| ويومَ أَمْسِ، كَأَنَّ الشِّعْـرَ عاتَبَـني |
| بنَفْحَةٍ مِنْ جِنانِ الْحُسْـنِ مُنْتَقِمـا . |
| فَصاغَها بَعْدَ نِسْياني كَما رُسِمَتْ |
| بِدَفْتَري يَوْمَ كانَ الشَّوْقُ مُحْتَدِما |
| مُشاشَةً مِنْ نَسيجِ الضَّـوْءِ فائِـرَةً . |
| ومَحْمَلاً مِنْ ثِمارِ الْعِشْقِ أَوْ ضَرَما |
| تَنَهَّدَ الصُّبْحُ حُبّاً حَوْلَ قامَتِها |
| وبَسْمَلَ الدَّرْبُ إمَّا حَرَّكَتْ قَدَما |
| وزَغْرَدَ الصُّبْحُ مَبْهـوراً بقامَتِهـا . |
| كأَنَّهُ وَدَّ لَوْ في حِضْنِهـا انْهَدَمـا |
| كما تَمَنَّيْتُ في الماضي مَلامِحَهـا |
| بِكِبْرِياءِ السَّنا تَسْتَحْلِـبُ النَّهَمـا |
| شَلالُ شَهْدٍ تهاوى دونَما دَبَقٍ |
| لِيَرْتَمي عِنْدَ خَصْرٍ بالْوَنى حُكِما |
| وناهِدانِ يَضيقُ النَّسْـجُ فَوْقَهُمـا |
| كمن يَوَدَّانِ لو عَنْ ثَوْبِها انْفَطَمـا |
| كُلُّ الْمقاييس في قَدِّ حَلُمْتُ بهِ |
| جاءَتْ تَحَدَّى هَوىً مِنْ مِثْلِها حُرِما |
| سألتُ: كَيْفَ أَحُلْمي عادَ ثانِيَةً؟ |
| أما يَزالُ؟ أَما أَوْهى؟ أمَا هَرُما؟ِ |
| وكيفَ شِبْتُ وما شابَ الْمَنامُ ولا |
| جَفَّتْ يَنابيعُهُ، أَوْ غارَ، أَوْ رُدِمـا؟ |
| أَمْ مَشْهَدٌ مِنْ خَريفِ الْعُمْرِ باغَتَني |
| يُنْهي بَقِيَّةَ قَلْـبٍ قـاوَمَ الْهَرَمـا؟ . |