَطلَّتْ |
| ومنها الخيرُ يُرجى بِازدِيَادِ |
| فَصُوغوا الشُّكرَ تَرعاكُم عيونٌ |
| بها تَجري العُيونُ على اطِّرادِ |
| ولا عجبٌ إذا ما السُّحبُ سَحَّتْ |
| على أرجائِنا وبِكُلِّ نَادِ |
| فإنَّا أهلُ بيتِ اللهِ نرجو |
| بِجِيرَتِهِ السَّعادةَ للتنادِ |
| وكيف وقدْ تولانا (مليكٌ) |
| يسيرُ بِنا إلى سُبُلِ الرَّشادِ |
| ويحكمُ بالكتابِ بكُلِّ أَمرٍ |
| بهِ الرأيُ المُوَفَّقُ بِالسَّدادِ |
| فَقُلْ يا صاحبي إِنْ جُزتَ يوماً |
| على مَن ظَلَّ يهتفُ للأَعادي |
| ويمنعُ عن بلادِ اللهِ حقاً |
| صَريحاً دونَه خَرطُ القَتَادِ |
| ويرقُبُ أنْ يرى فينا نَكالاً |
| وعُسراً وانخذالاً للعَوادي |
| ألا فاشهدْ منازِلَنَا (بفخ) |
| وبهجَتَنَا بحلباتِ الطِّرادِ |
| إذ ازدانتْ مجالسُنَا بأُنسٍ |
| تُرنِّحُ عِطفُها منه الهَوادي |
| لتنظرَ من (رُعاةِ الشاةِ) قلباً |
| وما منهم سوى خِدنُ الصِّعَادِ |
| تَربى بين أكنافِ العَوالي |
| وليس يَهُمُّهُ غيرَ الجِلادِ |
| وبالنَّعمَاءِ يَرفُلُ في حُبورٍ |
| وبالإنشادِ يَهزِجُ كلُّ جَادي |
| على القنات قد شَبَّتْ وشابت |
| بنارِ الجُودِ أبكارُ الصِلادِ |
| فلا الأبوابُ يعروها وِصادٌ |
| وبالأرواءِ ينجعُ كلُّ صادِ |
| إذن لغشيتَ من حَسدٍ وغِلٍ |
| وأُبتَ وأنتَ محروقَ الفُؤادِ |
| تُرتلُ من حديثِ العُربِ قَولي |
| (جرى الوادي فبُشرى لِلبوادي) |