| طالَ الْتِقاءُ جَفْنِها بِجَفْني |
| حاولتُ أنْ أُفْلِتَ مِنْ دَوَّامَةِ الضَّجَرْ |
| قلتُ: أبي تُحَدِّقينْ؟ |
| تَوَهَّجَتْ ضِحْكَتُها طَويلا |
| وأقبلَتْ قَليلا |
| وهتفَتْ كَالطِّفْلِ |
| -: اِسمي أولغا |
| وأنت؟ |
| قلتُ: لستُ أَدْري |
| لكنني قرأتُ منذُ أَلْفِ سَنَةٍ |
| في مُعْجَمِ الْغِيابِ والْحُضورِ |
| أَنَّني مِنْ أُمَّةِ الإِشراقِ والْبَيانِ والنُّشورِ |
| وأَنَّني وُلدْتُ في ثَنِيَّةِ الشِّعْرِ |
| وفي مَساقِطِ النُّبُوَّهْ |
| فركضَتْ ضحكتُها ارْتِعاشَةً تلبسُني |
| وموجَةً تَغْسِلُني |
| -: فأَنْتَ.. مِنْ بلادِ أَلفِ ليلةٍ ولَيْلَهْ |
| قلتُ: بلى |
| في سالِفِ الْعُصورِ |
| والآنَ مِنْ بلادِ أَلْفِ دَوْلَةٍ ودَوْلَه |
| تَنامُ في الأَطْلالِ والْقُبورِ |
| وتَصْنَعُ الذُّلَّ بأَلْفِ أَلْفِ بابْ |
| تُفْتَحُ نَحْوَ الْوَطَنِ الْمَقْهورِ |
| تُمَزِّقُ التاريخَ أَلْفَ رُقْعَةٍ |
| تخْفقُ فَوْقَ أَلْفَ سُورِ |
| تَزْرَعُ أَرْضَ الشِّعرِ بذرَةً مُواتْ |
| تَقْضي على الْحَياةْ |
| وتنشرُ الشَّتاتْ |
| وتمسخُ الإنسانَ دودَةً |
| تزحفُ في عَباءَةِ الأَمْواتْ |
| * * * |