| لَحُلْوَةٌ هِيَ أنفاسُ الصّباحِ إذا |
| بدا بإشراقهِ، والطّيرُ مُبْتَكِرُ |
| الشّمسُ أَحْلى وقد أَلْقَتْ أشعَّتَها |
| في البَدْءِ، والضَّوءُ فوقَ الأرضِ منتشرُ |
| العشبُ والشّجرُ النّامي يغازلُها |
| والزّهرُ يلمعُ بالأنداءِ والثمرُ
(3)
|
| والأرضُ تأْرَجُ من خصْب ومن عَبَقٍ |
| من بعد ما انْهلَّ في أشرائها المطرُ |
| وذي الوَدَاعةِ والشُّكْرَانِ قد دَلَفا |
| مع السماءِ، وجاء الليلُ والقمرُ |
| يُحيطُ بالبدر حَشْدٌ من كواكبِهِ |
| كأنّه عاهلٌ تَعْنُو له الزُّمرُ |
| فكلُّها حُلْوَةٌ يَلْقَى الفؤادُ بها |
| أُنْساً، ويذهبُ من أعماقِهِ الكَدَرُ |
| * * * |
| كلاّ فلا الصّبحُ لا الأطيارُ، إن بَكَرَتْ |
| ولا الغزالةُ لا الأثمارُ لا الزَّهَرُ |
| لا الأرضُ بعد الحَيَا جاءتْ مُعَطَّرَةً |
| إذا جادَها الصَّيِّبُ المِدْرارُ ينهَمِرُ
(4)
|
| ولا المساءُ وَدِيعاً شاكِراً لَبِقاً |
| لا اللّيلُ لا البدرُ، لا، لا الأنْجُمُ الزُّهُرُ |
| جميعها ما حَلَتْ يوماً ولا لَطُفَتْ |
| كلاّ، وليس لها -يا فاتني- خَطَرُ |
| ليستْ بدونك شيئاً يستحقُّ هوىً |
| ممّن تروقُ له الأطيافُ والصُّوَرُ |