| نَعمْ قدِ استسمَن الأقوامُ ذا ورمِ |
| وأحسنوا الظنَّ في (جمعيةِ الأُممِ) |
| وأمَّلوا أنَّهَا تَسعى لِصَالِحِهِمْ |
| سُرعانَ ما خابَ فيها الفالُ مِن أُممِ |
| عَنَتْ لأغراضِ أوربَا وأنطقَهَا |
| ضدَّ المواثيقِ من حَادوا عن الذِّمَمِ |
| ألا فحسبُ بني قَحطانَ مَعذِرةً |
| أنَّ الأعاجمَ تحدُوهم على النقمِ |
| كُنَّا على وَجَلٍ من أنْ يُرادَ بِنا |
| ذُلاً وهيهاتَ يَرضاهُ أخو شَمَمِ |
| حتى استبانَ الخَفَا عن فِتيةٍ حَسِبوا |
| أن الأنَامَ نيامٌ في دُجى الظُّلَمِ |
| تربعوا في مِنصَّاتٍ وأَروقَةٍ |
| لا يشعرونَ بما نلقاهُ من أَلمِ |
| وأجمعوا أمرَهُمْ بالخَسفِ يُرهِقُنا |
| لَبِئسَ ما فَعلوا (والويلُ) للحكمِ |
| ثوبوا إلى الرُّشدِ واستملوا ضَمائِرَكُمْ |
| وطهِّروا حِزْبَكُم من كُلِّ مُتَّهَمِ |
| وإنْ تَظلوا على هَذا الغُرورِ فما |
| نتيجةُ الضَّغطِ غيرَ الحِقدِ والضِّرَمِ |
| لَتُصبِحُنَّ حَيارى لا يُنادِمُكُمْ |
| فوقَ الأرائكِ إلاَّ كلُّ مُهتَضَمِ |
| واصطلى العالمُ (الغربيُّ) عن كثبٍ |
| حَرباً عَواناً تقودُ الطِفلَ للهَرَمِ |
| كفاكُمُ يا دُهاةَ الغَربِ مَوعِظَةٍ |
| (ما يومُ غليومَ
(2)
عن أبصارِنا بَعَمِي) |
| مهلاً بني يَعْرُبٍ فالجَّهدُ مُتَّصلٌ |
| مهما تجدْها عن الأصواتِ في صَممِ |
| فإِنْ صغتْ نحونا أسماعُها وصَفَتْ |
| بها السَّرائرُ أخلدْنَا إلى السلمِ |
| وإِنْ أصرَّتْ على العُدوانِ نُرغِمُها |
| على العُدولِ بسيفِ (الحقِ) والقَلمِ |