عريف الحفل: هذا السؤال من الأخ عبد الإله عبد المجيد يقول: |
أنت جمعت بين الإعلام والدبلوماسية وكلنا يعلم أنهما متضادان، ولكل منهما مدارسه ومناهجه وسلوكياتٌ مختلفة، السؤال الذي يطرح نفسه كيف استطاع الرجل الإعلامي المتحدث البارع منذ البدايات أن يُغلق فمه بدبلوماسية طوال النصف الثاني من حياته العملية، أرجو إلقاء الضوء على تجربتكم لتكون مدرسة جديدة في عالمنا العربي؟ |
الأستاذ عباس فائق غزاوي: شكراً، الواقع فمي لم يكن مغلقاً، إنما نوعية الحديث تتغير، والدبلوماسي الصادق الناجح في عصرنا الحديث هو الدبلوماسي الصريح الصادق والذي يستطيع أن يختار الكلمات بطبيعة الحال التي لا تكشف ما لا يريد أن يُكشَف وتعطي ما يجب أن يُعطى، وهذا ليس جديداً عليّ، فهنالك شعراء وأدباء كِبار جمعوا بين الأدب والشعر والصحافة والدبلوماسية. لا أريد أن أذكر أمثلة كثيرة، ربما تَمْثُل إلى أذهانكم الليلة، شكراً. |
عريف الحفل: الأخ رهوان عبد الإله عبد المجيد يقول: |
في كل دروب الدنيا توجد خطوط واضحة للسير، لكن المشكلة في الشرق الأوسط أن الدبلوماسية لا توجد لها خطوط واضحة المعالم، فهل الدبلوماسية سياسية أو سياسة من ليس له سياسة؟ |
الأستاذ عباس فائق غزاوي: الدبلوماسية من حيث تنظر إليها، إذا كنت تنظر ولديك سياسة ولديك رسالة فهي لا شك أنها سياسة وأنها رسالة يؤديها القائم عليها بكل ما يحمله من وطنية من ناحية ومن واجب يجب أن يؤديه دون جدال، فالدبلوماسية هي فن نقل الرسالة نقل الحقيقة بأفضل وأصدق الوسائل. |
عريف الحفل: الأخ أشرف السيد السالم يقول: |
السؤال موجه إلى الإعلامي من جهة وإلى الدبلوماسي من جهة، لقد أبرزت الأحداث الأخيرة قصوراً منا في إيصال فكرتنا للآخر. فهل نتج هذا عن تقصير في اختيار أسلوب خطابنا له كماً وكيفاً؟ أم أن هذا الآخر يملك من الكِبر والعنصرية ما يجعله يتعامل مع خطابنا بأذن من طين وأخرى من عجين؟ |
الأستاذ عباس فائق غزاوي: السؤال جدير بأن يُسأل، لكن الواقع أننا قصرنا وما زلنا مقصرين إعلامياً، كعالم عربي وكمسلمين، وكجهات مختلفة كل في مجاله، وليس هذا التقصير عمداً بطبيعة الحال، وإنما هو تقصير ناتج عن أسباب كثيرة: منها المادية ومنها الفنية ومنها الحجم، حجم عدونا الإعلامي الكبير وإمكانياته بالقياس إلى حجمنا، فإنما ذلك لا يعني إطلاقاً أن نَكُفَّ عن المسيرة، ولا أن نتوقف عن أن نقوم بما نشعر أنه الواجب، وأهم وأجمل ما يكون الإعلام هو الإعلام الموجَّه ليس منَّا إلينا لكي نسمعه، وإنما منَّا إلى العالم كي يسمعه ويفهمه، وفي ذلك جوهر الاتجاه الذي يجب أن نتجه إليه. |
عريف الحفل: هذا سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول: |
ما هي مشاعرك بعد خمس عشرة سنة من العمل الدبلوماسي في ألمانيا سيما وأنت كنت شاهداً لأحداث كبيرة، غيَّرت مجرى سياسات العالم بأسره، بما في ذلك الحدث العظيم ألا وهو افتتاحك أكاديمية الملك فهد في بون، الذي يُحتسب لها دوراً رائداً وحضارياً مهماً، وكذلك مشاهدتك انهيار جدار برلين وتوحيد شطري ألمانيا، هل في نيتك كتابة ما عايشته طوال حياتك الدبلوماسية وفي نفسك لحظات جملية ومميزة خاصة وعامة؟ |
الأستاذ عباس غزاوي: والله هذا سؤال جميل لكن يبدو أن الإجابة عليه تطول، أستطيع أن أقول بعد خمس عشرة سنة في ألمانيا شعوري أنه كفاية، والحمد لله أنني شهدت مراحل تاريخية هامة، كما ذكر الأستاذ عبد الحميد، وهذه المراحل أكيد مُسجَّلة في الأحاسيس وفي الأوراق وربما تظهر في يوم من الأيام إلى العلن، إذا كنت سعيداً من خلال إنجاز في ألمانيا فإقامة أكاديمية الملك فهد في بون، أمر أعتز به كثيراً وقد وفق الله إلى أن يتم هنالك بطبيعة الحال بدعم وتوجيه وإصرار من الملك فهد خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة، والأكاديمية هي اليوم مَعْلَمٌ هام للحضارة الإسلامية والعربية، وستبقى إلى أن يَرِثَ الله الأرض ومن عليها. شكراً. |
عريف الحفل: الشطر الآخر من السؤال أستاذ عباس، وهذا سؤال مثله من الأخ نبيل خياط مدير العلاقات العامة بنادي مكة يقول: |
ألا ترون أنه من الواجب تدوين تلك المسيرة وما تحمله من ذكريات جملية؟ |
الأستاذ عباس غزاوي: واجب كبير. |
عريف الحفل: سؤال من أخوكم علي محمد الشهري يقول: |
مَرَّ العالم الإسلامي بأزمات نتج عنها تقديس بعض الديكتاتوريين، بصفتك رجل دولة ألا تعتقد أن الوقت حان لتحقيق خصخصة الإعلام ليؤدي دوره كسلطة ناقدة في المجتمع؟ |
الأستاذ عباس غزاوي: كما نرى فالإعلام مخصخص في كثير من الدول من خلال كثير من مؤسساته، ولكن ربما كان علاج الإعلام يحتاج أكثر من سؤال وأكثر من جواب، وشكراً. |
عريف الحفل: عودة إلى سؤال الأخ علي الشهري، ترى الأسئلة ثلاثة يبدو لي طبعاً كما تعلمون الاثنينية تختار سؤالاً واحداً حتى تترك الفرصة لعدد أكبر من السائلين، هذا الحقيقة سؤال من الأستاذ عثمان مليباري يقول: |
كم يسعدنا أن نسمع ذكرياتك عندما كان التلفزيون السعودي أبيض وأسود قبل خمس وثلاثين سنة. نرجو ذلك. |
الأستاذ عباس غزاوي: نرجو من الأخ عبد المقصود خوجه وهو.. راعي هذه الأمسية والأمسيات الأخرى، أن يخصص لنا أسبوعاً تلفزيونياً، وسندعو جميع المشاركين ونطلب من مكتبة التلفزيون ما يطربنا ويفيدنا على ما أعتقد. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: يا سيدي أجد من الواجب عليَّ أن أطرح الأسئلة حتى لا أُتَّهم لأني اتُّهمت كثيراً بأنني أحجب بعض الأسئلة، ولذلك سأطرح السؤال هذا دوري ودور الضيف ليجيب ويطلب ما يشاء. ومن ناحية أخرى أنا أشرت للزميل الأستاذ كتوعة مقدم الحفل، خصيصاً السؤال السابق لأنه وُضِعَتْ ثلاثة أسئلة فخشيت أن من وضع الثلاثة أسئلة يُفكِّر أنني أنا حجبت أو أقوم بدور الرقيب، إنه اختار سؤالاً من ثلاثة أسئلة، دائماً نقول الرجاء أن نطرح سؤالاً واحداً، ولذلك سأقول لكل من طرح أكثر من سؤال أننا نحن اخترنا السؤال فشكراً لكم. |
الأستاذ عباس غزاوي: أريد أن أعقب هنا أنني أحترم وأُقدر الأسئلة وسائليها، كما نحترمهم جميعاً ولذلك أتمنى على إدارة الاثنينية أن توافيني بها فيما بعد مع أسماء وعناوين موجهيها وسأتولى الإجابة عليهم وهم مشكورون. |
عريف الحفل: هذه أيضاً عدة أسئلة من الإعلامي الأستاذ عبد الله روَّاس ولكن اخترنا سؤالاً واحداً وهو: |
يتمنى من سعادتكم أن تتحدثوا عن بعض مواقفكم وذكرياتكم القديمة التي صاحبت مشواركم الإذاعي عن زقاق الحفرة وطلعة جبل هندي. |
الأستاذ عباس غزاوي: إن شاء الله في الطريق. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: قبل أن أطرح السؤال أعرف أن الموضوع يحتاج إلى كتاب لكن طرحت السؤال. |
عريف الحفل: هذا الأستاذ منصور عطار يقول: |
قال الأخ مصطفى عطار إنكم من رواد القصة القصيرة وكان لكم دور مميز في برنامج "بابا عباس" هل لديكم الآن أي شيء للأطفال، قصص مثلاً أو أشرطة، أفلام تربوية، فيديو؟ |
الأستاذ عباس غزاوي: الواقع أنا كنت أخاطب الأطفال مخاطباً الكبار أيضاً، وهذا هو السبب أن الكثير ممن هم في سني ينادونني بـ "بابا عباس" وهذا من أسباب سعادتي كان وما زال وإلى الغد إن شاء الله، ولذلك فأنا أتمنى في يوم من الأيام أن يتاح لي أن أكتب ليس القصة وليس للأطفال وإنما أكتب ما أشعر أنه يزدحم في ذهني في خواطري، وكما قلت لبعض الأخوة منذ بضعة أيام، أنني كنت أؤجل كل الأمور المتصلة بالأدب، بالكتابة، بالقصة.. إلى آخره إلى يوم أن أنتهي من أعمالي الرسمية، وفجأة انتهت أعمالي الرسمية ووجدت نفسي أقف أمام حائط كبير لست أدري كيف أتجاوزه؟ دعوني أفكر قليلاً، شكراً. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: هذه إجابة مُلغَّمة على فكرة تتعلق بالسن إنه لا يخاطب الصغار بيخاطب ناس في عمره أترك الموضوع لكم!! |
عريف الحفل: الأخ زيد حمزة يقول: |
عرفنا من كلمة الأستاذ العطار إجادتكم للخط وإتقانكم له، هل لكم أن تتكرموا بإعلامنا بالمدرسة التي تعلمتم فيها الخط، ومن أشهر الخطاطين بمكة المكرمة؟ وهل هناك كتاب في التعريف بمشاهر الخطاطين بمكة؟ |
الأستاذ عباس غزاوي: آسف أني لا أستطيع الإجابة الوافية على هذا السؤال، لكن الوالد فائق غزاوي -الله يرحمه- هو الذي علمنا الخط وكان خطي جميلاً يوم كنت في مقتبل الشباب، أما اليوم وقد احتاج الإنسان إلى نظارة للقراءة ونظارة للبعد ونظارة للقرب فلا أستطيع أن أعد بأن خطي جميل، طبعاً هنالك أساتذة للخط معروفون، الأستاذ حلمي أعتقد -الله يرحمه- كان يخط شهاداتنا، الشهادة الابتدائية لمعظمنا والثانوية ربما كانت من خطه. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: محمد حلمي وكان لقبه "خطاط وزارة المعارف" وعاش حتى القريب، عاش ما يقرب المائة ما شاء الله. |
عريف الحفل: هذا الأخ علاء أحمد يقول: |
هل هموم القضايا السياسية ومشاكلها يحملها السياسيون وحدهم أم يشارك فيها الآخرون؟ |
الأستاذ عباس غزاوي: سؤال جميل الواقع، لكن السياسيون مثل الآخرين مواطنون يشعرون بنفس المشاعر، قد لا يكونون في موقف يعبرون عنه عما يريدون أو عما يعلمون، لكنهم بطبيعة الحال المشاعر واحدة، لأن الوطنية واحدة. |
عريف الحفل: الأخ عجلان الشهري يقول: |
كتبت المؤلفة الألمانية كتاباً عن أثر الحضارة العربية على الغرب معنوناً بـ "شمس العرب تسطع على الغرب" اعترفت فيه بفضل العرب وبمكانتهم بين الأمم وما قدموه للإنسانية، سؤالي ما الموقع الذي يمثله العرب الآن في المجتمع الأوروبي بشكل عام، وفي المجتمع الألماني على وجه التحديد؟ |
الأستاذ عباس غزاوي: طبعاً قبل الأحداث الأخيرة في السنة الماضية كانت الصورة العربية الإسلامية صورة مشرقة، وكان استقبال الألمان المفكرون الكتّاب، الأوساط الإعلامية والثقافية استقبالاً جيداً وتقديراً، وعندهم كان ومازال عند الشعب الألماني الاستعداد للاستماع شريطة ألا تضيع وقته، وهذه خاصية موجودة يمكن في الغرب كله، يريدون أن يعرفوا منك ماذا تريد أن تقول وأن يكون كلامك ذا مضمون هام، تنقله إليهم وبالتالي يستمعون إليك، بطبيعة الحال الأحداث الأليمة المأساوية التي شهدها العالم في السنة الماضية، وأقصد سبتمبر ألفين وواحد، أثَّرت كثيراً على صورة العرب وصورة المسلمين، إلا أن الجهود التي بُذِلت فيما بعد ويجب أن تُبذل وتستمر في المستقبل الآني والقريب والبعيد لكي نعطي صورتنا الواضحة، جهود يُؤمَل منها أن تمحو ما قد يكون قد عَلِقَ بنا كعرب وكمسلمين من شوائب بسبب أعمال إجرامية لا نقرّها ولا نرضى بها ولا نعلم عنها. |
عريف الحفل: الأخ رشاد محمد يقول: |
ما رأيكم في برنامج الأطفال في السابق وفي برنامج الأطفال في الوقت الحالي، وهل يؤدي دوره كما ينبغي، وما رأيكم في أفلام الكرتون التي تُقدم للأطفال؟ |
الأستاذ عباس غزاوي: أنا لا أحب الكرتون من ناحية، من ناحية ثانية لسوء حظي لكوني في الخارج لم أشاهد أو أرَ أو أسمع برامج الأطفال الحالية، لكني أستطيع أن أقول أن برامج الأطفال في الماضي والاهتمام ببرنامج الأطفال في الماضي كان منطلقاً من زاوية، أن برنامج الأطفال كان المتنفس الوحيد للطفل، للأب، للأم، للأخ الكبير والصغير، ولذلك كنت أعني ما أقول عندما قلت إنني أخاطب في الأطفال الكبار والصغار، فمن خلال أنه كان متنفساً وحيداً وهاماً لهذه القطاعات كلها نجح، وأعتقد أن نجاحه ممكن حتى ولو كان موجهاً للأطفال وحدهم لو أُحسِنَ تقديمه. |
عريف الحفل: هذا سؤال أيضاً أستاذ عباس مرتبط بالسؤال الذي قبله من تلميذكم سعد جمعان الغامدي كتب يقول: |
ما هو نصيب الطفل بعد عودتكم وتفرغكم سواء في الأدب أو الإذاعة أو التلفزيون؟ |
الأستاذ عباس غزاوي: يكفي أنه.. أقصد الطفل.. طفلنا ابننا فلذة أكبادنا أنهم كما قال الشاعر. |
أحبِب الطفل وإن لم يكُ لك |
إنما الطفل على الأرض مَلَكْ |
|
|
لا شك أن نصيب الطفل هو النصيب الأول والأكبر، لكن هنالك من الأساتذة والمتخصصين في بلادنا وفي مجتمعنا من يغنون عني وعن العشرات من أمثالي، على كل حال لا يعني أن الإنسان يستطيع أن يقدم مجهوداً ويحجم عنه. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: وردتني من الأستاذ محمد الفايدي ورقة بها: جئنا لنسمع ونستمتع بذكريات جميلة أو على الأقل لمحات من تجارب هذا الإعلامي الكبير، وإذا بنا ندخل في سماع شيء من إجابات الدبلوماسية التي من المفترض أن تختفي هذه الليلة. الأخ محمد هذا الشيء لا أملكه، كل الحرية للزملاء الموجودين تأتي الأسئلة ودوري أن أقدمها للضيف، هذا حظي، وحظه، وليس بيدي شيء. |
الأستاذ عباس غزاوي: إذا سمحت لي الإجابة، أنا أشكر الأخ محمد والواقع يعني أنا أريد أن أقترح وجدياً، إذا لم تكونوا قد مللتم من هذه السهرة، وكثرة ما قيل فيها عن شخصي المتواضع وشعوري أنا شخصياً بأنني أُحرجت وأن حسن الظن بي كبير خاصة وأن الساعة الحادية عشرة الآن، أنا مستعد أن أعمل جلسة ثانية يمكن نثقل على أخينا عبد المقصود وثقوا أنه بدل ما ندخل في الكلمات والثناء وما شابه ذلك وهذا شيء أسعدني أني سمعته بطبيعة الحال رغم خجلي منه، إلا أننا في جلسة ثانية ندخل مع الموضوع على طول. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: أرجو أنه إن شاء الله تتاح لنا فرصة أخرى ودائماً طالما أنت بيننا نرحب بك في كل اثنينية، وإن شاء الله الحوار بيننا متصل، والأستاذ الدكتور عبد الله منّاع بيننا وهو ليس أي متكلم، ودائماً له من التقدير فيما يقول الشيء الكثير عندي وعند الكثيرين، تخرج الاثنينية عن عاداتها فالكلمات دائماً منذ البدء وأنا أعطيه الكلمة مع العلم العادة تنتهي الاثنينية بانتهاء الحوار مستأذناً منكم، وأقصد أن الأستاذ عباس باعتباره ضيف الأمسية أن يسمح لنا بدقائق لدكتورنا عبد الله منّاع ليتفضل بكلمة وهي إن شاء الله ستكون مسك الختام. |
|
|