| حي الهدى والمجدَ في ابنِ محَمَّدِ
(2)
|
| والمنتمي شَرفاً لأكرمِ مَحْتَدِ |
| حي العظيمَ ابنَ العظيمِ ومن بهِ |
| يَعتزُّ كلُّ مُسربَلٍ ومُجنَّدِ |
| العاهلَ الفذَّ المكللَ فِرقُهُ |
| (بجهادِهِ) المُتواصِلِ المُتجددِ |
| ضيفَ المليكِ وصِنوَهُ وحبيبَه |
| ومناطَ آمالِ التُّقاةِ العُبَّدِ |
| * * * |
| إنَّ القَوافي وَهي فيك رَصائعٌ |
| يَرنو إليك بها البيانُ ويَجتدي |
| أنَّى لَها استقصاءَ ما شيدتَه |
| ورفعتَه من أبلقٍ ومُمرَّدِ |
| (فردوسُنا المفقودُ) عادَ جمالُه |
| وجلالُه في شعبِكَ المُتوحدِ |
| ومن الرياضِ إلى الرَّباطِ تجاوبتْ |
| أصداؤُك العُليا بأعراقِ مَولِدِ |
| * * * |
| أَعظِمْ بها من زوْرةٍ ميمونةٍ |
| وبها التَّضامُنُ لا يغبُّ عن الغَدِ |
| أهلاً بذي المَجدِ الأثيلِ كأنَما |
| بِضيائِهِ يَهمي شعاعُ الفرقدِ |
| الأبلجِ القسماتِ ذي التاجِ الذي |
| قد صِيغَ بالإِيمانِ لا بالعَسجَدِ |
| أهلاً بهذا النورِ بالحَسَنِ الذي |
| هو (فَيصلٌ) في ضَيفِهِ المُتودِّدِ |
| ما أنتما للحقِ إلا حصنُهُ |
| في عَالمٍ مُتحيِّرٍ مُتمرِّدِ |
| * * * |
| لك (مكةٌ) و (المَروتانِ) و (طيبةٌ) |
| والدينُ والدنيا تَزينُ بأصيَدِ |
| إنَّ (المُحيطَ) مع الخَليجِ تَصافحا |
| وتناصَحا بمعضَدٍ ومُؤيَدِ |
| وتآزرَ الإسلامُ طُراً فيكُما |
| مُتهللاً بموفقٍ ومُسددِ |
| * * * |
| ما كان فيصلُ في رُبوعِكَ واحداً |
| بل كان يجمعُ شَعبَهُ في مُفردِ |
| واليومَ تشهدُها مَشاعرَ أمةٍ |
| بالحمدِ تصدَحُ من جِوارِ (المَسجِدِ) |
| ما أنت منه سِوى أخيهِ عقيدةً |
| وكِلاكُما للهُ أمنعُ مِرصدِ |
| أيان ما انهلَّ الحيا بعهادِهِ |
| فخراجُه لكُما البَنانُ إلى اليدِ |
| ووشائجُ (القُربى) نياطَ قلوبِنا |
| ما بين (تَطوانٍ) و (بُرقَة ثَهمَدِ) |
| والشرقُ غربٌ في أسودِ عَرينِهِ |
| والغربُ شرقٌ في الحِفاظِ السَّرمدي |
| وهما المفاخرُ والمَنابرُ تلتقي |
| بهما الخلائقُ في الكتابِ وتَهتدي |
| ولقصرِكَ الزهراءِ في شُرفاتِهِ |
| وروائِهِ المُترقرِقِ المُتجدِّدِ |
| وكأن قُرطبةً بِهِ قد أُنشرتْ |
| تزهو بكُلِّ مدرَّعٍ ومُسرَّدِ |
| وبكُلِّ مَوهوبٍ وكل غَضنفَرٍ |
| وبكُلِّ بانٍ للعُلى ومُشيِّدِ |
| وبكُلِّ ذي قلبٍ سليمٍ طاهرٍ |
| بك في المجامعِ وجوامعِ يَقتدي |
| ما هُمْ سِوانا شيمةً وأُبوةً |
| وَلنحنُ هُمْ رغمَ الطِّغَامِ الحُسَّدِ |
| إنَّا وهُم للهِ حَزبٌ غَالِبٌ |
| ومنارُنا (الفُرقانُ) أعذبُ مَورِدِ |
| وسبيلُنا سُوَرُ (المَثاني) فُصِّلتْ |
| في غيرِ ما جَنَفٍ ودونَ تَزيُّدِ |
| والسلمُ غايتُنا وفيه نِضالُنا |
| وبهِ ندينُ لغيرِ من هو يَعتدي |
| لكأنَّما هو كالوُرودِ تكاتفتْ |
| من حَولِها الأشواكُ إنْ لم تُخضَدِ |
| ولذلِكُمْ شُرَعَ (الجِهادُ) فهل لنا |
| من يَقْظةٍ وتَبصُّرٍ وتَوحُّدِ |
| إنَّ التَّضامُنَ قوةٌ وتمكُّنٌ |
| مهما تمارى فيه كلُّ مُعندِ |
| و (لفيصلٍ) فيه أخو (الحسنِ) الذي |
| ما زالَ يدعو للوِفاقِ ويَبتدي |
| ما أنتما في الناسِ إلا آيةٌ |
| (للهِ) تَجمعُ شملَ كُلِّ مُبدَدِ |
| وبما تواصى قبلَنا أسلافُنا |
| أبداً نروحُ وبالغنائمِ نَغتَدي |
| ولمن أشاحَ عن الصِّراطِ مَصيرُهُ |
| من حيثُ يعمَهُ في الضلالِ المُؤصَدِ |
| لهْفي على البلقاءِ تعبثُ حولَها |
| (صُهيونُ) في عَنَتٍ وفَرْطِ تلدُدِ |
| وتسومُ (بيتَ المقدسِ) الخَسْفَ الذي |
| أزرى وقد أروى زنادَ الجَلمُدِ |
| سُفكتْ (بسيناءَ) الدماءُ زكيةً |
| وبهضبةِ (الجوَّلانِ) أو في إربدِ |
| ولها هُنالك موعدٌ مُتربِّصٌ |
| هَيهاتَ يُخلِفُهُ الأثيمُ المُعتدي |
| * * * |
| يا (ثالثَ الحَرمينِ) مَهلاً إننا |
| و (وراءَك) الثقلانِ أمةُ أحمدِ |
| * * * |
| من (خالدٍ)
(3)
من عُقبةٍ
(4)
من طارقٍ
(5)
|
| ومن المُثنى
(6)
في الوَغى المتوقدِ |
| هُم كالظُّبا (آباؤنا) لكنَّما |
| شَتان بين مُغَمَّدٍ ومُجرَّدِ |
| كم هُم على اليَرموكِ و في مُؤتةٍ |
| والرومُ تُطبِقُ كالخِضَمِّ المُزْبِدِ |
| كم هُم وراءَ السِند يومَ توغلوا |
| بمُحمدِ بنِ القاسمِ بن مُحمدِ |
| كم هُم غداة (القيروان) وطنجة |
| وطرادُهم فوق العِتاق الجرَّدِ |
| كم هُم بَحطِّين عَشيةَ غادروا |
| من فلَّ بينَ مُجندَلٍ ومُصفَّدِ |
| * * * |
| ما كان إلا (باليقينِ) عَتَادُهُمْ |
| وبِهِ (الحُصونُ) هَوتْ على المُستعبدِ |
| ما هُم إلى أعدائِهِم إلا كَمَا |
| يعلو السِّماكُ عن الحَضيض الأَوهدِ |
| رُحمَاءُ فيما بينِهِم وخَصيمُهُمْ |
| يَصلى بِهمْ سَقَراً بكُلِّ مُهنَّدِ |
| لا يأكلُ السَّرحانُ شِلو طَعينِهِم |
| مما عليه من القَنا المُتقصِّدِ |
| * * * |
| يا ويكأنا قد نَسِينا من هَمُ |
| إلا التذكُّر في (بَقيعِ الغَرقَدِ) |
| ولقد مَضى عهدُ التشدُّقِ بالرُّؤى |
| وبكُلِ ما هو صَرخة في فَدفَدِ |
| * * * |
| ولرُبَّ مَكروهٍ تَحجَّبَ خَلفَهُ |
| خيرٌ كثيرٌ قد بَدا وكأن قدِ |
| * * * |
| باللهِ ما انحدرتْ بنا وتَدهورتْ |
| شتى الكوارثِ بعدَ كلِّ تَسوُّدِ |
| وتخوَّنَ (الحُرماتِ) في آجامِها |
| (عُبَّادُ عِجلٍ) كالنَّعامِ الشُّرَّدِ |
| إلا عواقبُ (فِرقةٍ) وتَذبْذُبٍ |
| وعَقابُ ذي الطَولِ القَوي الأيدِ |
| * * * |
| وأخوكُما البطلُ (الحُسينُ)
(7)
وجيشُهُ |
| مثلٌ سيُضرَبُ في الكِفاحِ الأَصمدِ |
| ما كان إلا أنتما بإِبائِهِ |
| ومَضائِهِ المُتحفِّزِ المُتزوِّدِ |
| وله بذلك مِنكُما تأييدُه |
| في المَأزقِ المُتجهِّمِ المُتربِّدِ |
| * * * |
| هي كُربةٌ تفريجُها في طَرفةٍ |
| باللهِ لا بمثبِّطٍ ومُوقِّدِ |
| والنصرُ نصرُ اللهِ جلَّ جلالُه |
| فإليهِ فلنُهرَعْ بكُلِ تَجرُّدِ |
| * * * |
| إنَّ (الجزيرةَ) قد أهابَ عَظيمُها |
| بشيوخِها وشبابِها المُتقلِّدِ |
| وثبَ الطموحُ بها إلى ما دومتْ |
| فيه العصورُ وهوَّمَتْ كالجَدجَدِ |
| آلتْ على أنْ لا تُغادِرَ بيتَها |
| جَهلاً وتُطلقُ منه كُلَّ مُقيدِ |
| قد آمنتْ باللهِ واعتصمتْ بِهِ |
| وبِما بهِ أُوحى تَدِينُ وتَهتَدي |
| شغفتْ بها أنجادُها وسُهولُها |
| (بالعِلمِ) فهي جميعُها في (مَعهَدِ) |
| ومع (الفيالقِ) والبوارِقِ لم تَزَلْ |
| معمورةً بالراكعينَ السُّجَّدِ |
| ولها بذلك في الوجودِ بقاؤها |
| ومَعادُها بالصِّدقِ أكرمَ مِقعدِ |
| * * * |
| ولذلكم (عبدُ العزيزِ) أعدَّها |
| (جيشاً) وبوَّأهَا مكانَ الأسعدِ |
| وبِطاحُها وصِفاحُها وغُدُّوها |
| ورَواحها لزز يغيرُ إلى الغدِ |
| فانظرْ ترَ الشعبَ استبانَ طريقَهُ |
| بنُموِّهِ المُتدفِّقِ المُترفِّدِ |
| وكأنَّما إنتاجُه في وَفرةٍ |
| وبلُّ تفيضُ مُزونُهُ بالعَسجَدِ |
| هو (فيصلٌ) حيَّا المهيمنُ فيصلاً |
| وأعانَهُ في زَحفِهِ المُتحشِّدِ |
| * * * |
| يا مَن بِهِ هتفَ المُصلي غبطةً |
| وشَدا (العقيقُ) مُرحِّباً بالمُوفِدِ |
| ومشتْ إليه (مكة) وشِعابُها |
| جَذلى تُرنم في غَلائِلِ (مَعبدِ) |
| الأرضُ تَفرحُ والسماءُ بِقادِمٍ |
| مُتنسِّكٍ مُتأوِّبٍ مُتعبِّدِ |
| * * * |
| هي (عُمرةٌ) مشهودةٌ لك بَعدَما |
| إهلالُ حجِّكَ في النَّعيمِ الأَرغَدِ |
| متمتعاً بشبابِكَ الغَضِّ الذي |
| تَهنا بِهِ في (عرشِكَ) المُتوطِّدِ |
| * * * |
| كم من يَدٍ لك لا تُعدُّ ومنةٍ |
| في (المَغربِ) الأقصى وكم من مَشهدِ |
| ما كان أحظاهُم بأنَّك رائدٌ |
| أوطأتَهم هامَ السها والفَرقَدِ |
| ما نحنُ إلا همْ وما همُ غيرُنا |
| من كُلِّ بسَّامٍ وكلِّ مُغرِّدِ |
| * * * |
| يا حَبذا السِّحرُ الحَلالُ (بيانُهم) |
| وبِهِم (عكاظُ) استُنَّ قَبلَ المِربدِ |
| الأتقياءُ الأصفياءُ وهل هُمُ |
| إلا الذخائرُ (في الحديثِ) المُسندِ |
| تزهو بِهم وتَبثُّهمْ (أمُّ القُرى) |
| أزكى السلامِ مع (الصِّبا) المُتوجِدِ |
| * * * |
| طوباك أَنَّك بالشريعةِ قائمٌ |
| رغمَ الهَوى وهرائِهِ المُتجمدِ |
| وبأنَّك المُعتزُّ باللهِ الذي |
| أضفى عليك النصرَ غيرَ مُصرَّدِ |
| يرعاكَ رَبُّ البيتِ إنَّك باسمِهِ |
| تدعو إليهِ وتَستجيبُ وتَفتَدي |
| * * * |
| هيهاتَ أُوفيكَ التحيةَ حَقَّهَا |
| ولو أنني أوتيتُ مُعجزَ أحمدِ
(8)
|
| فاسلمْ لدينِ اللهِ تنضحُ دُونَه |
| وليحيى شعبُك رافلاً في السُّؤددِ |
| وليحيى فيصلُنا العظيمُ كلاكُما |
| ذُخراً لكلِ مُجاهدٍ وموحَّدِ |
| * * * |