شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الظاهرة القصيبية
لعلّ القارىء الكريم يتذكّر ما أوردته عن اقتراحي بتجريد أبي سهيل غازي عبد الرحمن القصيبي من كل ألقابه العلمية وغير العلمية، والمهنية وغير المهنية، ومن كل ما وصفوه به من دكتور وأستاذ وشاعر وصاحب المعالي وسيادة السفير... إلى آخره. نعم، تجريده من كل ذلك والاكتفاء بتلقيبه بكلمة واحدة هي "الظاهرة" الظاهرة غازي القصيبي هذا على الأقل ما رآه أيضاً زميلنا الطيّب صالح، وما لقي من تعضيد من القرّاء حسب ما وصلني من فاكساتهم.
بيد أن صاحب الشأن رأى في ذلك بعض التجنّي الذي حرّك فيه روحه الشاعري الفكهة، فبعث إليّ بهذه القصيدة الإخوانية اللذيذة، التي أودّ ألا أحرم القراء من لذائذها:
سامحك الله... أبا نائل
علام قد سمّيتني "ظاهره"
ما كنت إلاّ قارئاً جائعاً
يسكن في مكتبة عامره
ما لي هوايات فألهوا بها
وليس لي تجارة حاضره
من مكتب لمكتب رحلتي
والناس بين الهند والقاهره
أكتب أو أقرأ... مالي هوى
في كرة تركل أو طائره
ولست من جماعة أولعوا
بلعبة الشطرنج والباصره
ولست أجري كمجانينهم
في الشمس أو في الليلة الماطره
ولا أقضي العمر من سهرة
فاخرة لسهرة فاخره
أجمل سهراتي التي تنتهي
قبل قدوم الساعة العاشره
آوي إلى المخدع مستصحباً
ما يكتب الشاعر والشاعره
لا أفتح التلفاز إلاً لكي
أسمع من أخباره فاقره
وأكره "البوكسنج" إلاّ إذا
جاء "نسيم" القبضة الظافره
لا أعرف الحاسوب ما شكله
ولا الذي يحويه في الذاكره
وأجهل الفيديو وتشغيله
كأنني في أعصر غابره
وآلة التصوير عهدي بها
كعهد أيام الصبا الزاهره
للناس أهواء ولذّاتها
ولذّتي في الكتب البائرة
فإن أكن "ظاهرة" إنني
ظاهرة مغبونة خاسره
ولكن كما يقول الإنجليز هناك لدغة في الذيل، ذيل القافية، كأني بالظاهرة يؤنبنا على استغراقنا في المكوث عند زيارته والاستمتاع بأمسياته.
فليسمح لي أن أجيب بهذه الأبيات الأربعة:
سمعت من قولك ما يُبتغى
أن نترك البيت إذا العاشره...
دقت إلى أسماعنا فجأة
تنذرنا بخفة ساحره
أن نقرأ التسليم في ظلّها
ونترك الليلة للظاهره!
كلاّ فلن نعبأ بها مطلقا
ولنعطها أذناً لها واقره
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1014  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.