| الأفكار تُحَفِّزني للصراخ.. والكلمات |
| تصهل في رأسي.. |
| آه لو أنَّ ميادين الأوراق، تتسع لركض خيول الكلمات! |
| كيف لي أن أستريح من هذا العناء؟ |
| أنا القرويُّ القادمُ من كهف الفجيعةِ، |
| مُعَبَّأٌ برائحة الهيلِ والقهوة العربية.. |
| أبحث عن واحةٍ - بعيداً عن الهجير، |
| فقد أتعبني البحث عن الدروب في خرائط |
| المدن التي تهرب من أبنائها، أو الوطن |
| الذي يهرب أبناؤه منه! |
| يا قلقي المزمنَ: متى نُهَيِّئ الألواح |
| والتشرّد، كي ندفنه - لا في مقبرةٍ |
| ولكن: في بحيرةٍ من اللهب؟! |
| * * * |
| إذا كان الراعي "ذئباً" فلماذا يرتضون |
| أنْ يكونوا "خِرافاً" - أولئك الذين |
| يأكلون فُضْلَتَه من لحم العصافير – |
| دون أن يدركوا بأنهم وَجْبَتُه القادمة؟ |
| القادمون من أقبية الخطيئة، |
| يسخرون من ترانيم الهدى في قلوبنا.. |
| لهذا يقودون دباباتهم لاغتيال الفضيلة.. |
| يسكنون في هوادج العار، ويتدفأون |
| بحرائق أكواخنا.. |
| يستوردون "الكافيار" و"السمك المُبَخَّر" |
| والسيجار الكوبي، بينما أطفالنا يرضعون |
| من وحل المستنقعات، أو يفتّشون |
| في براميل القمامة ونفايات المطاعم.. |
| ففي وطنٍ كالعراق: تصدق كل الاحتمالات – |
| ما دام السوط أطول من يد العدالةِ، |
| والمشنقة أعلى من القانون..! |
| أيها المضطهدون في وطني: سنبقى |
| مغروسين في صحراء الذلِّ كالصبّار، |
| ما لم نردم بالثورة، بئر الخطيئة، |
| فتعود الصحارى غابات عشب ومياه، |
| وتغدو المآذن فناراتنا. |
| * * * |
| "حين يموت المؤمنُ، تُحييه فرائضه.. |
| والشاعر تحييه القصيدة .."
(1)
|
| وتُحيي الكريمَ ضفاف يديه.. |
| فما الذي يحيي الطواغيت، حين |
| تدوسهم أقدام الحفاة؟ |
| فلتوقدوا الشعلة المؤمنة، |
| كي نحرق مبنى "الرايخشتاغ" |
| ودهاليز "الغستابو" المنتشرة |
| كالدمامل على صدر الوطن.. |
| وعندها: سنعقد قِران "الفرات" |
| على "دجلة".. ونصاهر بين "الكرخ" |
| و"الرصافة".. وبين العراق والدنيا.. |
| "فمن أجل أنْ يرتفع صوت المآذن، |
| يجب أنْ نُطفِئَ صوت نواقيس الطغاة، |
| أن ندفن الخطيئة.. |
| وأن نهدم الوثن!"
(2)
. |
| * * * |