| سَمِعْتُ الْمَصاحِفَ تَبْكي |
| وأنتُمْ جَميعاً، قَتيلٌ بَكى قاتِلَهْ |
| وكانَ الْيَهودِيُّ يَسْحَبُ ناقَتَهُ |
| مِنْ قَناةِ السُّوَيْسِ إلى طَبَرِيَّا |
| وتاريخُكُمْ كُلُّهُ راحِلَهْ |
| صَرختُمْ: تَعالَ الْمُخَلِّصَ |
| أُدْنُ الْفِدائِيَّ |
| والسَّيْفَ والْقابِلَهْ |
| وقلتُمْ: لتاريخنا حُرْمَةٌ قَدْ تُباحْ |
| وأَرْضُ الرُّؤى تُسْتَباحْ |
| أما مِنْ نَبيلٍ يذودُ عَنِ الْقافِلَهْ؟ |
| وجِئْتُ إليكُمْ، ورَأْسي ثَقيلٌ.. ثَقيلٌ مِنَ الْحُزْنِ |
| أَحْمِلُهُ تارَةً فوقَ حافِرِ مُهْري |
| وأُخرى على طَرَفِ الْمِقْصَلَهْ |
| وكانَ صَليبي على كَتِفَيَّ سِراجاً |
| يُضَوِّئُ أَيَّامِيَ الْمُقْبِلَهْ |
| وقلتُمْ: وراءَكَ نَحْنُ |
| نُقاتِلُ حتى نُخَضِّبَ بالدَّمِ |
| كُلَّ مَواسِمِنا الْمُمْحِلَهْ |
| ولما رَفعْتُ جَوادي وسَيْفي |
| إلى قِمَّةِ الْجُلْجُلَهْ |
| تَلَفَّتُّ حَوْلي |
| فما كان إلاَّ صَليبي |
| وهذا الْيَهودِيُّ، والْحَبْلُ، والْمَهْزَلَهْ |